البحرين .. حاضنة داعشية

يوسف سلمان يوسف - 2014-09-10 - 9:05 م

يوسف سلمان يوسف*

المشهد الذي جمع قادة حلف الناتو في قمتهم التي عقدت في" نيوبورت" بمقاطعة "ويلز" ببريطانيا في الفترة 4- 5 سبتمبر 2014 ومعهم بعض شركائهم وأتباعهم من بعض الدول الصديقة والتابعة وبينهم أتباعهم العرب، وهي قمة اعتبرت من القمم بالغة الأهمية لقادة حلف الناتو.

تصدر أجندتة القمة موضوعي أوكرانيا وداعش، هو أشبه بمشهد مسرحي شكسبيري من حيث كونه مشهدا مأسويا كالمآسي الشهيرة التي حفل بها مسرح الأديب الانكليزي "وليم شكسبير" لان العقدة الروائية فيها تصل ذروتها ببلوغ حد المأساة المفجعة نتيجة تخبطات وتصرفات رعناء تضع أبطالها في مآزق حرجة ومعقدة للغاية وتوصلهم حتما إلى طريق المآسي التي لا مفر لهم منها والتي تضع هؤلاء الأبطال في أوضاع يرثى لها من عظم المصيبة المحدقة بهم.

موضوع "داعش" مدار نقاشهم هو نتاج طبيعي لسياسات متخبطة ومواقف رعناء ارتكبها هؤلاء الحلفاء وأتباعهم طوال السنوات الماضية، فجاءوا إلى هذه القمة لكي يسوقوا أنفسهم كأعداء "لداعش" والتطرف والإرهاب، وهم الذين أنفقوا وسلحوا ودربوا وخططوا وقدموا الدعم اللوجستي والاستخباراتي لهذه الجماعات المتطرفة، حيث كانت مصالحهم تقضي بدعم هؤلاء عندما اعتبروهم أدوات لتنفيذ أجنداتهم وخططهم الإستراتجية في المنطقة العربية، فكيف لهم تسويق أنفسهم الآن كأعداء لداعش وأخواتها وقد تربى وترعرع الداعشيون وأخواتهم على أيديهم وايدي أتباعهم من حكام المنطقة العربية؟

المشهد أشبه بمشهد مسرحي شكسبيري من حيث محاكاته للمأساة التي اشتهر بها مسرح " شكسبير"، فهي مثيرة للدهشة من حيث إفراطها في الألم والأسى ومثيرة للشفقة من حيث بؤسها في الإخراج، لان العالم أجمع يعرف انه ما كان للأمور إن تصل إلى هذا الحد المأسوي في المنطقة العربية لولا إن هؤلاء الحلفاء وأتباعهم قد دفعوا الأمور دفعا إلى ما وصلت إليه. فعملية تسويق أنفسهم كأعداء للإرهاب الداعشي والتطرف هي عملية شديدة البؤس من ناحية الإخراج المسرحي الركيك والمفكك، فداعش وأخواتها هم أبطال مسرحهم التراجيدي وقد اقتربت نهايتهم المأساوية وكذلك نهاية المخرجين المأساوية لأنهم هم الذين حاكوا عقدتهم المسرحية على تخبطات ومواقف رعناء يمجها الجمهور الذي يراقب المأساة بشيء من الرثاء وشيء من التهكم.

فجميع من اجتمعوا في " نيوبورت " بمقاطعة "ويلز" البريطانية هم من الداعمين للإرهاب والتطرف، كل حسب طريقته وحسب مساهماته، بعضها تسليحي، وبعضها تدريبي، وبعضها لوجستي، وبعضها استخباراتي، وبعضها تمويلي (وهذه تكفل بها الممولون العرب لان لديهم فوائض مالية يغدقونها على الإرهاب المدمر للأوطان والشعوب العربية وليس على تنمية هذه الأوطان ورفع المستوى المعيشي لشعوبها) والكثير منهم قدم الدعم الإعلامي والتحريضي ضد الآخر لصالح الإرهاب، ومن ضمن هذا الإرهاب، إرهاب " داعش".

فالبيئة الحاضنة للإرهاب الداعشي وأخواته هي التي نما وترعرع واشتد ساعديه فيها انطلاقا من فكر منغلق لا يقبل ولا يعترف بالآخر لان كل من يختلف معه هم خارج سياق " الرضا والقبول الإلهيين" حسب اعتقاده، وبالتالي خارج موجبات العيش الدنيوي وداخل مستحقات العقاب الأخروي، فما من فكر يرفض وينبذ الآخر المختلف ويشطبه من دائرة الحياة أكثر من هذا الفكر لأنه وصم الآخرين جميعا "بالكفر" وجعل مفاتيح الآخرة في يديه، عليه عقابهم في الدنيا وإرسالهم إلى العقاب في الآخرة.

فهذه المجموعات مكلفة بمهام تدمير أوطانا عربية بصورة مفردة أو جماعية، وهي بذلك تجعل الآلة الاقتصادية الغربية تعمل في ظل أزمات اقتصادية خانقة متلاحقة تواجه الاقتصادات الغربية لان ما تستهلكه الحروب التي تشنها هذه المجموعات كفيل بتشغيل كل الصناعات الغربية وتجعلها تدور دون توقف على اعتبار إن الحروب هي اكبر مستهلك لمنتجات الصناعات وطلبها على هذه المنتجات لا يتوقف بل يتزايد بصورة مضطردة بدءاً من إنتاج السلاح وصولا إلى الغذاء والكساء والدواء.

مشهد حلفاء الناتو الذين اجتمعوا في " نيو بورت" بويلز هو مشهد الورطة التي يعيشها هؤلاء الأبطال المسرحيون حيث بلغت العقدة الروائية لحروب المصالح الإستراتيجية التي خاضتها "داعش" وأخواتها بالوكالة عنهم ذروتها لان " داعش" وأخواتها فشلوا في تأمين هذه المصالح وبات من المؤكد خسارتهم ولم يبق سوى انتظار النهاية المأساوية الشكسبيرية لجميع هؤلاء "الأبطال" ممثلين ومخرجين.

تمثلت ورطتهم في النأي بالنفس وتنظيف سمعتهم من الارتباط بداعش وأخواتها، التي تتصدر اليوم قائمة الإرهاب الدولي، بل وصل الحد بهذا النأي بالنفس إلى حد تشكيل تحالف دولي للتصدي لإرهاب "داعش"، وجميع المدعوين إلى مائدة هذا التحالف هم من داعمي داعش ومنشئوها ومساندوها طوال السنوات الماضية، وهنا المآزق التراجيدي الشكسبيري الذي وصلت إليه دراما " الناتو" ومن يلتف حولها، فهو مثير للرثاء والتهكم في آن واحد، وقلما يجتمع الرثاء والتهكم في مشهد واحد لان ورطة الأبطال المسرحيين خطيرة جدا إلى حد يرثى لهم من بؤس أدائهم وانفراط حساباتهم، وكذلك الى حد التهكم عليهم من انقلاب السحر عليهم وعدم صدقيتهم.

وما كان لهم إن يصلوا إلى هذا المآزق المفجع لولا الخشية من ارتدادات الإرهاب الذي ساندوه ودعموه عليهم، لأنه لم يك في حساباتهم إن هذا الإرهاب سوف يهزم وقد يرتد عليهم في عقر ديارهم، ومن هنا أطلقوا الصيحة تلو الصيحة التحذيرية من عودة المقاتلين الإرهابيين إلى بلدانهم في أوروبا وأمريكا وذلك بعد كل التسهيلات التي قدموها لهم للالتحاق بركب " الجهاد والنصرة" في سوريا والتدفق بإعداد هائلة إلى هذا القطر العربي ضمن مشروع خطير يهدد كيان هذه الدولة المحورية الهامة باعتبارها أحد أركان محور إقليمي فاعل في مقاومة المشاريع الغربية وينتهي بتحويل سوريا إلى دولة مفككة وفاشلة وكسيحة لا تستطيع النهوض على قدميها كحال الصومال، بل ستكون المأساة في المنطقة أعظم بالنظر إلى الموقع الجيو - استراتيجي لسوريا ودورها الراهن في التصدي للمشاريع الصهيو- غربية.

هولاء المقاتلون الإرهابيون مسموح لهم في استراتيجيات "الناتو" تدمير سوريا وممنوع عليهم المساس بدول أوروبا أو أمريكا. وكانوا يتوقعون منهم أن يحكموا السيطرة على سوريا ويحيلوها إلى شظايا مبعثرة ومتناثرة ومتناحرة فيبقوا هناك لاستكمال أدوارهم المرسومة، أو أن يقتلوا على الأراضي السورية فتسلم دول أوروبا وأمريكا من شرهم المستطير، لكن ما حدث لم يكن في الحسبان الغربي وهو أنهم هزموا على الجغرافيا السورية واخذوا في التقهقر على جميع المحاور والمواقع، وبدا الكثير منهم يشد رحاله للعودة إلى أوروبا وأمريكا، والبعض الآخر اتجه إلى الموصل وبات قاب قوسين أو أدنى من المصالح الغربية في شمال العراق، وهنا بدا مشهد الحلفاء مثير للتهكم نتيجة الفزع الذي أصابهم.

الأكثر تهكما في مشهد قمة حلف الناتو في "ويلز" هو مشهد حضور وفود الأنظمة العربية في هذه القمة التي تستحق الرثاء، ومن بينهم ولي عهد مملكة البحرين والوفد المرافق، وهو يشارك في قمة تداعت "لمحاربة " داعش وبلاده حاضنة لهذا التنظيم الذي أصبح ظهوره وتواجده ونشاطه جهارا نهارا ولم يعد يخفى على أحد. ومن أبرز تجليات ظهوره رفع إعلام "داعش" أمام مقر السفارة الأمريكية في المنامة بأيدي أتباعه وأنصاره، ورفعها أيضا أمام جامع " الفاتح" شرقي المنامة وذلك تزامنا مع احتلال الموصل ومحافظة نينوى في العراق، وكذلك ظهور أنصار "القاعدة" التنظيم الأم لداعش وهم يرفعون أعلام "القاعدة" في الدوار السابع بمدينة حمد الواقعة جنوب غربي المنامة والقريبة من موقع قصور العائلة المالكة بالرفاع، وكذلك رفع أعلامها في منطقة " البسيتين " بجزيرة المحرق، وذلك في بداية أحداث البحرين في فبراير 2011.

والأدهى من ذلك هو جمع الأموال وإرسال الرجال إلى الجماعات المسلحة في سوريا وتحديداً " داعش " و" جبهة النصرة" وكلاهما تنظيمان تم تصنيفهما من قبل مجلس الأمن الدولي كتنظيميين إرهابيين، حيث أعلن عن ذلك في مشهد دراماتيكي مثير قام به نائبان في مجلس النواب البحريني أثناء فترة ولايته الأخيرة وهما " الشيخ عادل المعاودة" و" الشيخ عبدالحليم مراد" وكلاهما من جمعية "الأصالة" السلفية الموالية للسلطة الحاكمة والمساندة لها في مواجهة الحراك الشعبي المطالب بالإصلاحات الديمقراطية منذ فبراير 2011 حتى تاريخه، وهي الذراع السياسي لجمعية التربية الإسلامية السلفية حيث اجتمعا ومعهما عضواً آخر من "الأصالة " اسمه " خالد الغرير" مع محاربين من جماعة سلفية في احد المواقع بجنوب سوريا (ويقال في الأردن) وخطب فيهم " المعاودة" وسلموهم تبرعات كبيرة، وقد تداولت مواقع التواصل الاجتماعي صور وفيديو هذا اللقاء المثير، الأمر الذي لم يحدث مع غزة المحاصرة منذ أمد طويل.

جمعية " الأصالة" السلفية أقرت بأنها جندت أكثر من 1400 شاب باكستاني للقتال في سوريا بأجر شهري قدره ألف دولار أمريكي لكل مقاتل منهم، مستغلة الظروف المعيشية القاسية لهؤلاء الشبان الباكستانيين الذين جلهم من المتعطلين لكي تشحنهم من بلادهم إلى ساحات القتل والموت في سوريا باسم " الجهاد"، فيلاقوا مصيرهم المحتوم هناك مقابل حفنة دولارات زهيدة، تتقاضاها عاملة منزلية في البحرين وبقية بلدان الخليج. كذلك قيام احد السلفيين من الموالين للنظام الحاكم في البحرين وهو " تركي البنعلي" الذي يعرف على نطاق واسع بأنه ممثل "داعش " في البحرين بجمع الأموال وإرسال الشباب السلفي إلى سوريا والعراق. شخص أخر من نفس العائلة يدعي " محمد عيسى البنعلي" كان يعمل بصفة ملازم في وزارة الداخلية البحرينية انشق عن النظام الحاكم وانضم إلى "داعش" ويكنى الآن "أبو عيسى السلمي"وهو الذي أعلن على حسابه الخاص في تويتر عن مقتل ثلاثة شبان بحرينيين وهم يوسف جميل وأبو حمزة البحريني وأبو الزبير البحريني دون إن يوضح ظروف مقتلهم وأين قتلوا، في سوريا أو العراق.

وقد سبق إن قتل شاب سلفي بحريني في مدينة "القصير" السورية، يدعى "عبدالرحمن عادل الحمد" وهو ابن رجل دين سلفي من منطقة "الرفاع" يعمل كإمام مسجد. كما قتل مجموعة من السلفيين البحرينيين في معارك مدينة "يبرود" السورية في منطقة القلمون المتاخمة للحدود اللبنانية. احد المحامين البحرينيين القريبين من السلطة الحاكمة والجمعيات السياسية الموالية لها كشف عن التحاق عشرات البحرينيين بداعش وجبهة النصرة، وقال بأنه مع بداية الخلاف بين " الظواهري" و" البغدادي" انحاز (جهاديو البحرين) إلى "جبهة النصرة" ولكن بعد معارك الموصل وتداعياتها تعاظم الالتحاق بتنظيم "داعش". وهذا التوجه يكشف عن نزعة التطرف التي تسود أوساط الشباب السلفي في البحرين حيث يتجهون إلى أكثر التنظيمات السلفية تشددا وعنفا ودموية.

وسط كل ذلك اقتحمت المشهد الداعشي في البحرين شخصية مثيرة للجدل ومتورطة في ارتكاب انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان وهو ضابط المخابرات المتقاعد "عادل فليفل" الذي يطالب الحقوقيون في البحرين والمنظمات الحقوقية الدولية بتقديمه إلى العدالة جراء ارتكابه جرائم ضد الإنسانية منها التعذيب الجسدي وابتزاز السجناء. وقد ظهر هذا الضابط المتقاعد بشكل جديد حيث بدا مطلقا لحيته الكثة ومرتديا ثيابا داعشية ومتخذا خطابا داعشيا ومنه خطاب التكفير كعادة الداعشيين، وأخطر ما في شخصية هذا الداعشي الجديد أنه يقود ميليشيا مسلحة مدعومة من السلطة وتحديدا من رئيس الوزراء، وقد تورطت ميلشياته في اعتداءات على المواطنين بمدينة المحرق في عدة مناسبات، وقد أعرب عن دعمه الكامل لتنظيم " داعش" وولاءه لزعيم هذا التنظيم.

ضابط المخابرات المتقاعد "عادل فليفل" من حيث ماضيه ملطخ بدماء الأبرياء وبسجله المليء بالعدوانية ضد المعارضين البحرينيين وبخدماته التي قدمها للسلطة الحاكمة في المخابرات على مدى ثلاثة عقود على الأقل من التنكيل بالمعتقلين وابتزازهم وتهديدهم وتهديد ذويهم وبتفكيره الضيق الذي ينزع إلى إلغاء الآخر هو اقرب إلى النهج الداعشي الدموي من أية شخصية أخرى، بل هو داعشي بالسلوك والتصرفات والعدوانية وممارسة القمع حتى قبل إن يسمع العالم باسم تنظيم " داعش".

وقد تكون أكثر المشاهد الداعشية دراماتيكية هو مشهد أخذ الداعية البحريني "تركي البنعلي" قسم البيعة لأبو بكر البغدادي في أحد مساجد الموصل.

مجلس الأمن الدولي أصدر قائمة بالداعمين والممولين لداعش في منطقة الخليج من ضمنهم اثنين من الدعاة البحرينيين هما "شوقي المناعي" و"عادل الشيخ" بصفتهما ممولين لهذا التنظيم المصنف إرهابيا على قائمة المجلس، والسلطة لم تتحرك لتجفيف منابع تمويل الإرهاب كما يقتضيه قرار مجلس الأمن الدولي، بل حتى قرارات صادرة عن مجلس التعاون الخليجي بشأن هذا التنظيم الإرهابي. جميع البحرينيين المتورطين في عمليات دعم ومساندة وجمع أموال وإرسال شبان إلى الجماعات الإرهابية في سوريا والعراق والتحريض الإعلامي والترويج الدعوي يعملون جهارا نهارا ويمارسون أنشطتهم الداعمة للإرهاب الداعشي ولم يتلق احد منهم إحضارية واحدة للمثول أمام النيابة العامة أو إدارة التحقيقات لمساءلتهم عن أنشطتهم تلك، انه صمت مطبق شبيه بصمت القبور إزاء ما يفعلون. وتشغل السلطة نفسها بتوافه الأمور وتستدعي ناشطين ومدونين لمساءلتهم عن تغريدات في حساباتهم الخاصة على تويتر وتحاكمهم ويصدر قضاؤها المسيس أحكامه ضدهم وتزجهم في السجون، أما القضايا الأمنية الخطيرة التي تهدد بالفعل كيان البلاد فتغض الطرف عنها.

لقد أصبحت البحرين حاضنة للإرهاب الداعشي تقدم المال والرجال والمساندة والدعم بجميع أشكاله، والجميع يتذكر زيارة الشيخ السلفي السوري " عدنان العرعور" إلى البحرين أثناء احتدام معارك مدينة "القصير" وعرضه عباءته للبيع بالمزاد العلني في أحد جوامع منطقة الرفاع وبيعها بثمن كبير وجمع تبرعات أخرى يذهب ريعها لصالح الإرهابيين في سوريا، هؤلاء الإرهابيون من آكلة لحوم البشر الذين أرادوا إن يفرضوا نهج تفكيرهم المنغلق ونمط حياتهم المتخلف وأسلوب حكمهم الدموي على شعب متحضر من أعرق شعوب الأرض تاريخا ومدنية كشعب سوريا العربية ولكن خاب مسعاهم، وهم يخططون أيضا ذات الشيء للبحرين وشعبها على المدى المنظور ولكن لا أحد يتصدى لهم.

*كاتب بحريني.

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus