افتتاحية الواشنطن بوست: اعتقال المُعارِضة البحرينية يستوجب احتجاجًا قويًا من واشنطن

2014-09-06 - 5:58 م

صحيفة الواشنطن بوست
ترجمة: مرآة البحرين

مضى حوالي العام منذ إعلان الرئيس أوباما في الأمم المتحدة أن الولايات المتحدة سوف تخفف من قلقها حول حقوق الإنسان عند تعاملها مع حكومات "تعمل معنا في مصالحنا الأساسية"، والتي بحسب تعريفه لها، تشمل التدفق الحر للنفط وليس منع الإبادة الجماعية. ومنذ ذلك الوقت، كما لحظنا في بعض المناسبات، أطلق عدد من الدول التي تتمتع بعلاقات أمنية وثيقة مع الولايات المتحدة حملات قمعية بحق الخصوم العلمانيين والمواليين للغرب وأهانوا كذلك مبعوثي وزارة الخارجية الأمريكية رفيعي المستوى.

تعتبر البحرين أحد "حلفاء" الولايات المتحدة البارزين. وتقع الجزيرة الصغيرة هذه في الخليج العربي وهي تستضيف قاعدة الأسطول الأمريكي الخامس وتعتمد على الولايات المتحدة في تجارة الأسلحة وحرية التجارة والحماية من الدول العدائية المجاورة لها. ومنذ خطاب الرئيس أوباما، اعتقل نظام آل خليفة المستبد عددًا من المعارضين السلميين وخرب "الحوار الوطني" الذي وعد بإجرائه. فضلًا عن ذلك، طرد نظام آل خليفة في يوليو/تموز مساعد وزير الخارجية لشؤون الديمقراطية والعمل وحقوق الإنسان عقب اجتماعه مع أعضاء حزب قانوني معارض. وكان باستطاعة الحكومة الأمريكية الرد على هذه الإهانات بوقف المبيعات العسكرية إلى البحرين أو على الأقل عبر تصريحات قوية يدلي بها الرئيس أوباما، إذ كان لتصريحاته في الماضي تأثير جيد. ولكن بدلًا من ذلك، اتبعت الولايات المتحدة سياسة الرئيس الجديدة واكتفت بالتعبير عن "قلقها" من خلال ناطقين رسميين ذوي مستوى منخفض.

وكما هو متوقع، استمرت الإساءات، فاعتقلت يوم السبت أحد أهم المدافعات الحقوقيات على صعيد العالم العربي، مريم الخواجة، في المطار الدولي للبحرين. وكانت مريم الخواجة التي تقيم خارج البحرين تحاول الدخول إليها من أجل زيارة والدها، الناقد السلمي للنظام والذي اعتقل ظلمًا منذ 2011 بتهم إرهاب ملفقة. واتُّهِمت مريم الخواجة، التي تبلغ 27 عامًا ولا يتعدى طولها خمسة أقدام، بالتعدي على رجال شرطة المطار، أما مريم فتقول إنها تعرضت للضرب على أيدي أربع رجال شرطيين. هذا ويرى مناصروها أنها قد تواجه المزيد من التهم عند محاكمتها يوم السبت المقبل.

ويرى نظام آل خليفة أن جريمة مريم الحقيقية تكمن في جهودها الدؤوبة لمناصرة البحرينيين الذين اعتُقِلوا أو عُذّبوا أو قُتِلوا في السنوات الأخيرة الماضية أثناء محاولتهم الدعوة إلى إصلاحات ديمقراطية سلمية. مريم الخواجة التي تتكلم الإنكليزية بطلاقة والتي أمضت عامًا في جامعة براون بمنحة فولبرايت كانت مؤثرة لا سيما في واشنطن حيث التقت بأعضاء من الكونغرس ومسؤولين أمريكيين رفيعي المستوى. وقد حصلت الخواجة على "جائزة الحرية" من منظمة فريدوم هاوس، التي يقع مقرها في واشنطن في العام 2012، تقديرًا لجهودها وجهود ووالدها وشقيقتها.

وعلى الرغم من أن نظام آل خليفة قاوم الضغوطات التي تحثه على منح حقوق أكثر للأكثرية الشيعية، إلا أنه كان حساسًا تجاه ضغط واشنطن السياسي. وبعد إلقاء الرئيس أوباما خطابًا في مايو/أيار 2011، ذكر فيه البحرين على وجه الخصوص ووقف الولايات المتحدة المؤقت لبيع الأسلحة، وعد آل خليفة بسلسلة إصلاحات. تشعر حكومة البحرين الآن أنه بإمكانها التخلي عن هذه الجهود والقيام بخطوات يمكن اعتبارها "استفزازية" بالنسبة إلى واشنطن. ولا عجب أن اعتقال مريم الخواجة لم يلقَ إلا تصريحًا من تصريحات وزارة الخارجية الأمريكية المعتادة التي تعبر فيها عن قلقها.

5 أيلول/ سبتمبر 2014

النص الأصلي 

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus