براين دولي: يوم في حياة مريم الخواجة

2014-09-05 - 4:37 م

براين دولي، صحيفة الهافينغتون بوست
ترجمة: مرآة البحرين

يعتبر قضاء يوم بالعمل مع الناشطة الحقوقية مريم الخواجة حافلًا، فقد كان لي شرف مواكبتها في واشنطن ونيويورك وجنيف وأماكن أخرى في الوقت الذي كانت تناصر فيه قضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين. مريم شخص شغوف ونشيط ومواظب، فهي تُحضّر دائمًا ما ستقوله وإلى من تتوجه.

من الصعب أن نراها الآن قابعةً خلف قضبان السجن، فلقد اعتُقِلت منذ أيام قليلة عند وصولها إلى البحرين وهي تواجه تهمة الاعتداء على رجال الشرطة- وهي أنكرت هذه التهمة- عندما صادروا هاتفها الجوال في المطار. هذا ويُلفق النظام القمعي، حليف الولايات المتحدة، تهمًا أخرى لها. وسيتم احتجازها لسبعة أيام على ذمة التحقيق.

عائلة مريم معروفة بنشاطها السياسي، فأختها زينب -التي اشتهرت عندما صمدت بوجه شرطة مكافحة الشغب الذين كانوا يطلقون قنابل مسيلة للدموع قد اعتقلت مرتين وتعرضت للضرب أثناء الاحتجاز. أما والدهما، عبدالهادي، الرئيس السابق لمركز البحرين لحقوق الانسان، فقد سُحِب من منزله على يد رجال شرطة ملثمين في أبريل/نيسان2011 واعتقل وحُكِم عليه بالسجن المؤبد. وأثناء وجود والدها ورئيس مركز البحرين لحقوق الإنسان، نبيل رجب، في السجن، عملت مريم كرئيسة للمركز من كوبنهاغن. ورغم المخاطر عادت مريم إلى البحرين يحملها الأمل بزيارة والدها الذي بدأ إضرابًا عن الطعام للفت النظر إلى استمرار الاعتقالات التعسفية.

واليوم، أخبرتني زينب عن الحال داخل سجن النساء في مدينة عيسى ، فهي تعرف الوضع جيدًا إذا أنها أمضت جزءًا كبيرًا من السنة الماضية فيه بعد الحكم عليها بالسجن بسبب التظاهر السلمي.

وقالت زينب إنه "هناك أربعة أو خمسة أسرة صدئة في كل زنزانة حيث تضم كل منها ثماني أو عشرة سجينات. وأحيانًا تكتظ الزنزانة بسجينات ينمن على الأرض. لا يوجد أغطية على الأسرة كلها فتنام السجينة على الفرشة الجلدية. تنار الأضواء في حوالي الساعة السادسة أو السابعة صباحًا، وتبدأ عندها عملية تعداد الأسماء، الأولى من أصل ثلاث يوميًا، حيث عليك الركض إلى البهو ليتم تسجيل اسمك. إنها فرصة الحارسات لإهانة السجينات والدخول إلى زنازينهن لنزع الغطاء إذا كُنّ قد استغرقن في النوم، فيصحن ويصرخن عليهن أثناء اصطفافهن. فضلًا عن ذلك، تسخر الحارسات من السجينات وتقلن لهن إنهن نتنات الرائحة."

وأضافت زينب أنه لم يتم السماح بعد لعائلتها بزيارة مريم التي تدبرت أمر التواصل معها هاتفيًا وأنه "بذلنا جهدنا منذ يومين لإدخال منشفة إليها إلا أنهم رفضوا وقالوا إنه لا يمكنها الاستحمام وإنه علينا الانتظار حتى الأسبوع المقبل". بعض الظروف الأخرى في مركز السجن أكثر سوءًا، "فمن المفترض السماح لنا بممارسة التمارين يوميًا في الخارج، إلا أنه من النادر السماح لنا بذلك. وعندما كنت في السجن، مُنِعنا من الخروج على مدى ثلاثة أشهر. أما بالنسبة للطعام، فيتم تقديم الوجبات "المقرفة" ثلاث مرات يوميًا على صوانٍ كانت بيضاء لكنها أصبحت صفراء، ومن المألوف جدًا أن نجد شعرًا في الطعام. في إحدى المرات وجدنا فأرًا ميتًا".

وقالت زينب إن أسوأ الامور هو فقدان السيطرة إذ "عليك أن تنادي الحارسة ب "سيدتي"، والحارسات يقررن كل شيء؛ فهن يقررن متى تطفئ الأنوار ومتى يشغل المكيف ومتى يمكن السير في البهو من دون أن يتم زجرك. إنه لأمر محزن أن ترى كيف يهان الناس يوميًا".
وأخبرني محمد الجشي، محامي مريم، أنه لم يُسمَح له بلقائها قبل استجوابها في مكتب النيابة العامة وكذلك لم يسمح له بتلاوة حقوقها عليها خلال التحقيق.

لقد تدهورت صحة عبدالهادي الخواجة كثيرًا منذ اضرابه عن الطعام الذي بدأه الاسبوع الفائت. أما زينب، فلديها جلسة في المحكمة غدًا بخصوص حادثة حصلت في السجن في يونيو/ حزيران 2013 عندما واجهت شرطية تسيء معاملة سجينة أخرى. "أخبرتها أنه عليها أن تحترم الناس إذا كانت تريد منهم الاحترام، فاستشاطت غضبًا عليّ".

تأمل عائلة مريم أن تتمكن من رؤيتها لنصف ساعة غدًا ولكن لا ضمانات. وتقول زينب "إن الأمر لا يعني أبدًا الراحة التامة كونك لا تذهب إلى العمل، فأصغر الأشياء كمحاولة الحصول على قلم ووجود خطر دائم بأن يتم اقتحام زنزانتك ورمي كل أشيائك أرضًا يجعلك في حالة توتر مستمرة".


4 أيلول/سبتمبر 2014

النص الأصلي 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus