براين دولي: عبدالهادي الخواجة يضرب عن الطعام

2014-09-01 - 5:07 م

براين دولي، صحيفة الهافينغتون بوست
ترجمة: مرآة البحرين


يعتبر الإضراب عن الطعام ورقة لعب السجين السياسي الأخيرة، فالمباشرة به هي خطوة شديدة الخطورة، خاصة بالنسبة للأشخاص الذين قد يتردى وضعهم الصحي في أي لحظة.

بدأ أبرز مدافع حقوقي، عبدالهادي الخواجة، الإضراب عن الطعام في بداية هذا الأسبوع في سجن جو في البحرين، فهو لا يتناول الطعام على الإطلاق باستثناء كمية قليلة من المياه وبعض الملح وكذلك طلب ألا يتم اطعامه بالقوة.

نخفض أمس مستوى السكر في دمه بشكل خطير ووصل إلى 1.8. وأكد الخبراء الطبيون لأهله أنه قد يصاب بنوبات صرع أو قد ينتهي به الأمر بغيبوبة خلال 15 يومًا إذا استمر بإضرابه عن الطعام.

هذا ويدافع كل من ابنتيه مريم وزينب ونبيل رجب، خلفه كرئيس لمركز البحرين لحقوق الانسان، عن حقوق الإنسان في البحرين أمام المجتمع الدولي منذ اعتقال عبد الهادي في أبريل/نيسان 2011 لدوره الكبير في الاحتجاجات الواسعة النطاق من أجل الديمقراطية في المنطقة.

وخلال حديثها معي اليوم، أخبرتني مريم أن "معدل السكر في دمه منخفض بشكل كبير وأن الأطباء أخبرونا أنه مهدد بالإصابة بأزمة قلبية في أي وقت، فقد وصلت الأمور إلى نقطة بدا فيها أن الإضراب عن الطعام هو الحل الوحيد للفت النظر إلى مشكلة الاعتقالات التعسفية المستمرة على نطاق واسع. إنه يعي هذه المخاطر ونحن نعلم أننا قد نخسره".

يحظى عبدالهادي الخواجة بسمعة دولية حسنة. وكان قد عمل في منظمة حقوق الانسان"فرونت لاين ديفندر" التي يقع مقرها في دبلن وهو معروف جدًا في الشرق الأوسط ومناطق أخرى كناشط بارز.

وعلى الرغم من أن الجنود لم يسمحوا لي بالدخول عندما وصلت إلى المحكمة خلال محاكمته العسكرية في الشهر الذي تلا اعتقاله، بدا من الواضح أن جلسات الاستماع كانت صورية؛ إذ لم يكن من المفترض أن يحاكم، بل أن يعذب فقط ويدان ويحكم عليه بالسجن المؤبد.

ويأتي إضراب الخواجة عن الطعام ردًا على اعتقالات الحكومة البحرينية التعسفية التي تشكل مشكلة حقوقية مستمرة في البحرين. هذا وظهرت تقارير أسبوعية موثوقة عن أشخاص تم اعتقالهم من دون مذكرات. ومع وجود القليل من الاحتمالات أمامه، لجأ الخواجة إلى آخر أنواع التظاهر وعرّض بذلك حياته للخطر في سبيل مساعدة الآخرين.

وفي حال أصبحت البحرين يومًا مستقرة، فانها ستحتاج بالنتيجة إلى اجتياز الاضطراب الحالي وإلى إيجاد حل لهذه الأزمة السياسية وإلى قيادة متمرسة وشخصيات سلمية من المجتمع المدني مثل عبدالهادي من أجل التوصل إلى عملية اصلاح بناءة.

تسيطر حالة من الفوضى على العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والبحرين، فمنذ شهر تم طرد مساعد وزير الخارجية لشؤون الديمقراطية والعمل وحقوق الإنسان، توم مالينوسكي، من البحرين ولم يتم السماح هذا الشهر لعضو الكونغرس، جيمس ماكغفرن، بالدخول إليها أيضًا. وقد نفت الحكومة البحرينية الخبر الذي نشرته وزارة الخارجية الأمريكية عن دعوة مالينوسكي إلى البحرين. وسواء كان مالينوسكي سيزور البحرين قريبًا أو لا، ينبغي على حكومة الولايات المتحدة الدعوة إلى الإفراج الفوري عن عبدالهادي وعن جميع المسجونين بسبب تعبيرهم السلمي عن آرائهم ووضع حد للاعتقالات التعسفية.


28 أغسطس/آب 2014
النص الأصلي


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus