افتتاحية الواشنطن بوست: البحرين تحتاج العناية الأميركية

2011-09-10 - 12:30 م



الوشنطن بوست- هيئة التحرير
ترجمة: مرآة البحرين



باتت البحرين القصة المنسية في الربيع العربي. فبينما كان كل الاهتمام منصبا على الانتفاضات الشعبية في ليبيا وسوريا واليمن في الأشهر الماضية، فإن اهتماما أقل أعطي للإمارة الخليجية الصغيرة ذات الأهمية الاستراتيجية والتي تؤوي الاسطول الاميركي الخامس. يعود ذلك جزئيا إلى أن عائلة آل خليفة الحاكمة استطاعت أن تتفادى الانتقادات الموجهة إليها في أعقاب حملة القمع الواسعة بالوعد بالبدء بالحوار مع المعارضة وبتطبيق الإصلاحات. ولكن النظام لم يف بوعده وذلك يهدد بانفجار جديد للاضطرابات والتي لن تأثر على الاستقرار في البحرين وحسب وإنما على المنطقة برمتها.

وقد بدأ اخر الاشكالات مع الحوار الوطني الموعود والذي تداعى بعد بدأه بفترة وجيزة في يوليو الماضي. فقد قامت السلطة باعطاء اكبر حزب سياسي معارض 5 مقاعد من اصل 300 مقعد في تجمع الحوار الوطني، وأغفلت بعض اهم قضايا الاصلاح كتلك المتعلقة برسم الدوائر الانتخابية على سبيل المثال. معضم المعارضة تركت الحوار الوطني الذي انتهى بعدة بتوصيات فرعية وغير جوهرية. احدها كان  زيادة صلاحيات المتشدد الأول في النظام رئيس الوزراء خليفة بن سلمان والذي يعتلي هذا المنصب منذ العام 1971.

مبادرة تصالحية اخرى تمثلت في إنشاء لجنة للنظر في الاضطرابات ولكنها تعرضت للتشكيك فيها بسبب رئيسها المصري الذي استبق نتائج التحقيق بتبرئة العائلة الحاكمة. ولم تلبِ الوعود بإرجاع الاف العمال المفصولين بسبب الشك في دعمهم للمعارضة إلا بشكل جزئي. وعلى الرغم من مجموعة من بعض السجناء السياسيين قد تم  الافراج عنهم، الا ان مجموعة من الاطباء لم يفرج عنهم هذا الأسبوع إلا بعد أن قاموا بالإضراب عن الطعام. ومازال هناك المئات في السجون وما فتئ النظام يستخدم(محاكم السلامة الوطنية) ليبرر سجن المئات من قادة المعارضة.

وبدلا من التحرك نحو المصالحة، فإن البحرين باتت أكثر استقطابا من أي وقت مضى مع ازدياد الهوة بشكل رئيسي بين النخبة السنية الحاكمة والاغلبية الشيعية في البلاد. المصادمات بين المحتجين والشرطة تحدث كل ليلة تقريبا في القرى الشيعية. ووفاة صبي  في الرابعة عشرة من عمره والتي تقول المعارضة إنه قتل بقذيفة مسيل للدموع عمل على زيادة زخم الاحتجاجات في الآونة الاخيرة. الحكماء في البحرين قلقون من اندلاع وشيك للاحتجاجات الضخمة في البلاد والتي قد تقود الى صراع طائفي صرف والذي بدوره قد ينتشر إلى العربية السعودية وربما يطال العراق.

الولايات المتحدة تملك اوراق ضغط هائلة على النظام في البحرين من خلال تواجد الاسطول الخامس وبرامج الدعم العسكرية بالاضافة إلى اتفاقية التجارة الحرة. لكن إدارة اوباما كانت خجولة في شأن البحرين كحالها في أماكن الأخرى في الربيع العربي. وفي مايو الماضي قام الرئيس اوباما بعمل تصريح قوي أثناء خطاب له عن الشرق الاوسط واعداً بمساندة قضية التغيير الديمقراطي في كل المنطقة. ولكن لم تتم متابعة ذلك ولم يزر أي مسؤول امريكي كبير البلاد منذ شهور ولم يكن هناك أي موقف امريكي من الأوضاع المتدهورة في البلاد. هذه سياسة قصيرة النظر، فإذا انفجرت البحرين فإن مصالح امريكية حيوية ستكون في خطر. يجب على الادارة الامريكية أن تستخدم نفوذها الآن وقبل أن تشتعل الأزمة من جديد.

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus