لوس أنجلس تايمز: نقاد أمريكيون ينددون بتساهل الإدارة مع سلوك البحرين

2014-08-16 - 10:23 م

بول ريتشار، لوس أنجلوس تايمز

ترجمة: مرآة البحرين

كان طرد البحرين الشهر الماضي لديبلوماسي أمريكي كبير خطوة استفزازية وقد بدا أنها ستؤدي إلى رد فعل قوي من جانب واشنطن.

ولكن بعد مرور أربعة أسابيع على الطرد، لم تبذل إدارة أوباما أي رد فعل واضح غير اتصال هاتفي أجراه وزير الخارجية جون كيري بنظيره البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة للإعراب عن قلق الولايات المتحدة.

ويقول النقاد بأن البلدان الأخرى سوف ترى في رد الفعل المعتدل للإدارة علامة على ضعف واشنطن كما أنه يشجع الحكومات الأخرى على تجاهل ضغوط واشنطن التي تمارسها من أجل إصلاحات الحكم وحقوق الإنسان.

وقال كول بوكينفيلد من مجموعة "مشروع الديمقراطية في الشرق الأوسط"، ومقرها واشنطن، إنه إذا لم تتخذ واشنطن "الإجراءات اللازمة"، فإنه يمكننا بعد ذلك الرهان على أن البلدان الأخرى سوف تفعل أشياء مماثلة".

وكانت السلطات في البحرين قد طلبت من توم مالينوسكي، مساعد وزارة الخارجية لشؤون الديمقراطية وحقوق الإنسان والعمل، مغادرة البلاد في 7 يوليو/تموز بعد مشاركته في حفل إفطار أقامته جمعية الوفاق، أكبر جماعة سياسية معارضة في البلاد والتي ينظر إليها النظام الملكي السني بعين الريبة.

وتمارس الولايات المتحدة الضغط على الجانبين للتوصل إلى اتفاق يمكن أن يعطي الوفاق والجماعات المعارضة الأخرى بعض التمثيل في البرلمان. ولكن المحادثات لم تحقق أي تقدم يذكر.

وقال مالينوسكي إن مسؤولي الحكومة البحرينية كانوا قد وافقوا على هذا الاجتماع وحضوره قبل عقده. لكن السلطات البحرينية تقول بأن الاجتماع قد خرق قانونًا أصدرته مؤخرًا يستلزم حضور ممثل رسمي في تلك الإجتماعات.

وعلاقة الولايات المتحدة مع البحرين دقيقة بسبب التوترات الحاصلة بين الجهود المبذولة لدفع القادة البحرينيين نحو الإصلاح الديمقراطي ورغبة واشنطن في الحفاظ على علاقات استراتيجية قوية مع البلاد. والبحرين هي موطن الأسطول الأمريكي الخامس الذي يرسو في الخليج العربي والقريب من إيران.

بعد طرد مالينوسكي، رفعت السلطات البحرينية دعوى قضائية ضد اثنين من قادة الوفاق الذين حضروا الإجتماع. كما رفعت دعوى قضائية ضد الجمعية نفسها مما يثير الشك في قدرة هذه الجماعة على المشاركة في الانتخابات النيابية المقررة في خريف هذا العام.

وطرد دبلوماسي أمريكي بمستوى مالينوسكي هو نادر - ويقول بعض المحللين إنه غير مسبوق. وترد الولايات المتحدة غالبًا على أي طرد بالطلب من سفير البلد الذي أساء إليها مغادرة الولايات المتحدة.

ويقول المسؤولون الأمريكيون إنهم "يدرسون خياراتهم"، ولكن ليس هناك ما يشير إلى إن الإدارة تريد الرد بأي شكل من الأشكال.

في الواقع، تجاهلت الولايات المتحدة رسالة نشرها مالينوسكي على تويتر يقول فيها إن طرده كان نزولًا عند رغبة بعض المسؤولين البحرينيين الذين يريدون تقويض المحادثات مع الوفاق. وهذه لم تكن وجهة النظر الأمريكية، كما أوضحت متحدثة باسم وزارة الخارجية.

ويقول المسؤولون الأمريكيون إنهم يجرون محادثات هادئة مع البحرينيين ويأملون استئناف الحوار مع الوفاق والتوصل إلى اتفاق من شأنه السماح بعودة مالينوسكي. ويقولون إن المفاوضات أكثر أهمية من القضيتين.

وصرح مالينوسكي لقناة إن بي سي نيوز NBC الأسبوع الماضي بأنه "يأمل العودة " ولكن الشيء الأهم هو تحقيق حوار ناجح ومصالحة سياسية.

وكانت مجموعة مؤلفة من 18 مناصرًا للديمقراطية، بمن في ذلك بعض كبار المسؤولين السابقين في الولايات المتحدة، أرسلت الأسبوع الماضي رسالة إلى مستشارة الأمن القومي سوزان رايس تحث فيها الإدارة الأمريكية على اتخاذ موقف أكثر حزمًا. كما وحثت المجموعة الإدارة على إلغاء تأشيرات دخول المسؤولين البحرينيين إلى الولايات المتحدة ووقف مبيعات السلاح إلى حين الترحيب مجددًا بمالينوسكي وإسقاط التهم الموجهة ضد زعيمي الوفاق.

وأضافت المجموعة أن هذا الطرد "يهدد قدرة الولايات المتحدة في الدفاع عن الديمقراطية أو حقوق الإنسان في العالم". تم توقيع الرسالة من قبل اثنين من أسلاف مالينوسكي لورن كرينر وديفيد كرامر، بالإضافة إلى آن ماري سلوتر، مديرة التخطيط في وزارة الخارجية خلال ولاية الرئيس أوباما الأولى.

وقال عدد من المحللين إنه ربما هناك عامل آخر يجعل الولايات المتحدة تتساهل مع عملية الطرد وهي: الأزمات المتزامنة في سوريا والعراق وقطاع غزة، والمحادثات النووية الحساسة مع إيران بالإضافة إلى عدم رغبة الإدارة في المخاطرة بعلاقتها مع البحرين، أو حليفتها الوثيقة المملكة العربية السعودية، مع كل ما يجري.

وقال بوكينفيلد من مشروع ديمقراطية الشرق الأوسط إن القيام بأي من هذه الأمور قد يشكل موقفًا وإنه علينا ألا نحرك الأمور إذا لم يتوجب علينا ذلك."

 

5 آب/أغسطس 2014

النص الأصلي

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus