غلوبال فويس: الاضطهاد الإلكتروني في البحرين وإسرائيل وداعش

2014-08-16 - 6:45 م

نور مطر، غلوبال فويس

ترجمة: مرآة البحرين

استخدم مصطلح مطاردة الساحرات witch-hunt قديمًا للتعبير عن "الحملة الشديدة التي تشنها الدولة لمضايقة أو فضح معارضيها بحجة الحفاظ على رفاهية شعبها".

واليوم، هناك دول وتنظيمات تستخدم طريقة "مطاردة الساحرات" أو بمعنى آخر "الاضطهادات" الإلكترونية مثل إسرائيل والبحرين وداعش -- الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام.

تاريخيًا، يشير مصطلح مطاردة الساحرات إلى المحاكمات التي ترتبط فيها الجريمة بالاشتباه بالسحر أو الأعمال الشيطانية. وقد أشار الصحافي الاسكتلندي تشارلز ماكاي في كتابه "الأوهام الشعبية الغريبة وجنون الجمهور" إلى مقتل "الآلاف بعد الآلاف" في محاكمات "الساحرات" التي لم تكن تمتلك الأدلة الكافية للإدانات والتي كانت في كثير من الحالات تبدو كوسيلة لتصفية الحسابات مع الجيران أو الأصدقاء.

وقد استخدم هذا المصطلح على نطاق واسع في عهد المكارثية أو "الذعر الأحمر الثاني" second red scare عندما قاد السيناتور الأمريكي جوزيف مكارثي حملة لمحاربة المتعاطفين مع الشيوعية.

إسرائيل

في هذه الأيام، الإسرائيليون الذين وقفوا ضد الحرب على غزة مُستهدفون. فقد غردت اليزابيت تزوركوف من مقر غلوبل فويس في تل ابيب:

جناح الميليشيا اليمينية "ظلال الأسود" يطلب من الإسرائيليين إرسال صور الخونة (أولئك الذين يعارضون الحرب) إليه

 

 

داعش

ليس من المستغرب أن تقوم داعش، أحد التنظيمات "الجهادية"، والتي احتلت مؤخرًا مساحات من العراق، بشن حملة عبر الإنترنت لتحديد ما سمتهم بـالـ "مرتدين". وفي حسابه على تويتر عرض المتحدث باسم داعش، صورة لأشخاص يدعي وجوب قتلهم لأنهم مرتدين:

 

 

القصاص القصاص

خيانة في منطقة الشعيطات في شارع الخير ( وهي التسمية التي تطلقها داعش على دير الزور في سوريا )

وقد نشر حساب آخر يستخدم نفس شعار داعش قائمة تحتوي على ألفي اسم لـ "مرتدين" ويدعي أيضًا وجوب قتلهم:

 

 

مؤخرًا، كان هناك الكثير من الفيديوهات التي تعرض عناصر داعش وهم يقطعون رؤوس الأقليات في العراق لأنهم "مرتدين".

البحرين 

أما في البحرين، فإن مصطلح "مطاردة الساحرات" بمعناه الحديث قد احتل مكانه على وسائل الإعلام الاجتماعية، والذي أدت إلى اعتقال وتعذيب العشرات. ففي عام 2011، شهدت هذه الجزيرة الصغيرة الغنية بالنفط انتفاضة شعبية أعقبتها حملة قمع دموية. وكجزء من هذه الحملة، كانت السلطات تطلب من الناس الإبلاغ عن "الخونة" وتبادل صورهم. وقد غرد محمد خالد، نائب سابق في البرلمان، خلال "مطاردة الساحرات" لأتباعه:

 

 

وشرعت العديد من الصفحات الإلكترونية بنشر صور المتظاهرين والدعوة إلى التعرف عليهم. ونتيجة لذلك، تم اعتقال العشرات بعد التعرف على صورهم. وقد شارك في هذه الحملة حتى التلفزيون الحكومي.

ولشرح الوضع، غرد الدكتور جلال الموسوي من البحرين: 

 

 

لا تزال صفحات الويب التي تعرض صور "الخونة" متوفرة في البحرين. ولم يتم اتخاذ أي إجراء ضد أولئك الذين بدأوا هذه الحملات أو روجوا لها أو شاركوا فيها. تستخدم البحرين أسلوب "مطاردة الساحرات" الإلكترونية منذ عام 2011، والآن أصبحت أكثر حداثة بعد الشروع باستخدام برامج التجسس لتحديد حسابات تويتر والانستغرام واعتقال مستخدميها.

 

2 أغسطس/آب 2014

النص الأصلي

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus