«مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات»: النظام البحريني يسعى جاهدا إلى إغلاق نافذة الحل السياسي

2014-07-24 - 5:00 م

مرآة البحرين: أكد الزميل البارز في "مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات" ديفيد واينبرغ أن النظام البحريني يسعى جاهداً إلى إغلاق نافذة الحل السياسي في البحرين"، مشيرا إلى أن "جدولة الانتخابات سوف تفتح نافذة صغيرة لفرصة أن تلعب الجهات الفاعلة مثل الولايات المتحدة دورا محوريا وبناءً" في "تعزيز الإصلاح في الشرق الأوسط من خلال تسوية في المنامة".

ودعا واينبرغ، المتخصص في شؤون الخليج، في مقال نشره موقع المؤسسة على الإنترنت تحت عنوان "إغلاق نافذة الفرص في البحرين"، الإدارة الأمريكية "إلى التعلم مما تعلمه مساعد وزير الخارجية الأميركي توم مالينوفسكي بأن الأمر "لا يتعلق بي ولكن عن تقويض الحوار"، قائلا: "الملتزمين بالمصالحة لا ينبغي أن يردعون"، مشددا على ضرورة أن تلتفت واشنطن إلى كلماته لأن "نافذة فرصة الحل في البحرين تغلق بسرعة".

واستهجن دعوات ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة إلى إجراء انتخابات في الخريف المقبل، مؤكداً أن ذلك "يتطلب من النظام تحديد موعد نهائي لمعالجة ملموسة إلى الصراع السياسي الطاحن بين العائلة الحاكمة والغالبية الشعبية"، معتبرا أن عقد انتخابات جديدة "يخلق ضغطا إضافيا للتوصل الى اتفاق بين النظام والمعارضة، لأن النظام يود مشاركة أعضاء المعارضة من أجل إضفاء الشرعية على نتائج الانتخابات".

كما أشار إلى أن المسؤولين البحرينيين "يقومون بشتم روتيني إلى مسؤولين أميركيين ويسيطر ذلك على الصحافة التي يديرها النظام في البحرين"، مؤكداً أن سياسة الإدارة الأميركية لا يمكن أن تستمر على ما وصفه بـ"الطيار الآلي"، فـ"أميركا يجب أن تعيد النظر في الانخراط بجدية في حل الأزمة البحرينية أو أن تكون مستعدة للرد بعد استفزازات المنامة التي لم يسبق لها مثيل".

وقال: "ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة أكد أن بلاده تستعد لاجراء انتخابات. وذلك يتطلب من هذا البلد المحوري في الخليج تحديد موعد نهائي لمعالجة ملموسة للصراع السياسي الطاحن بين العائلة الحاكمة والغالبية الشعبية".

وأضاف واينبرغ "جدولة الانتخابات سوف تفتح نافذة صغيرة لفرصة أن تلعب الجهات الخارجية الفاعلة مثل الولايات المتحدة دورا محوريا وبناءً. ومع ذلك، فإن طرد الدبلوماسي الأميركي من البحرين في 7 يوليو/تموز 2014 يسلط الضوء على التحديات المحتملة التي تواجهها واشنطن في هذا البلد والتي يجب أن تعالجها".

وتابع بالقول: "منذ بداية الربيع العربي قبل ثلاث سنوات، والبحرين تشهد انتفاضة تسعى لحكومة منتخبة والحد من نفوذ الحكم الملكي وفقاً للدستور، وأخمدت الحكومة الاحتجاجات الأولية باستخدام القوة الغاشمة، ولكن المعارضة تسيّر مظاهرات أصغر منذ ذلك الحين بشكل شبه يومي. وفصيل المعارضة الرئيسي "الوفاق" استقال من المقاعد البرلمانية إبان الاحتجاجات ويخطط لمقاطعة أي انتخابات في المستقبل حتى اعتماد إصلاحات جدية".

وإذ ذكر إن "عقد انتخابات جديدة يخلق ضغطا إضافيا للتوصل الى اتفاق، لأن النظام يود أن يرى مشاركة أعضاء المعارضة من أجل إضفاء الشرعية على نتائج الانتخابات"، حذر واينبرغ من أن "استمرار الجمود في البحرين يضر جميع الاطراف، ويهدد بوجود أعمال عنف فيما تبقى المعارضة البحرينية مهمشة سياسيا بالفعل وتعاني أيضا".

ورأى أن هناك "ثلاثة أسئلة المركزية التي بإمكانها تحديد نتائج هذه الأزمة. الأول، هي هل الملك حمد والأسرة المالكة على استعداد لوضع حد للممارسات القمعية للنظام لفرض النظام العام؟ الثاني، هل المعارضة مستعدة لقبول اتفاق لم ترق إلى أهدافها كاملة؟ الثالثة، هل أعدت إدارة أوباما الكفاءة السياسية الأمريكية بجدية من أجل تسهيل مثل هذا الاتفاق؟".

ولفت إلى أن قوات الأمن البحرينية "تقوم باستخدام أسلحة يفترض أنها غير قاتلة مثل الغاز المسيل للدموع ولازالت تستخدم القوة المفرطة، مما تسبب في العديد من الإصابات والوفيات. ولم يتم محاسبة أي مسؤول أمني كبير أو مسائلته قانونياً عن قتل وتعذيب المتظاهرين السلميين".

وأردف واينبرغ "ذكرت الحكومة البحرينية أنها تقوم بمحادثات مع أعضاء من عملية الحوار والذي يتضمن "الوفاق". وعبء الإثبات يقع الآن على النظام لتقديم اقتراح المعارضة مع ما يكفي من جدية في هذه المناقشات لتبرير إنهاء مقاطعتهم".

وحول دور المعارضة، قال واينبرغ: "انضمام المعارضة إلى العملية السياسية استجابة إلى مثل هذا العرض لا يزال غير مؤكد، ويمكن أن تشمل صفقة معقولة عبر إعادة تقسيم الدوائر بما يكفي للسماح لخوض الاحزاب المعارضة وحصولها أغلبية المقاعد في مجلس النواب البحريني. ويمكن أن تشمل أيضا حكومة أكثر خضوعا للمساءلة لهذا المجلس والسيطرة على الوزارات التي تؤثر على الحياة اليومية للمواطنين".

"ولكن حتى إذا كان مثل هذا الاتفاق يتضمن الإفراج عن السجناء السياسيين ووضع خارطة طريق واعدة لإصلاحات إضافية"، بحسب واينبرغ، فإنه "لا شك بأن هذا الاتفاق أقل من أهداف المعارضة، وسوف يضع الوفاق أمام تحدي وهو إمكانية تسوية الأزمة بمكاسب محدودة وعلاج النقاط في عملية حقيقية من الأخذ والعطاء".

وتحدث عن الدور الأميركي فاعتبر أن "هناك مسألة دور واشنطن في البحرين بسبب المرافق البحرية الأميركية هنا، حيث تحمل درجة معينة من النفوذ والمسؤولية عن ما يحدث في الجزيرة"، مضيفا "حاليا جدلا يجيش داخل إدارة أوباما حول ما إذا كان الحدث على اتفاق في البحرين يستحق الجهد الأميركي".


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus