براين دولي: تفاقم المشاكل بين واشنطن والبحرين

2014-07-15 - 12:15 ص

براين دولي، ذا ورلد بوست، هافينغتون بوست

ترجمة: مرآة البحرين

أظهرت الأسرة الحاكمة في البحرين هذا الأسبوع أنها حليفٌ مزعجٌ ومنحرفٌ للولايات المتحدة على نحو متزايد. فقد كان قرار طرد مساعد وزارة الخارجية توم مالينوسكي يوم الاثنين مفاجئًا إن لم نقل مستغربًا تمامًا.

كان ذنب مالينوسكي، على ما يبدو، أنه أجرى محادثات مع الوفاق، الجمعية المعارضة الرئيسية في البحرين، من دون حضور مندوب عن الحكومة البحرينية في اللقاء.

لقد فعل مالينوسكي الشيء الصحيح في مناقشته العلاقات مع المعارضة وكان من المقرر أن يجتمع مع قياديين من المجتمع المدني أيضًا. وهذا، على ما يبدو، هو ما أفزع النظام وجعله يعتبر مالينوسكي شخصًا "غير مرحب به". وأما الجانب الأسوأ في القصة، على ما يبدو، فهو استدعاء اثنين من كبار قادة الوفاق اللذين التقيا مع مالينوفسكي لاستجوابهم من قبل قوات الأمن البحرينية.

ويرى المتابعون للأزمة السياسية في البحرين على مدى السنوات القليلة الماضية بأن هذا الحادث هو مجرد حدث أخير في سلسلة الخلافات بين المنامة وواشنطن، وأن علاقة حكومتي البحرين والولايات المتحدة على ما يبدو في تراجع مستمر. خلال الأسبوع الماضي، عزز النظام البحريني المزيد من العلاقات الجديدة مع الكرملين في الوقت الذي تحاول فيه وزارة الخارجية الأمريكية عزل حكومة بوتين بسبب عدوانها على أوكرانيا.

ليست هذه هي المرة الأولى التي يتصرف فيها النظام في البحرين بهذه الطريقة. ففي أيار/مايو 2011، في الأشهر الأولى للاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية في البحرين، سحبت الولايات المتحدة لودوفيك هود، المسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية، من سفارتها في البحرين بعد تعرضه للتهديد وتشويه السمعة لأسابيع على المواقع المؤيدة للحكومة على شبكة الإنترنت والصحف. وقد تم نشر صورة هود وعنوانه وربطها بصورة زفافه مع "زوجته اليهودية".

وفي شباط\فبراير 2012، نقلت صحيفة جولف نيوز عن القائد العام لقوة دفاع البحرين، المشير الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة، وهو مسؤول ملكي بارز، اتهامه الولايات المتحدة بأنها واحدة من البلدان السبعة التي تمارس الضغوط على البحرين وأيضًا اتهامه 19 منظمة غير حكومية في الولايات المتحدة بمحاولة الانقلاب على البحرين. وكان النواب في البرلمان قد طالبوا مرارًا وتكرارا باستبدال السفير الأميركي توماس كراجيسكي والتصريح بأن مايكل بوسنر، الذي خلفه توم مالينوسكي في منصب مساعد وزيرة الخارجية لمكتب شؤون الديمقراطية وحقوق الإنسان والعمل، هو شخص غير مرحب به في البحرين.

في العام الماضي، في أيار/مايو 2013، وافق مجلس الوزراء البحريني - حيث المسؤولون هم عم الملك وولي العهد أي الابن الاكبر للملك-- على اقتراح برلماني، كما قالت وزيرة الإعلام سميرة رجب إنه "يضع حدًا لتدخل السفير الأميركي توماس كراجيسكي في الشؤون الداخلية للبحرين ".

وقد ازداد التوتر بعد خطاب الرئيس أوباما في أيلول/سبتمبر 2013 أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث أشار إلى "الجهود الرامية إلى حل التوترات الطائفية التي لا تزال تطفو في أماكن مثل العراق والبحرين وسوريا." حينها رد المسؤولون البحرينيون بشكل حاد، فادعى سفير البحرين في الولايات المتحدة بأن" بيان الرئيس لا يعكس تاريخ البحرين المعروف كمركز تقدمي في الشرق الأوسط والتقدم الذي أحرزناه في الاستجابة لأحداث شهري شباط/فبراير وآذار/مارس 2011"، بينما أشار وزير الداخلية بأن" البحرين لا تشهد أبدًا توترًا طائفيًا "، وادّعى وزير الخارجية أيضًا بأن" إنجازات الملك قد حصنت بلادنا ضد أي توتر طائفي"، على الرغم من أنه نقل عن وزير الخارجية قوله في مقابلة أجريت معه في آذار/مارس 2011إن "البحرين تعاني من التوتر بين السنة والشيعة".

وبعد بضعة أسابيع أشارت تقارير وسائل الاعلام المحلية في البحرين إلى أن الجنرال هيو شيلتون، قائد القوات الأمريكية السابق ورئيس هيئة الأركان المشتركة، قال إن إدارة أوباما عملت على زعزعة استقرار الأنظمة في كل من البحرين ومصر. وذكرت المصادر مقابلة زُعِم أنها مُنحت لشبكة فوكس نيوز أشار فيها الجنرال شيلتون إلى أن قرار ملك البحرين السماح لقوات دول مجلس التعاون الخليجي برعاية سعودية الدخول إلى البحرين للمساعدة في قمع الانتفاضة في عام 2011 قد أحبط مؤامرات الإدارة الأمريكية.

وعلى الفور أصدرت السفارة الأمريكية والبحرية الأمريكية في البحرين تصريحات تدحض هذه التقارير وتؤكد بأن " الجنرال شيلتون لم يصرح أبدًا - ولا يصرح أبدًا - بمثل هذا البيان الكاذب وذكرت أيضًا أنه لم يظهر أبدًا على قناة فوكس نيوز للحديث عن البحرين، وأنه ظهر في العام 2010 على شبكة فوكس نيوز للحديث عن سيرته الذاتية".

وقد قال الجنرال شيلتون نفسه في تسجيل له القول:

"أشعر بالإستياء إزاء التقارير التي نسبت لي ادعاءات كاذبة حول محاولات الحكومة الأمريكية زعزعة استقرار حكومتي كل من البحرين ومصر، وأنا لم أصرح بمثل هذه البيانات، وهي لا تعكس آرائي. وبحسب علمي، فإن هذه المقابلة هذه لم تحصل أبدًا".

من الصعب معرفة ما سيحدث قبل أن تعترف الولايات المتحدة بعمق مشكلتها في البحرين وتكف عن النفي بأن علاقتها معها تحتاج إلى إصلاح شامل. فهل يمكن للهجوم على مالينوسكي أن يوقظ واشنطن أخيرًا من كبوتها؟

لا يمكن لمصالح الولايات المتحدة في البحرين أن تكون في حماية هذه العائلة الحاكمة المتقلبة. وعلى العكس، تحتاج واشنطن إلى الرد بقوة على حادثة مالينوسكي بالإعلان جهرًا بأن هذا يشكل أفقًا لسياسة جديدة في البلاد، مع الوفاق وقوى المعارضة الأخرى، بمن في ذلك القادة الذين يقبعون حاليًا داخل سجون البحرين.

 

10 تموز/يوليو2014

النص الأصلي

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus