بحرين ووتش: جماعات الضغط البحرينية تمول حفل جمع التبرعات لحزب المحافظين البريطاني

2014-07-15 - 12:51 ص

جون هورن، منظمة بحرين ووتش

ترجمة: مرآة البحرين

جون هورن في 5 تموز/ يونيو 2014

عادت علاقات الدفاع البريطانية البحرينية الوثيقة إلى الأضواء هذا الأسبوع عندما تم الكشف عن تمويل عضو جماعة ضاغطة بحرينية لطاولة في حفل جمع تبرعات حزب المحافظين الصيف الماضي حيث جلس مع وزير الدفاع البريطاني.

ونشر مكتب التحقيقات الصحافية تفاصيل حفل التبرعات الذي أقيم في سوق بيلينغز غيت القديم في 24 حزيران/ يونيو حيث دفع اللورد كلان ويليام، مؤسس ورئيس شركة ميد هول وشركاه وهي شركة علاقات عامة دولية (كانت تعرف سابقًا بشركة اتصالات غاردانت) الذي يمثل الحكومة البحرينية 1000 جنيه استرليني/ الشخص على الطاولة لتي استضافت كلًا من:

-وزير الدفاع البريطاني فيليب هاموند وزوجته سوزان هاموند.

- عضو البرلمان البريطاني، كونور بيرنز، ورئيس المجموعة البرلمانية البريطانية-البحرينية التي تمثل جميع الأحزاب. والتي تمثل شركة ميد هول الأمين العام لها.

- الدكتورة أفنان الشعيبي، أمين عام غرفة التجارة العربية-البريطانية، "والتي تتولى مهمة تعزيز الروابط التجارية بين المملكة المتحدة والبحرين".

- ريتشارد شارب، وهو مليونير كبير و أحد أعضاء لجنة السياسة المالية لبنك انجلترا.

- جون هارت، وهو تاجر نفط والرئيس التنفيذي لشركة ميلو العالمية.

وكانت شركة ميد هول وشركاه التي يرأسها اللورد كلان ويليام قد عملت من أجل حكومة البحرين منذ العام 2006 على الأقل. وفي وقت جمع التبرعات، كان وكيل الشركة الوحيد المدرج هو سفارة البحرين في لندن. وقد سأل مكتب التحقيقات الصحافية اللورد "إن كان قد مثل المصالح البحرينية في الحدث أو ناقش أي قضايا تؤثر على أي من زبائن شركته"، إلا أن اللورد رفض الإدلاء بأي تعليق.

هذا وقد تمت مساءلة ديفيد كاميرون، رئيس وزراء المملكة المتحدة، في البرلمان عن حفل التبرعات يوم الأربعاء. وكذلك سألت وزيرة خارجية حكومة الظل، كيري ماكارثي، إذا "ناقش اللورد كلان ويليام ووزير الدفاع فيليب هاموند حقيقة أن وزارة الخارجية لا تعتبر دولة مثيرة للقلق في ما يتعلق بمجال حقوق الإنسان، إلا أن كاميرون تهرب من السؤال.

ويبقى عمل شركة ميد هول السابق والحالي للبحرين مبهمًا إلى حد كبير، ففي كانون الأول/ ديسمبر 2013، أي بعد ستة أشهر على حفل التبرعات، زار اللورد كلان ويليام البحرين خلال حوار المنامة. وقد كان كل من وزير الخارجية، ويليام هيغ، ورئيس أركان قوات الدفاع، الجنرال السير ويليام هاوتون، من المتحدثين في هذه القمة الأمنية السنوية وكذلك كان حال وزير الخارجية السابق أليستر بيرت الذي سافر كعضو من وفد المجموعة البرلمانية البريطانية-البحرينية التي تمثل جميع الأحزاب والتي تلعب شركة ميد هول دور أمانتها العامة، على الرغم من أن اسمه غير مدرج كعضو فيها. والجدير بالذكر أن الحكومة البحرينية هي من مولت رحلته.

وليس من الواضح ما إن كان سياسيون آخرون جزء من وفد المجموعة البرلمانية البريطانية-البحرينية التي تمثل جميع الأحزاب. فضلًا عن ذلك، حضر ثلاثة من أعضاء البرلمان من حزب المحافظين هم: كواسي كوارتينغ والدكتور فيليب لي ونيكولاس سوامز حوار المنامة، مع العلم أن وزارة الشؤون الخارجية البحرينية هي التي دفعت تكاليف سفرهم وإقامتهم وقد كلفها كل منهم 3700 جنيه استرليني. والجدير بالذكر أن هؤلاء الثلاثة ليسوا أعضاء في وفد المجموعة البرلمانية البريطانية-البحرينية التي تمثل جميع الأحزاب ، ويبدو أن رحلتهم قد نظمت من قبل مجلس الشرق الأوسط في حزب المحافظين. وفي تشرين الأول/ أكتوبر 2010، سافر كونور بيرنز، رئيس المجموعة البرلمانية البريطانية-البحرينية التي تمثل جميع الأحزاب مع نائبيه العضوين في البرلمان، بريتي باتل وتوماس دوكيتري إلى البحرين في رحلة على نفقة وزارة الشؤون الخارجية. وفي بداية الانتفاضة المؤيدة للديمقراطية في شباط/فبراير 2011 والتي أدت إلى قمع كبير خلف عشرات القتلى ومئات المعذبين وآلاف المسجونين، زعم بيرنز أنه "لا يوجد شك حول التزام الملك حمد الكامل بالإصلاح والتسامح الديني والانفتاح والشفافية".

وتعمقت العلاقات الدفاعية البريطانية-البحرينية بعد حفل تبرع 2013، وأعلنت بريطانيا توسيع قاعدتها البحرية في البحرين وباشرت بتصدير كميات كبيرة من الأسلحة الجديدة. وقد أكملت الحكومة البريطانية الجديدة توثيق العلاقات منذ استلامها السلطة في العام 2010، كما وتوثق المادة التي قدمتها منظمة بحرين ووتش لتحقيق تديره لجان البرلمان البريطاني حول ضوابط تصدير الأسلحة. فعلى سبيل المثال، في تشرين الأول/ أكتوبر 2010، وعلى الرغم من انتهاكات حقوق الإنسان المستمرة، وقع فيليب هاموند اتفاقية تعاون بين بريطانيا والبحرين في مجال الدفاع ما زالت بنودها سرية حتى الآن.

وقبل عشرة أيام من حفل تبرع عام 2013، كان فيليب هاموند في البحرين في "زيارة ميدانية"" إلى البحرين.. وبعد ستة أسابيع، أي في 6 آب/أغسطس 2013، عقد الملك حمد اجتماعًا مع رئيس الوزراء ديفيد كاميرون في داونينغ ستريت عبّر فيه عن "حماس البحرين لشراء طائرات تايفون الحربية البريطانية". وأوضحت تقارير لاحقة أنه تم مناقشة إتفاق لشراء 12 طائرة تايفون "التي تساوي أكثر من مليون جنيه استرليني". وعاد الملك حمد إلى المملكة المتحدة في أيلول/سبتمبر حيث التقى بكل من فيليب هاموند ووزير الدفاع، اللورد آستور. وفي الأسبوع التالي، ألقى فيليب هاموند الخطاب الرئيسي في افتتاح المعرض الدولي لمعدات الأمن والدفاع في لندن. وقد حضر المعرض وفد من البحرين كضيوف لمنظمة المملكة المتحدة للتجارة والاستثمار و المعرض الدولي لمعدات الأمن والدفاع . هذا والتقى الملك حمد مرة أخرى مع فيليب هاموند في دبي في تشرين الثاني/ نوفمبر ووصف الأخير الاجتماعات "بالمثمرة" وأضاف أنه كان متفائلًا حول انضمام البحرين إلى "عائلة طائرات تايفون قريبًا".

وفي كانون الأول/ديسمبر، أرسل سفير البحرين في المملكة المتحدة هدايا إلى وزيري الدفاع؛ اللورد آستور والعضو في البرلمان فيليب ديون وقد احتفظت بهم وزارة الخارجية. وكذلك أرسل هدايا إلى وزير الخارجية ويليام هيغ ووزيري الخارجية هيو روبرتسون، عضو البرلمان والبارونة وارسي. وكان السفير البحريني قد قدم عددًا من الهدايا العام الماضي إلى عدة وزراء، بما فيهم كونور بيرنز، رئيس المجموعة البرلمانية البريطانية-البحرينية التي تمثل جميع الأحزاب. وتلقت آن كلايد، العضوة في لجنة الشؤون الخارجية التي كانت تجري الاستطلاع حول العلاقات البريطانية البحرينية في ذلك الوقت هدية لكنها رفضت استلامها.

عاد هاموند إلى البحرين في كانون الثاني/يناير عام 2014، على رأس وفد الحكومة البريطانية في معرض البحرين الدولي للطيران، حيث كان لوزارة التجارة والاستثمار البريطانية جناح كبير. وتزامن توقيت المعرض، الذي نظمته شركة فارنبورغ الدولية مع الأسبوع البريطاني العظيم، وهي مبادرة نظمتها الحكومة البريطانية لعرض الشركات البريطانية و"تعزيز الصداقة والعلاقات الثنائية" بين البلدين. وفيما التقى هاموند في البحرين بولي العهد ومسؤولين عسكريين، وصف البلاد بأنها "سوق رئيسي للشركات البريطانية."

وفي آذار/مارس 2014، وسعت المملكة المتحدة قاعدتها في البحرين، جاعلة منها "أكبر مسرح للعمليات في الخارج". وفي 22 نيسان/أبريل، سافر وزير الدولة لشؤون القوات المسلحة البريطانية مارك فرانسوا إلى البحرين لحضور "حفل الافتتاح الرسمي للتوسع ذي كلفة 6 مليون جنيه استرليني. وقال حينها إنه " مع الالتزام والتعاون البريطانيين معها، ستحتفل البحرين بعامها ال 200 في 2016، وقد كنت حريصًا في زيارتي على إبراز التزام المملكة المتحدة الدائم في البحرين والمنطقة."

ولا يزال عدد من الأسئلة يثار حول حفل توري لجمع التبرعات، خاصة حول ما تمت مناقشته بين فيليب هاموند واللورد كلان ويليام وكونور بارنز وضيوف آخرين على الطاولة. وإضافة إلى طاولة البحرين كانت هناك طاولات أخرى برعاية أفراد وشركات أدّوا عملًا في العلاقات العامة للبحرين. إحدى هذه الطاولات مولها بيل بوتينغر، الذي عمل لحكمة البحرين منذ العام 2009 على الأقل، وقد وقع مؤخرًا على عقود بقيمة ملايين الجنيهات على أعمال مستقبلية. وكان مير شركة بيل بوتينغر، جايمس هندرسون ومدير الاتصالات لديه حاضرين على الطاولة، رغم أنه لم يتم الإعلان عن التفاصيل. كانت هناك طاولة أخرى أيضًا مولها دايفيد بورنسايد، والذي جنت شركته "نيو سنشري ميديا" للعاقات العامة مبلغ مئة ألف جنيه استرليني من عملها لحلبة البحرين الدولية في العام 2011.

وكانت الحكومة البحرينية قد أنفقت أو خصصت مبلغ 29 مليون جنيه استرليني على الأقل ( أي ما يعادل 50 مليون دولار) لشركات العلاقات العامة الغربية منذ اندلاع الانتفاضة المطالبة بالديمقراطية في شباط/فبراير 2011. وكما تبرز المعلومات عن حفل تبرعات توري، فإن الشفافية مطلوبة من كلتا الحكومتين والشركات لكي يستطيع المواطنون معرفة ما الذي يمكن للمال شراؤه.

وردًا على سؤال اللورد روبرتس، كشف وزير الدولة للتجارة والاستثمار اللورد ليفينغستون أن البحرين "أصبحت سوقًا رئيسيًا" في العامين 2014/2015 لمنظمة الدفاع والأمن في وزارة التجارة والاستثمار، وهي جهاز حكومي ينظم تصدير الأسلحة. وهذه المرة الأولي منذ العام 2009 التي يتم فيها التصريح بشكل مماثل عن البحرين. ومع ذلك، وفي كانون الأول/ديسمبر 2013، قال وزير العمل مايكل فالون إن البحرين هي بين 52 بلدًا تدعم فيها منظمة الدفاع والأمن في وزارة التجارة والاستثمار الحملات التجارية للدفاع والأمن وتنظم آفاقها."

وبين العامين 2008 و2010، شكلت البحرين "سوقًا رئيسيًا" لمنظمة الدفاع والأمن في وزارة التجارة والاستثمار، وهذا ما لحظته منظمة بحرين ووتش في مادة قدمتها للتحقيق البرلماني حول صادرات الأسلحة البريطانية: "لقد التقى مسؤولون من منظمة الدفاع والأمن في وزارة التجارة والاستثمار البريطانية مع قوات الدفاع البحرينية ووزارة الداخلية في الأشهر التي سبقت شباط/فبراير 2011. وما بين 5 و10 تشرين الأول/أوكتوبر 2010، عرض ممثلو المنظمة أدوات وقذائف تسيارية على قوات الدفاع البحرينية. وفي 19 كانون الثاني/يناير 2011، التقى مسؤولون من منظمة الدفاع والأمن في وزارة التجارة والاستثمار البريطانية مع وزارة الداخلية لمناقشة تبادل المعلومات المحتمل بين المملكة المتحدة والبحرين حول أفضل تطبيقات الأمن والشرطة."

وفي حين خففت منظمة الدفاع والأمن في وزارة التجارة والاستثمار البريطانية من علاقتها بالبحرين عقب أحداث شباط/فبراير 2011، سارعت إلى استئناف أنشطتها. ونقتبس مرة أخرى عن المادة التي قدمتها منظمة بحرين ووتش حول تجارة الأسلحة:

بعد فترة وجيزة من انتهاء حالة الطوارئ في البحرين، بدأت الحكومة البريطانية بتوسيع حملة صادرات الأسلحة. وفي 8 أيلول/سبتمبر 2011، نظمت منظمة الدفاع والأمن في البحرين حفل غداء لإعطاء أعضاء رابطة الدفاع والفضاء والأمن في منظمة التجارة فرصة اللقاء ب"الملحقين المعينين حديثًا في وزارة الدفاع البريطانية"، بمن فيهم المسؤول المفترض به بدء العمل في البحرين. وفي اليوم ذاته، صرح مسؤولان من منظمة الدفاع والأمن في وزارة التجارة والاستثمار البريطانية، بمن فيهم مدير منطقة البحرين، في احتفال نظمته غرفة لندن للتجارة والاستثمار وعنوانه: "الشرق الأوسط: سوق واعد لشركات الدفاع والأمن البريطانية" وقالا إن البحرين هي الوجهة الفضلى لشركات الصناعة البريطانية في مجال الدفاع. وفي الأسبوع التالي، استضافت لندن معرض تجهيزات الأمن والدفاع الدولي للسلاح. وحضره وفد من الحرس الوطني البحريني ك"ضيوف الحكومة البريطانية". ودعم الحرس الوطني البحريني الفرق الأخرى في هجومها على دوار اللؤلؤة وعملياتها الأمنية في مجمع السلمانية الطبي والمرفأ المالي.

ووفقًا لرسائل الكترونية حصل عليها موقع برايفت آي البريطاني، كانت الحكومة البريطانية قد قررت عدم دعوة البحرين، ومع ذلك غيرت رأيها بعد أن قررت أن وضع حقوق الإنسان قد "تحسن بشكل ملحوظ" في البلاد. وقد تمت مرافقة مندوب عن الحرس الوطني البحريني في معرض الأسلحة من قبل مساعد وزير الخارجية البريطاني لشؤون استراتيجيات الأمن الدولية في وزارة الدفاع، كما رافقه مسؤولان من منظمة الدفاع والأمن في وزارة التجارة والاستثمار البريطانية. وبحسب وقع برايفت آي، فإن "الحكومة البريطانية نظمت أيضًا مواعيد لحفلات عشاء و"جولات خاصة" في أجنحة العرض مع شركات الأسلحة، وقد حضر ممثلان عن الحرس الوطني البحريني في حفل بي أي إي سيستمز (BAE Systems) هي شركة بريطانية مختصة في الصناعات الجوية والدفاعية في 13 أيلول/سبتمبر. كما كان هناك لقاءات أيضًا مع وزيري الدفاع جيرالد هوارث واللورد آستور و"غداء نظمه مارشال الجو نايجل مادوكس في منطقة كبار الشخصيات لتناول الطعام "VIP Dining Area" وعرض مدته 45 دقيقة لطائرات دون طيار لم تتم تسميتها.

 

5 تموز/يوليو 2014

النص الأصلي

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus