موقع دويتشه فيله: نبيل رجب: نحن أمة متحضرة ومثقفة ولكن للأسف تحكمنا قبيلة

2014-07-10 - 9:56 م

موقع دويتشه فيله

ترجمة: مرآة البحرين

يوم الجمعة، تحدثت قناة دويتشه فيله مع الناشط الحقوقي نبيل رجب الذي قضى عامين في السجن بتهمة المشاركة في مسيرات إحتجاجية مؤيدة للديمقراطية. وقد حدثنا عن تجربته وعزمه على مواصلة طريق النضال.

موقع دويتشه فيله: لقد تم سجنك لمدة عامين بتهمة المشاركة في مسيرات احتجاج "غير مصرح لها" هلّا حدثتنا عن تجربتك في السجن؟

نبيل رجب: إن تسعين في المئة من سجناء البحرين مسجونون بسبب الوضع السياسي، كانت السلطات في البحرين تخشى أن أترك أثرًا عليهم وأخلق الوعي لديهم فيما يتعلق بحقوق الإنسان، ولذلك فصلوني عن باقي السجناء. لقد أبقوني لمدة عامين في زنزانة منفصلة برفقة ثلاثة أو أربعة سجناء معظمهم لا يتكلمون لغتي. ولم تكن السلطات ترغب في أن أختلط مع السجناء الآخرين خلال فترة الاستراحة أو وقت الغداء.

في السجن، عندما اضطررت للذهاب إلى المستشفى، قاموا بإخلاء العيادة. كان من المهم جدًا بالنسبة لهم أن لا أرى أحدًا ولا يراني أحد. عندما كنت أتحدث إلى عائلتي عبر الهاتف، لم يكن يسمح لي بالحديث عن حقوق الإنسان أو الوضع السياسي. وقد ذكرت زوجتي ذات مرة الأمم المتحدة فقاموا بوضعي في السجن الانفرادي وتعرضت للتعذيب.

موقع دويتشه فيله: هل تغيرت خلال الفترة التي قضيتها في السجن - وهل تعزز لديك الإلتزام بحقوق الإنسان في البحرين؟

نبيل رجب: إن قضاء فترة عامين في السجن يجعلك تشعر بالغضب، وكان هناك طريقتان لمحاربة هذا الشعور. إما عن طريق العنف، أو من خلال النضال السلمي إلى جانب المجتمع الدولي لحقوق الإنسان -وهذا ما اخترته. وباعتباري ضحية قمع النظام وضحية المؤسسات السياسية التي لا تحترم حقوق الإنسان، فأنا ملتزم بالكفاح من أجل التغيير.

موقع دويتشه فيله: ما هي وجهتك؟

نبيل رجب: لا أعرف ما الذي سيحدث غدًا، ولكن أنا متأكد من أن نضالنا سيستمر، وبأننا سنستخدم كل الوسائل السلمية، بكل الوسائل المشروعة التي يعترف بها المجتمع الدولي. ولا نؤمن باستخدام العنف. يعرف الجميع بأن الحرب مكلفة ومؤلمة، ولكن البحرينيين مستعدون لمواصلة الدرب، ودفع الثمن. أما التوقف أو العودة إلى الوراء، فلا يشكلان خيارًا بالنسبة لنا.

موقع دويتشه فيله: كيف تغيرت حالة حقوق الإنسان خلال العامين الذين قضيتهما في الإعتقال؟

نبيل رجب: منذ اعتقالي، تضاعف عدد السجناء وعدد السجون، فقد ارتفع عدد الاعتقالات التعسفية والتمييز والتهميش ضد الطائفة الشيعية وأصبح الوضع أسوأ من أي وقت مضى في تاريخ هذا البلد. وفي الوقت نفسه، ليس هناك تقارير حول البحرين في وسائل الإعلام، ولا تصدر الحكومات المتحضرة التصريحات، وهذا ما يغضب الناس.

لقد قامت جميع وسائل الإعلام الدولية بتغطية احتجاج ضم20 ألف محتج في أوكرانيا، ولكن ينزل200 ألف محتج في بلد عدد سكانه الإجمالي 700 ألف إلى الشوارع، ولا أحد يتحدث عنهم. وهذا أمر محبط للغاية .نحن مهمشون في وسائل الإعلام على المستوى الإقليمي والدولي. تواصل الحكومات الغربية الحديث عن الديمقراطية وحقوق الإنسان في دول مثل سوريا وإيران، ولكن عندما يتعلق الأمر بدول الخليج الغنية، يتجاهلون نضالنا. وحتى وسائل إعلامهم تتجاهل نضالنا

لا ينبغي لهذا أن يستمر. على الدول المتحضرة أن تتحرك، لأن تجاهل وضعنا يجعل الناس يشعرون بنوع من اليأس، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى نشوء الجماعات المتطرفة.

موقع دويتشه فيله: كيف يجب أن تتصرف الحكومات الغربية؟

نبيل رجب: بنفس الطريقة التي تعامل فيها البلدان الأخرى. ينبغي أن يكون لديها لغة واحدة ووجهة نظر واحدة، سواء حول إيران وسوريا والعراق أو الصين. ينبغي أن تكون واضحة مع جميع الحكومات، بغض النظر عن ثروتها أو نشاطاتها. وإلا فإنها سوف تفقد مصداقيتها - وهو ما يحدث الآن.

موقع دويتشه فيله: يتم غالبًا تصوير الاضطرابات في البحرين على أنها طائفية. هل ترى الأمر كذلك؟

نبيل رجب: الأسرة الحاكمة سنية وهي قمعية. صحيح أن غالبية المتظاهرين من الشيعة، ولكن ذلك يرجع لكون غالبية السكان من الشيعة. ولكننا لسنا ضد دين هذه الأسرة -نحن ضد سياساتها وموقفها وسلوكها. تحاول العائلة الحاكمة بأن تبرز الصراع على أنه قضية شيعة وسنة، ولكن نحن لسنا ضد أهل السنة.

أنا من عائلة مختلطة وثورتنا هي ضد العائلة الحاكمة التي تريد أن تحتفظ بكل السلطة. نحن نكافح للمشاركة في هذه السلطة. سبعون في المئة من الوزراء هم من عائلة واحدة، ونفس الشخص يتولى منصب رئاسة الوزراء منذ أكثر من40 عامًا. لا يمكن لهذا النظام أن يستمر. حان الوقت للحصول على الديمقراطية والعدالة وحقوق الإنسان. نحن أمة متحضرة ومثقفة ولكن للأسف تحكمنا قبيلة.

نبيل رجب هو ناشط حقوقي بحريني، ورئيس مركز البحرين لحقوق الإنسان. وهو أيضًا عضو في اللجنة الاستشارية لهيومن رايتس ووتش- قسم الشرق الأوسط ونائب الأمين العام للإتحاد الدولي لحقوق الإنسان ورئيس مركز الخليج لحقوق الإنسان.

4 تموز/يوليو2014

النص الأصلي

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus