«السفير»: حقوق الإنسان في البحرين سعّرت خلافات دول الخليج مع أوروبا

2014-06-21 - 3:41 م

مرآة البحرين: ذكرت صحيفة "السفير" اللبنانية إن رسالة "غير منتظرة" وصلت إلى وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون بأن دول الخليج ألغت الاجتماع الوزاري مع الاتحاد الأوروبي"، مشيرة إلى أن "الأوروبيون تأكدوا أن السعودية طفح كيلها ولا تمانع في إخراج الخلافات إلى العلن".

ونقلت الصحيفة في عددها الصادر أمس الجمعة (20 يونيو/حزيران 2014) عن مسؤول ديبلوماسي رفيع المستوى قوله "إن هذه الخطوة جاءت بسبب تراكم سوء الفهم والخلافات" من جهة الجانب الخليجي"، موضحا أنها "تشمل غالبية الملفات الإقليمية، على رأسها قضية الساعة في العراق، والتقارب الغربي مع إيران، وليس آخرها الانتقادات الأوروبية للبحرين في قضايا حقوق الإنسان".

وأضاف أن "المسألة الأخيرة تم تقديمها كسبب مباشر لإلغاء الاجتماع. الخطوة الخليجية كانت مفاجئة لنا"، لافتا إلى أن الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني "وجه رسالة إلى آشتون لإبلاغها "بتأجيل الاجتماع"، وأن الرسالة تضمنت "إشارة إلى بيان مشترك حول البحرين".

وأشار إلى أن بيان 46 دولة، بينها جميع دول الاتحاد الثماني والعشرين، في 10 يونيو/حزيران 2014 جنيف حول وضع حقوق الإنسان في البحرين، خلال انطلاق الدورة الحالية لمجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة في جنيف، أشار إلى إلى استياء خليجيا".

لكن المسؤول الديبلوماسي، المطلع على علاقات الأوروبيين مع دول الخليج، أكد أن هذه المسألة لم تكن سوى ذروة جبل الجليد، لافتا إلى أن "السعودية هي التي وقفت خلف إلغاء الاجتماع الوزاري"، موضحا أن "أهم الملفات التي راكمت الحساسية الخليجية هي قضية التفاوض مع إيران. السعودية تخشى من تسوية خلف ظهرها، فهي ترى مظاهر التقارب، وليست واثقة مما يحدث تحت الطاولة".

وأردف "ما يعيشه العراق الآن أنضج عنوانا خلافيا آخر بين الخليج والأوروبيين. لم يكن هناك مفر أمام البيان الختامي للاجتماع الملغى من المرور على هذه القضية، لكن إيجاد صيغة توفيقية لم يكن سهلا"، فـ"الموقف السعودي ينطلق من الخصومة مع القيادة العراقية، ويعتبر الأزمة الحالية نتيجة "السياسات الاقصائية" لرئيس الحكومة نوري المالكي. لكن الموقف الأوروبي ينطلق من دعم العراق في مواجهة "الإرهاب"، ومن ثم دعوة المالكي لتشكيل حكومة شاملة التمثيل"، مشددا على أن "الأوروبيين ليسوا مستعدين لتبني لهجة الانتقاد الحادة للمالكي كما تريد السعودية، ولا تقديم ذلك على أولوية مواجهة الإرهاب".

وذكر أنه "كان يمكن إلغاء الاجتماع الوزاري بالتوافق وعبر صيغة ديبلوماسية لتبريره. لكن حتى قبل أن تتبلغ الخارجية الأوروبية بالإلغاء، تعمدت الرياض تسريب الخبر إلى وسائل إعلامها، وحصرت السبب "بالتضامن" مع البحرين".

وكشف أن الدول الأوروبية "كانت تمانع حتى اللحظة الأخيرة أن يتضمن البيان المشترك فقرة تتحدث عن ضرورة تسوية وضع "الجزر الاماراتية الثلاث التي تحتلها إيران"، مؤكدا أن الأوروبيين أرادوا "فعل كل ما يمكن لتجنب أي إساءة إلى المفاوضات مع إيران".


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus