«العلمائي» يدشّن من جنيف «وثيقة التسامح والتعايش»: معاملة الإنسان بالعدل وعدم انتقاص حقوقه بسبب انتمائه

2014-06-18 - 6:33 م

مرآة البحرين: دشن رئيس "المجلس الإسلامي العلمائي" في البحرين السيد مجيد المشعل "وثيقة التسامح والتعايش"، أمس الثلثاء (17 يونيو/حزيران 2014)، خلال جلسة حضرها الوفد الأهلي البحريني وشخصيات حقوقية ودينية غربية وعربية في قصر الأمم المتحدة في جنيف، وذلك على هامش الدورة الـ26 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.

وتضمنت الوثيقة التي جاء عنوانها "عدل ـ سلام ـ تعارف" 10 نقاط سيقدمها المشعل إلى الأمم المتحدة لاعتمادها. وأشاد كل من المراقب الدائم للاتحاد الأوروبي في الأمم المتحدة هيترو دوميترو ورئيس "المنتدى العالمي للحوار الديني" تشارلس بليغريف بضمون الوثيقة، إذ اعتبر الأخير أن النقطة الخامسة من الوثيقة "منطلق لرؤية كونية في التسامح الديني".

وجاء في الوثيقة: "من هذا المنطلق يسرُّ "المجلس الإسلاميُّ العلمائيُّ" في البحرين أنْ يتقدَّم بوثيقة التَّسامح بين الأديان والتَّعايش بين الشُّعوب، هذه الوثيقة التي نطمح أنْ نتبنَّاها جميعًا، ونسعى إلى تفعيلها في حياتنا ليعمَّ السَّلام والتَّسامح والقسط بين النَّاس، وتُحاصر دعوات الكراهيَّة والعداوة والتَّقاتُل"، مشيرا إلى أنّه سيتم تقديمها إلى الأمم المتحدة حتى يتم اعتمادها من ضمن الوثائق".

ودعت الوثيقة إلى تفعيل المبادئ التَّالية: احترام الإنسان، والتَّعامل معه بالعدل، وعدم الانتقاص من حقوقه الإنسانيَّة بسبب انتمائه الدِّينيِّ، أو المذهبيِّ، أو العِرقيِّ، وعدم التَّعرُّض بالسَّبِّ والتَّعدِّي على عقائده ومقدَّساته وقناعاته، إضافة إلى "التَّسامح والتَّعامل بالقسط مع الآخر في الدِّين والمذهب لا يتنافى مع الاعتزاز بالانتماء الدِّينيِّ والمذهبيِّ الخاصِّ والدِّفاع عنه، ففي الوقت الذي يتمسَّك كلُّ طَرَف بخصوصيَّاته الدِّينيَّة والمذهبيَّة وتعاليمه وأحكامه، فإنَّه يتعامل مع الآخر في إطار الأخلاق الفاضلة، والحقوق العادلة".

واعتبرت أن "الحوار طريق حضاريٌّ لحلِّ الخلافات التي يمكن أنْ تقع بين أتباع الأديان والمذاهب، كما أنَّه أحد وسائل التَّعارف والتَّقارب بين الشُّعوب وأتباع الأديان المختلفة، مضيفة "الفِطرة الإنسانيَّة، ودعوات الأنبياء والرُّسل، ومساعي المصلحين، تمثِّل العمق الحقيقيَّ للمجتمع الإنسانيِّ المثاليِّ، فمِن الضَّروريِّ الانفتاح عليها، والاستفادة منها في طريق بناء المجتمع الإنسانيِّ المثاليِّ".

كما دعت الوثيقة إلى "ضرورة رعاية القِيم الإنسانيَّة العامَّة التي تنسجم مع الفطرة الإنسانيَّة وتدعو لها جميع الدِّيانات، كالعدل والسَّلام والرَّحمة، ورفض الظُّلم والطُّغيان والحقد، والعمل على ترسيخ هذه القِيم، ونشرها في المجتمعات الإنسانيَّة"، مشيرة إلى أهمية "الأخلاق الحسنة التي هي مكوِّن أساس في جميع الأديان، تمثِّل رصيدًا ثرًّا وأرضيَّةً خصبةً لمشروع التَّسامح بين الأديان والتَّعايش بين الشُّعوب".

وبحسب الوثيقة، فإنّ "الحقيقة الإنسانيَّة مشترك نوعيٌّ بين الذَّكر والأنثى، وهما متساويان فيما يترتَّب عليها من حقوق، وأنّ البناء المادِّيُّ للحياة، وإغفال الجانب الرُّوحيِّ والمعنويِّ، واستشراء الفساد السِّياسيِّ والاقتصاديِّ والأخلاقيِّ في المجتمعات البشريَّة يعيق البشريَّة من التَّقدُّم في طريق الصَّلاح، ويحرمها من نعمة الأمن والسَّلام، مشددة على أنّ "الحقيقة الإلهيَّة المطلقة تمثِّل الأساس في وجود واستقامة الكون، واختلاف البشر في تفسيرها لا يلغي واقعيَّتها وكونها المقصد والغاية لحركة البشر في هذا الوجود، فـ﴿يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ﴾. (الانشقاق:6)".


رئيسة المجلس القيادي لحقوق الانسان في الولايات المتحدة وكاثرين كاميرون، رئيسة "شبكة التوجيه الحقوقي والسياسي في العراق" ووداد الحسني ومسئول قسم الحريات الدينية في مرصد البحرين لحقوق الإنسان الشيخ ميثم السلمان.

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus