إنترناشيونال بيزنس تايمز: نبيل رجب: البحرين تحولت إلى مملكة ديكتاتورية

نبيل رجب
نبيل رجب

2014-06-10 - 10:19 م

جانلوكا ميزوفيور، إنترناشيونال بيزنس تايمز

ترجمة:مرآة البحرين

صرح نبيل رجب، الناشط الحقوقي الذي أفرج عنه مؤخرًا، لصحيفة "إنترناشيونال بيزنس تايمز" البريطانية بأن البحرين أصدرت مجموعة من القوانين القمعية التي حولت هذه المملكة الخليجية إلى "دكتاتورية". وقد تم تحرير رجب، رئيس مركز البحرين لحقوق الإنسان، مؤخرًا من السجن بعد أن أمضى عامين فيه بتهمة المشاركة في تجمعات غير قانونية والإخلال بالنظام العام.

وكان قد تم اعتقاله، وهو أحد الناشطين البارزين المؤيدين للديمقراطية، خلال حملة القمع التي شنها النظام خلال انتفاضة عام 2011، وهو سجين رأي، وفقًا لمنظمة العفو الدولية.

وأخبر رجب الصحيفة بأن وضع حقوق الإنسان في البلاد تدهور بعد سجنه في تموز/يوليو بعد اعتقاله لعدة مرات لعلاقته بالاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية في المملكة الخليجية. وأضاف رجب: "لقد تضاعف عدد السجناء وتأججت مشاعر العنف عند المئات وتحولت هذه المملكة بعد المراسيم القمعية الصادرة عن الحكومة والملك إلى دكتاتورية".

وأعرب رجب أيضًا عن خيبة أمله وانزعاجه من العلاقة الحميمة بين المملكة المتحدة والنظام البحريني: "لقد اتخذت المملكة المتحدة تاريخيًا موقفًا مناوئًا لنضالنا من أجل الديمقراطية حتى خلال التسعينات .. والآن تعززت العلاقات مع العائلة المالكة، وهذا مخيبٌ جدًا لآمال البحرينيين والمدافعين الحقوقيين أمثالي".

ومع ذلك، فإن العلاقات البريطانية- البحرينية تحت المجهر الآن بعد ورود أنباء عن تعرض ابن الملك، الأمير ناصر بن حمد آل خليفة، لمراجعة قضائية في المحكمة العليا بخصوص امتلاكه الحصانة الديبلوماسية التي تمنع ملاحقته في المملكة المتحدة في دعاوى التعذيب.

أما الملكة، التي رحبت بالملك حمد في مهرجان ويندسور الملكي للفروسية، فقد أحرجت بعد انسحاب ابنها الأمير أندرو من حدث العلاقات العامة الممول بحرينيًا في لندن.

المملكة الدكتاتورية

بعد حملة القمع على الإنتفاضة المؤيدة للديمقراطية في عام 2011، بمساعدة القوات السعودية وبدعم من بريطانيا والولايات المتحدة، تغرق في عمق الصراع الطائفي بين السنة وحكام آل خليفة الأقلية من ناحية والأغلبية الشيعية المُهمشة من ناحية أخرى.

تعهد الملك حمد بتنفيذ توصيات اللجنة المستقلة لتقصي الحقائق لكن الإصلاحات كانت بطيئة، وقد وتم تجميد محادثات المصالحة لعدة أشهر. وتحصل اشتباكات عنيفة بين شرطة مكافحة الشغب والمحتجين أسبوعيًا. وورد مؤخرًا مقتل صبي في 14 من العمر ذعلى يد الشرطة خلال تشييع جنازة.

ذكرت جمعية الوفاق، وهي كتلة المعارضة الرئيسية في البلاد، اعتقال 170 متظاهرًا، بما في ذلك 29 طفلاً، على يد قوات الأمن الحكومية في نيسان/أبريل. بالإضافة إلى إصابة 58 متظاهرًا على الأقل، معظمهم برصاص الشوزن.

وأقر ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة عدة مراسيم بينها مرسوم يقضي بعقوبة سجن تصل إلى 7 سنوات لمنتقديه. وتم حظر جميع الاحتجاجات والاعتصامات والتجمعات في المنامة إلى أجل غير مسمى. وأضاف رجب أن "الملك لديه السلطة والسياسة المطلقة ولكن لا يمكنك انتقاده وإلا فسوف تُسجَن، والأمر ذاته يسري عند أي انتقاد للشرطة أو الجيش. لا يمكنك كتابة أشياء لا تعجب الحكومة على تويتر وإلا فسوف يؤول بك المطاف إلى السجن."

تعرض رجب للكمات في وجهه من قبل شرطة مكافحة الشغب عندما كان يقود مظاهرة في شباط/فبراير 2012. اعتقل ووجهت إليه تهمة "إهانة المؤسسة الوطنية" في تغريداته على تويتر. وقد أُبطِلَت إدانته بعد أن أمضى عقوبة ثلاثة أشهر في السجن.

"تغير العالم لكن الممالك الخليجية لم تفعل"

خلال وجوده في السجن، واجه رجب ظروفًا قاسية وتلقى معاملة سيئة. ولم تكن هذه الظروف مختصة برجب وحده، فهي سمة مشتركة في السجون البحرينية.

توصلت لجنة البحرين المستقلة لتقصي الحقائق إلى أن المعتقلين يتعرضون للتعذيب من خلال استخدام عشرات الأساليب المختلفة، بما في ذلك الصدمات الكهربائية والحرمان من النوم والتهديد بالاغتصاب. وأكدت هيومن رايتس ووتش أن "سمعة البحرين في التعذيب سيئة للغاية"، وأن" هذه السمعة من صنعها". وكانت منظمة العفو الدولية قد حققت سابقًا في مزاعم التعذيب والاعتداء الجنسي ضد الأطفال المحتجزين.

تم وضع رجب في الحبس الانفرادي شبه عار مع الحيوانات الميتة، فقد كان عليه قطعة صغيرة من القماش تغطي أعضاؤه التناسلية. ولكن المعاناة الأسوأ كانت، بحسب قوله، نفسية."

ويقول رجب: "لقد نجحوا في فصلي عن العالم الخارجي .. أبقوني بعيدًا عن السجناء السياسيين الآخرين ولم يسمحوا لي بالحديث عن وضع حقوق الإنسان مع أي شخص، حتى مع أسرتي. عند خروجي من السجن كانت معرفتي بالعالم الخارجي محدودة جدًا، حيث كانوا يزودوني فقط بالصحف الحكومية."

يدعي رجب مواصلة نضاله من أجل الديمقراطية: "أؤمن بالحرية بقوة. أريد مستقبلًا أفضل إن لم يكن لي، فلأطفالي ... العالم كله يتجه نحو الحرية والعدالة باستثناء هذا الجزء من العالم، دول الخليج. لن يقدم لنا أحد المساعدات من الخارج، سواء المملكة المتحدة أو الولايات المتحدة أو أوروبا لأن كل هذه الدول تبحث عن مصالحهاهنا، علينا الاعتماد كليًا على أنفسنا".

28 أيار/مايو 2014

النص الأصلي

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus