بيل لو: زمن تحقيق توازن القوى في البحرين؟

نبيل رجب
نبيل رجب

2014-05-31 - 8:00 م

بيل لو، موقع إسلاميست جيت

ترجمة: مرآة البحرين

بعد قضائه سنتين في السجن لمشاركته في مظاهرات إحتجاج غير قانونية، تم تحرير الناشط الحقوقي الإنساني البارز نبيل رجب، الذي أدين عام 2012 بالمشاركة في تجمعات غير قانونية وزعزعة النظام العام.

وكانت منظمة العفو الدولية قد صرحت أن السيد رجب احتجز في "ظروف غير إنسانية ومهينة". والجدير بالذكر أن السيد رجب هو رئيس المركز البحريني لحقوق الإنسان كما يشغل منصب نائب الأمين العام للفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان.

وقبل سجن رجب في يوليو/تموز 2012، تعرض للاعتقال المتكرر بسبب صلته بالاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية التي اندلعت في المملكة الخليجية في السنة الماضية.

إسلاميست جيت: كيف كانت الظروف في سجن جو؟

نبيل رجب: وضعوني في مبنى منفصل، في زنزانة مكونة من غرفتين مع سجينين آخرين. لقد فعلوا ذلك لمنع اختلاطي مع السجناء السياسيين الآخرين أو أي شخص ذات علاقة بما يحدث في البحرين. كنت في الغالب مع أشخاص لا أتكلم لغتهم ومدانين بجرائم. لم يضعوني مع أي شخص مدان سياسيًا. لم يُسمح لي بالتحدث بالسياسة أو حقوق الإنسان خلال المكالمات الهاتفية ولا أثناء الزيارات العائلية. سمحت ( سلطات السجن ) لي فقط بمشاهدة قناة بي بي سي التي لم تكن تأتي كثيرًا على ذكر ما يحصل في البحرين. قضيت هذين العامين في القراءة وتدوين الافكار والملاحظات. للأسف، لقد أخذوا مني تلك الأوراق عند إطلاق سراحي بحجة أنها تتحدث عن السياسة. كانت الظروف صعبة جدًا بسبب فقدان والدتي وقد سمحوا لي بالخروج فقط لبضع ساعات لدفنها. حاولت أن أحافظ على هدوئي لأن الناس ينتظرونني في الخارج، اعتقدت أنهم سيسمحون لي بيوم واحد، ولكن ذلك لم يحصل.

إسلاميست جيت: كيف ترى البحرين اليوم، بعد قضاء عامين في السجن؟

نبيل رجب: قبل عامين كان العنف أقل بكثير، فقد ازداد عدد السجناء ضعفين أو ثلاثة منذ اليوم الأول الذي اعتقلت فيه. لقد صدرت قوانين وتشريعات أكثر تقييدًا بحيث حولت هذه المملكة إلى ديكتاتورية. لا تستطيع الاحتجاج او الانتقاد أو الكتابة عبر الانترنت. لقد أصبحت ظروف الناشطين في مجال حقوق الإنسان أكثر تعقيدًا. لقد تم نشر المزيد من قوات الشرطة في القرى وعند نقاط التفتيش، وأكثر المشاركين في حملة القمع مستقدمون من الأردن والإمارات العربية المتحدة. لا يوجد أي تواصل أو حوار بين الحكومة والمعارضة. ولا تزال الحكومة ترفض ايجاد حوار جدي بين الأسرة الحاكمة والمعارضة والمستقبل غامض. لا أرى أي مؤشرات على جدية الحكومة في إجراء مفاوضات فهي تشتري الوقت وبدعم من السعوديين. على الصعيد الدولي، الحكومة البريطانية تدعم الأسرة الحاكمة والحكومة في البحرين وهم يعتقدون بالتالي أنهم قادرون على السيطرة على زمام الأمور باستخدام الأساليب الأمنية.

إسلاميست جيت: هل أنت تحت المراقبة؟

نبيل رجب: لا أستطيع تأكيد ذلك لأنني لم أغادر منزلي منذ إطلاق سراحي. ولكن يأتي الناس لزيارتي ويُبدون دعمهم لي.

إسلاميست جيت: ماذا يقولون لك؟

نبيل رجب: لقد لاحظت شيئًا جديدًا وهو الانقسام الحاصل بين الناس. فالبعض يعتقد بضرورة رفع السلاح وخوض معركة ضد الحكومة وبالتالي ممارسة الحق في الدفاع عن النفس وهم يقولون أن الممارسات التي نقوم بها نحن، ناشطو حقوق الإنسان، قد أثبتت فشلها. ويصر البعض الآخر، وهم الأغلبية، على ضرورة مواصلة الكفاح بالوسائل السلمية. يحاول الجميع جذبي نحو هذا الاعتقاد أو ذاك ولكن سوف أستمر على ألاّ أكون سياسيًا، ولا أريد أن أكون سياسيًا. أحاول ألا أنحاز لطرف دون الآخر، وأن أتمسك بمبادئ حقوق الإنسان لوقف العنف من كلا الجانبين، وهذا هو التحدي الذي سوف أواجهه في الأسابيع والأشهر المقبلة.

إسلاميست جيت: هل ازدادت دعوات العنف؟

نبيل رجب: نعم لقد ازدادت كثيرًا، وهذا رد فعل طبيعي لاعتقال من يدعو إلى النشاطات السلمية. أنا لا أعرف حتى الآن مدى الحرية المسموح بها في التحدث ولكن أعرف أنه علي أن أتحدث ولن يكون هناك أي عقبة. نعم سأكون أكثر حذرًا لأن الكثيرين يسجنون بتهمة انتقاد الملك. أثناء وجودي في السجن، صدرت قوانين تعطي الملك سلطات مطلقة بحيث قلبت هذه المملكة إلى دكتاتورية. لقد أعطته الحصانة من الانتقاد. ليس مسموحًا لك انتقاد الملك أو وزارة الداخلية أو الجيش أو كتابة أي شيء يزعجهم على الانترنت. فكل هذه الممارسات سوف تؤدي بك إلى السجن. الظرف معقد للغاية ولكن التحدي الذي نواجهه هو كيفية مواصلة عملنا في ظل هذه الظروف. سوف أحاول تجنب انتهاك قوانينهم، وإن كنت أؤمن بضرورة انتهاكها. ولكن لا أريد أن أكون في السجن، أريد أن أمارس نشاطاتي بشكل علني وخارج السجن.

إسلاميست جيت: تقول الحكومة بأنها تقوم بتنفيذ العديد من الإصلاحات وأنها ملتزمة بالتغيير. ما هو رأيك في ذلك؟

نبيل رجب: كل التغييرات التي تم إجراؤها هي شكلية. لا تزال الأسرة الحاكمة غير راغبة في تحقيق توازن في القوى. لديهم سلطات مطلقة وإذا استمر الحال على ما هو عليه، فليس من المرجح التوصل إلى حل. المهم هو ما الذي يحدث على الأرض، وما يحدث هو أن الأمور تزداد سوءًا. لم يتم تنفيذ العديد من التوصيات الواردة في تقرير بسيوني (لجنة البحرين المستقلة لتقصي الحقائق) وخاصة تلك المتعلقة بالمساءلة. إنهم دائمًا يطلقون الوعود بمحاسبة (الشرطة) لكننا لا نرى شيئًا كهذا، لم يتم تقديم أي شرطي إلى العدالة.

إسلاميست جيت: تتلقى جمعية الوفاق المعارضة الكثير من الانتقادات، وهي تخسر الشارع. هل هذا صحيح؟

نبيل رجب: يشعر الناس بخيبة أمل من الوفاق بسبب اعتقادهم بأنها متساهلة جدً مع الحكومة. يريدون من الوفاق أن تكون أكثر صرامة مع الحكومة. على سبيل المثال، قامت الوفاق كبادرة حسن نية بالتوقف عن الاحتجاج في المنامة ولكن ما حدث هو ازدياد القمع، لم تقابل الحكومة خطوة الوفاق بخطوة إيجابية. تقدم الأحزاب السياسية، الوفاق وغيرها، عروضًا للحكومة دون مقابل. ولذا، تواجه الوفاق الكثير من الانتقادات في الشارع وهذا بسبب الجمود الذي تعاني منه البلد والذي أدى بدوره إلى توجه الناس اكثر نحو العنف.

إسلاميست جيت: هل تعتقد أن سبب العنف داخلي أم خارجي؟

نبيل رجب: هو داخلي بامتياز. لقد فقد الناس، في جميع القرى، الأمل من النظام السياسي. لقد بدأت الكثير من العائلات التي اعتقل أحد أفرادها أو تعرض للتعذيب بتطوير ردة فعل عنيفة جديدة والسبب هو فقدان الأمل، ولكني أعتقد أن قضية خلق الأمل بين الناس سوف تكون من ضمن الأمور التي أنوي العمل عليها الآن. سوف يستغرق ذلك وقتًا طويلاً ولكن سنواصل نضالنا السلمي. فهو ليس مكلفًا كالعنف. لا أعرف مدى تأثير ذلك ولكنه بالتأكيد سوف يترك أثرًا.

إسلاميست جيت: يرى الناس ولي العهد كرجل معتدل، هل ترى بأن لديه أي تأثير؟

نبيل رجب: لو كان ولي العهد قادرًا على (التدخل) لكان فعل ذلك قبل ثلاث سنوات. لا نرى أنه مختلف كثيرًا عن الآخرين.

إسلاميست جيت: إذا قدمت لك الحكومة دعوة لمساعدتها على كسر الجمود هل تقبل؟

نبيل رجب: نعم، ليس لدي مشكلة. أنا ناشط في مجال حقوق الإنسان وهذا ما يحدد علاقتي مع الحكومة، ولذلك لن أرفض لقاء أي شخص إذا كان ذلك من شأنه أن يساعد في كسر الجمود. أنا لا أريد أن أكون جزءًا من الحوار الوطني ولكن إذا أمكنني المساعدة في جمع أحزاب المعارضة مع الحكومة، فلن أمانع.

إسلاميست جيت: هل ترى ضرورة مقاطعة المعارضة للانتخابات المقرر إجراؤها في تشرين الأول/أكتوبر؟

نبيل رجب: بالتأكيد إذا لم تُحل الأمور حتى ذلك الحين، وأنا متأكد بأنها لن تحل، عندها سوف تقاطع المعارضة الانتخابات.

إسلاميست جيت: هل تؤيد هذه المقاطعة؟

نبيل رجب: نعم، أؤيد المقاطعة. المعارضة تمثل الشعب وتضغط من أجل الإصلاح والديمقراطية وعلينا أن نساندها.

إسلاميست جيت: ما هي الأمور التي تأمل انجازها خلال الأشهر القليلة المقبلة؟

نبيل رجب: غايتي الأساسية هي الاستماع إلى الناس. سوف أخرج وأمارس عملي في مجال حقوق الإنسان. سوف أزور عددًا من البلدان ولكن سأظل أستمع إلى الناس، وإذا كان هناك فرصة لإجراء محادثات مع الحكومة، فسوف أستغل تلك الفرصة. ولكن حتى الآن، لا فرص إجراء محادثات تلوح في الأفق.

إسلاميست جيت: قبل اعتقالك كنت في الصفوف الأمامية خلال الاحتجاجات، هل تريد أن تفعل ذلك في الأيام القادمة؟

نبيل رجب: ينبغي أن أكون أكثر حذرًا ولكن ينبغي علي أيضًا أن أتحدث. سوف أؤكد حقنا في الاحتجاج السلمي، واضغط لنيل هذا الحق. يقول بعض زواري إن النضال السلمي قد فشل، ولكني أقول للناس أنه علينا مضاعفة جهودنا وأن نبين لهم أن النضال السلمي لم يفشل ورويدًا رويدًا يمكننا خفض مستوى العنف.

 

29أيار/مايو2014

النص الأصلي

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus