روسيا اليوم: رغم الإسكات والتعذيب، نبيل رجب لا يزال عازمًا على الكفاح....

نبيل رجب
نبيل رجب

2014-05-30 - 9:40 م

روسيا اليوم

ترجمة: مرآة البحرين

بعد عامين من السجن، أطلق سراح أحد أبرز ناشطي حقوق الإنسان في البحرين، نبيل رجب، الذي تحدث حصرًا إلى قناة روسيا اليوم عن تجربته: "عشت ظروفًا قاسية وتعرضت لسوء المعاملة."

مكث رجب عامين في السجن جلهما في السجن الانفرادي فقط بتهمة التحدث عن حملة القمع الوحشية التي شنتها الحكومة ضد المتظاهرين الذين كانوا يرغبون في إيصال صوتهم. حيث قال رجب، الذي شارك في تأسيس مركز البحرين لحقوق الإنسان في عام 2002 :" لقد وضعوني في مبنى منفصل لعامين، لكي يتأكدوا من عدم تواصلي مع السجناء الآخرين... كان هناك بعض السجناء الذين لا يتكلمون العربية أو المتهمين بتهم جنائية مختلفة تمامًا عن التهم التي كنت أواجهها." وكان رجب، كما قال، ممنوعًا من مناقشة الأمور السياسية أو التي تتعلق بحقوق الإنسان في البحرين ع الآخرين، بمن فيهم عائلته خلال التواصل معهم عبر الهاتف. وحتى بعد الإفراج عنه، كانت السلطات قلقة من أن يشكل هذا الناشط الحقوقي تهديدًا لها. حيث قال: "كنت منقطعًا تمامًا عن الخارج وهذا ما يدفعني إلى عدم التحدث كثيرًا منذ خروجي، دونت الكثير من الذكريات، ولكنهم استولوا عليها في اللحظات الأخيرة قبل الإفراج عني."

ورغم تجربته المريرة خلف القضبان، فقد رجب عددًا من أقاربه بمن فيهم أحد أعمامه وعماته خلال الفترة التي قضاها في السجن. ولكن حزنه الأمرّ كان عند وفاة والدته. سمحوا له بالخروج لمدة ثلاثة أيام لدفنها، ولكن بعد يوم واحد فقط، صدر أمر بإعادته إلى السجن ولم يُسمح له بإكمال مراسم التعزية. زعمت السلطات بأن السبب هو انتهاك رجب لشروط الإفراج بعد أن "ألقى خطابًا تحريضيًا حث فيه المشيعين على تنظيم احتجاجات غير قانونية"، ولكن رجب قال إن خطابه كان "تعبيرًا سلميًا عن الرأي." ورغم المشاكل والاضطرابات التي عانى منها رجب في السجن، فإنه ليس لديه نية التخلي عن النضال حتى بلوغ بحرين أكثر ديمقراطية. حيث قال رجب البالغ 49 عامًا: "أعرف أن هذا هو ثمن الكفاح في هذا البلد، وأنا عازم على مواصلة كفاحي، ولا أبالي بالثمن الذي سأدفعه، اليوم جميع البلدان تتمتع بالحرية والديمقراطية. ربما على البعض دفع ثمن تحقيق الديمقراطية وحقوق الإنسان وأنا أحد المستعدين لدفع هذا الثمن من أجل أن ينال شعبي والجيل القادم الديمقراطية والعدالة وحقوق الإنسان."

قبل تسع سنوات، مارس رجب نشاطاته الحقوقية بعد تأسيس مركز البحرين لحقوق الإنسان بشكل طبيعي إلى حد كبير. ولكن، في أعقاب انتفاضة 2011، بدأ يتحدث ضد النظام وقمعه الوحشي للمتظاهرين.

في ربيع عام 2012، تم اعتقال رجب بعد ظهوره في برنامج جوليان أسانج الذي كان يبث على قناة روسيا اليوم. وفي آب/أغسطس من ذلك العام، حكم على رجب مدة ثلاث سنوات بتهمة تنظيم التجمعات والمشاركة فيها والتي تقول السلطات عنها بأنها كانت تهدف إلى الإطاحة بالنظام الملكي.

خلال وجوده في السجن تلقى رجب معاملة جيدة جسديًا ولم يتعرض للتعذيب إلا في مناسبة واحدة فقط. ولكن من الناحية النفسية، كانت الأمور أصعب بكثير بالنسبة له، فقد تم وضعه في السجن الانفرادي شبه عار مع الحيوانات الميتة. ولكن رغم الخوف والاضطراب هذين اللذين عاشهما رجب إلا أن هناك أمور محزنة ومؤسفة أكثر بكثير بالنسبة له. حيث قال: "لقد تعرض بعض السجناء للتعذيب أمام ناظري. رأيت الناس يُعَذبون على يد الشرطة، وقد أثرت الكثير من الجلبة حينها أثناء تواجدي هناك. قدمت شكوى إلى الأمم المتحدة وأخبروني في النهاية أنه سيتم النظر في هذه الاتهامات ."

يعتقد رجب بأن المحن والمآسي التي يعاني منها السجناء السياسيين في البحرين لم تلقَ إلا القليل جدًا من اهتمام الغرب وهو يرجو من الغرب القيام بأكثر من ذلك. حيث قال: "لقد تجاهلنا المجتمع الدولي بسبب النفوذ الكبير الذي تتمتع به البحرين والمملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى في الغرب."

ويعتقد رجب أن الطريق إلى تحقيق الديمقراطية والحرية بعيد جدًا طالما أنه ليس لدى العائلة الحاكمة رغبة في تغيير الوضع الحالي والدخول في حوار صادق ولائق مع المعارضة وهذا كما يقول سوف يؤدي إلى تأجيج الاضطرابات. حيث قال "عندما سجنوني، لم يكن هناك عنف. قلت للحكومة عبر تويتر: إذا سجنت أشخاص مسالمون مثلي، لأنهم يدعون إلى التجمعات السلمية، فأنت ستواجهين أشخاصًا يرتكبون أعمال العنف. كل نشطاء حقوق الإنسان في البحرين هم وراء القضبان، وهذا هو السبب في ازدياد العنف".

بعد الإفراج عنه يوم السبت، استقبله المئات من المناصرين وقام بزيارة قبر والدته. وهو يقول بأن الدعم الذي حصل عليه كان العامل المهم في مواصلة نضاله لبلوغ بحرين أكثر ديمقراطية. حيث قال " أكافح من أجل القيم والأهداف التي أتمسك بها، وهذا ما يحثني على مواصلة الدرب، الكثير من الناس ينتظرونني، والكثير منهم يحتاجون بأن أكون طليقًا وقويًا. سوف أكون هنا - خارج السجن- من أجل شعبي".

26أيار/مايو2014

النص الأصلي

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus