علماء فلسطين في "حديث المنامة": النظام البحريني لا يأبه بالقضية الفلسطينية وندين إبعاد "نجاتي"

2014-05-18 - 11:56 م

مرآة البحرين (خاص): أكد رئيس العلاقات العامة والإعلام في مجلس علماء فلسطين الشيخ محمد موعد أن النظام لا يأبه بالقضية الفلسطينية، مشيرا إلى أن الورقة الطائفية التي يلعب بها النظام البحريني ورقة "خطيرة جدا والمستفيد منها هو العدو الصهيوني".

ودان (موعد) خلال مداخلته في "حديث المنامة" الذي تبثه "قناة اللؤلؤة" إبعاد النظام البحريني الشيخ حسين نجاتي، مبينا أن الهدف منه هو مضايقة الطائفة الشيعية الكريمة.

وعبّر (موعد) عن تأييده لمطالب الشعب البحرني الحقة، وأضاف "حتى هذه اللحظة لا أحد يستطيع أن يدين الحراك الشعبي في البحرين بسبب السلمية التي توجت هذا الحراك".

وأضاف "وجدنا أن الإخوة في البحرين سطروا أرقى الأساليب في موضوع المطالبة بالحقوق منذ أكثر من 3 سنوات حتى اليوم ما زالت هذه المظاهرات سلمية وتطالب بحقها المشروع في عملية التمثيل المشروع للطائفة الشيعية"... وفيما يلي نص الحوار مع موعد وشخصيات سياسية بحرينية وعربية:

حديث المنامة: سماحة الشيخ حسين غبريس، أقدم النظام في البحرين على ترحيل آية الله الشيخ حسين نجاتي ونفيه قسراً خارج البحرين إلى العاصمة بيروت، كيف تصفون هذا الإجراء؟

الشيخ حسين غبريس: أولاً نرحب بسماحة الشيخ نجاتي في لبنان بلد المقاومة، كنا نرغب أن يزور هذا البلد ليس بالطريقة التي افتعلها النظام في البحرين، بكل الأحوال هو بين أهله وبين إخوانه، ولبنان شاء الله تعالى أن يكون نقطة التقاء لكل الأحبة والشرفاء والأحرار وآية الله نجاتي واحد من هؤلاء، هذا الإجراء الذي أقدمت عليه حكومة البحرين أقل ما يقال فيه إنه مخالف لأبسط قواعد حقوق الإنسان في العالم، سماحة الشيخ نجاتي والآخرين الذين ربما أيضاً يكونون في الطريق هؤلاء قاموا بواجباتهم تجاه بلدهم ووطنهم وأرضهم وشعبهم، لكن بالمقابل كانوا يتوقعون أن تعطيهم الدولة حقوقهم لكنها سلبتهم أبسط الحقوق وهي الوجود والحضور في بلدٍ عاشوا وتربوا فيه، الذي أقدمت عليه حكومة البحرين اليوم يتنافى مع كل قوانين الدنيا، البيان الذي أصدرته وزارة الداخلية يمكنني وصفه بالأضحوكة لأنه لم يقدّم ما يبرّر على الأقل فقط للشعوب التي تقرأ وتسمع وتتابع، اليوم لم يعد أي حدث يمر مرور الكرام، حتى في البحرين كل الدنيا تنظر إليها وما يجري فيها من مخالفات التي تحدث على مسمع ومرأى العالم وهذا العالم لا يحرّك ساكناً، أنا أسأل والكل يسأل إبعاد رجل بصفته الدينية وموقعه بين الناس وعلى مستوى المرجعية التي يمثّل هل يعرف هؤلاء الناس أنّ هذا الشخص الذي تمّ ترحيله إضافة إلى حقوقه الشخصية كإنسان موجود في هذا العالم يمثّل أعلى سلطة دينية مرجعية لطائفةٍ من المسلمين الشيعة في العالم هو ليس إنساناً يمثّل نفسه فقط في البحرين، لهذا نريد أن نسمع من هذا العالم المتحضّر كلمة إدانة لما أقدمت عليه سلطات البحرين.

حسين الموعد

الشيخ محمد الموعد

حديث المنامة: شيخ محمد، البعض يقال إنه حينما أقدمت حكومة البحرين على إبعاد الشيخ حسين نجاتي خارج البحرين كان لها رسائل متعددة، ما الأخطر في هذه الرسائل التي أراد النظام أن يوجهها؟

الشيخ محمد الموعد: بدايةً نرحب به في أرض المقاومة في لبنان المقاوم، كما ونرحب به كذلك بين أهله في فلسطين المباركة التي تعتبر أساس ما يدور في هذا العالم العربي اليوم والأنظمة العربية لا تنتبه لهذ المسألة أن سبب كل ما يدور في هذا العالم العربي هو وجود هذا الكيان الصهيوني الغاصب الجاثم على أرض فلسطين، ينبغي علينا نحن جميعاً أن نعمل من أجل اقتلاع هذا العدو المحتل لأرضنا، حقيقةً ما قامت به الحكومة في البحرين هو عمل مدان بكل أنواعه وهو عمل غير إنساني ولو أردنا أن نبحث عن الأسباب لوجدنا أن التعبير عن الرأي والمطالبة بالحقوق هذا لا يؤثر على الحكومة في البحرين لا من قريب ولا من بعيد، إذاً النقطة الأولى وجدنا أن التعبير عن الرأي ممنوع في مملكة البحرين وهذه مسألة تتنافى مع حقوق الإنسان، النقطة الثانية إذا كانت المطالب من أجل الإصلاح بهذه الوسائل السلمية وما وجدناه في البحرين من مظاهرات سلمية يكون الرد عليها بهذه الطريقة القمعية فهذا يدل على الظلم والإستبداد ومنع رفع الصوت بالطريقة السلمية، يحق لأي شعب في العالم أن يطالب بحقوقه الإنسانية وأن يطالب بالقضاء على الفساد بالطرق السلمية، إذاً عملية الطرد هي عملية ممنوعة في الأساس على المستوى الدولي وعلى مستوى الحقوق الإنسانية نجد أن هذا الأمر ينافي هذه الحقوق، والحكومات التي تحترم نفسها لا تقوم بهذه الأعمال التي تمنع على الأقل حرية التعبير عن الرأي، لقد وجدنا أن عالم الدين له دور في الأساس وهو دور إصلاحي دور توجيهي والعلماء ورثة الأنبياء ومن حقهم أن يقودوا المسيرة من أجل التغيير ووجدنا أن الإخوة في البحرين سطروا أرقى الأساليب في موضوع المطالبة بالحقوق منذ أكثر من 3 سنوات حتى اليوم مازالت هذه المظاهرات سلمية وتطالب بحقها المشروع عملية التمثيل المشروع للطائفة الشيعية في البحرين وهذا حق شرّعه القانون الدولي ناهيك عن الحق الإنساني والحق الديني لهذا الإنسان في أن يتمثل في الحكومة وأن يكون له الدور الصحيح في التمثيل، النقطة الثالثة وهذه النقطة المهمة أن الشيخ حسين نجاتي هو ممثل لمرجعية عليا تمثل الطائفة الشيعية، هو لا يمثل نفسه، لذلك ينبغي التعامل معه بطريقة تتناسب مع موقعه وبالتالي إذا كان هناك من احتجاج مثلاً يتم الحوار معه والتفاوض معه أما هذه الطريقة فتحت الباب على مصراعيه للحكومة البحرينية اليوم أن تدافع عن نفسها من خلال ما قامت به من عملية طرد تعتبر في هذا القرن هي من أبشع عمليات الإضطهاد لعلماء الدين الذين سطروا أرقى الخطاب الديني والحضاري في أيامنا هذه.

حديث المنامة: شيخ حسين، المتابعون يقولون إن بيان وزارة الداخلية فتح موضوعات متعددة تتعلق بعمل وكلاء المراجع الدينية في الطائفة الشيعية وبعبارة دقيقة أن العمل كوكيل رسمي لأي جهة يتطلب خطاباً رسمياً يحدد المسؤوليات والنشاطات المنوي القيام بها، هل هذا يتناسب مع الخصوصية التي تعيشها الطائفة الشيعية منذ قرون طويلة؟

الشيخ حسين غبريس: طبعاً لا، حكومة البحرين اليوم رفعت شعار إباحة كل ما هو محرّم وممنوع وبالتالي خرق لكل القواعد التي تعارف عليها الناس منذ القدم، البحرين عندما تلجأ إلى هذا الأسلوب وتعلل بذرائع واهية مسألة اكتشاف آية الله حسين نجاتي بأنه ممثل ولم يأخذ ترخيصاً لم يكونوا يعلمون قبل الانتفاضة الشعبية من هو الشيخ نجاتي؟ كانوا يعرفون..لماذا الآن استفاقت حكومة البحرين؟ الموضوع عندنا مخيف جداً، حكومة البحرين لا ترعوي عن القيام بأي أمر من شأنه إبعاد أي شخص تشعر بأن وجوده يشكل قلقاً لها، ليكن معلوماً أنه في عمق التاريخ منذ غياب الإمام المهدي (عج) هناك وجود لمرجعيات دينية نرجع إليها في كل قضايانا العبادية وتنظيم أحوالنا والرجوع إلى الفتوى وما شاكل ذلك، وجود الفقيه والمرجع في حياتنا أساس واعتقاد وليس أمراً طارئاً أو جديداً، أي شخص يمثل مرجعية في بلدٍ ما هو شخص يتحمل مسؤولية تكليف إلهي بحيث يكون صلة وصل بين هؤلاء الناس المقلِّد والمقلَّد أي المرجع.

حديث المنامة: ألا يوجد داخل النظام البحريني من يفهم ذلك؟

الشيخ حسين غبريس: أظنهم يعرفون ذلك ولا حاجة لأن يفهموا لأن هذا الأمر يعرفونه تماماً مثلنا وزيادة، ولكن أنا أعتبر أن ما أقدمت عليه هذه السلطة الغاشمة في البحرين هو تحدٍّ واضح أنهم اليوم يقولون أيها المسلمون الشيعة أنتم يا من تدينون بهذا الخط والنهج الفقهي منذ تلك الفترة إلى اليوم ليس مقبولاً منكم هذا العمل أو ذاك، إن أردتم الاستمرار فيما أنتم عليه ستبقى الحرب معلنةً عليكم..هؤلاء تخطوا كل الخطوط الحمر، الآن يواجهون الفكر الشيعي الإثني عشري، وأنا أعتذر مسبقاً عن هذا الكلام الذي أقوله من حرقة ومن ألم لأن الحكومة أقفلت كل القنوات، اليوم باستفزازها الواضح من خلال إبعاد آية الله الشيخ حسين نجاتي من البحرين بهذه الطريقة وبهذا التعليل وبهذا التبرير إنما هو يعتبر تحدٍّ واضح للمرجعية الدينية وبهذا الشكل هم يقولون لنا الحرب مفتوحة معكم أيها المسلمون الشيعة.

حديث المنامة: شيخ ميثم، يتوارد الآن من خلال مواقع التواصل الإلكترونية ومن خلال رصد لمتابعين موضوع ترحيل الشيخ نجاتي أن هناك أشكالا من التهديد تعرّض لها الشيخ لإخراجه من البحرين، ما هي معلوماتكم حول هذا الموضوع؟

الشيخ ميثم السلمان: نحن في مرصد البحرين لحقوق الإنسان قمنا برصد التهديدات التي كانت تصل إلى سماحة الشيخ حسين نجاتي منذ أكثر من عام وقد كانت تتنوع هذه التهديدات بين التهديد بالترحيل القسري والتهديد بإغلاق مكتب سماحة الشيخ، كذلك ما تعرّض له مدير مكتبه وهو سماحة السيد صادق الشرخات الذي تعرّض منزله إلى اقتحام القوات الأمنية وروّعت المقيمين فيه وتعرّض للمهانة أثناء التحقيق، وأروع هذه التهديدات كانت التهديد بتعريض سماحة الشيخ للإعتقال، وتعريض سلامة البعض من أهله للخطر المباشر.

حديث المنامة: يقال إن هناك شخصية أمنية تحدثت إلى سماحة الشيخ بشكل مباشر حيث قال له عليك أن تختار الطريقة التي سوف تموت بها، بالتفجير أو بطريقة أخرى إذا رفضت الخروج من البحرين؟

الشيخ ميثم السلمان: نعم للأسف الشديد وصلت لسماحة الشيخ الكثير من العبارات التي تبيّن أن هناك نية مبيّتة لاستهداف الشيخ في سلامته وفي وجوده، وهذه العبارة التي نقلتها لا أستطيع أن أؤكدها أو أنفيها، ولكن هناك عبارات شبيهة جداً ربما وصلت إلى بعض مرافقيه حيث أكد أحدهم أنه تلقى تهديدا مباشرا أنه إذا لم يغادر سماحة الشيخ البحرين في اليوم المحدّد سوف يتعرض ابنه مباشرةً للخطر والاعتقال وقد يتم تلبيسه قضية أمنية وما شابه ذلك، مثل هذه التصرفات تبيّن فعلاً أن تصرفات الأجهزة الرسمية في البحرين لم تعد تصرّفات شخصية بل اكتسبت الطائفية واكتسبت بنية مؤسساتية وأصبحت سياسة عامة، نحن إذا نظرنا إلى استهداف الشيخ نجاتي يجب أن لا نعزله عن النظرة الشاملة لاستهداف أتباع مذهب أهل البيت عليهم السلام في البحرين.

حديث المنامة: شيخ محمد، أشار الشيخ عيسى قاسم اليوم في خطبة الجمعة إلى أن موضوع ترحيل الشيخ حسين نجاتي هو جريمة ولكن أضاف أنه ليس لأيادي الطائفة السنيّة الكريمة علاقة بهذا الموضوع؟
الشيخ محمد الموعد: أولاً نحن نؤكد على رفض هذا العمل الشنيع وبالتالي الحكومة في البحرين إذا كانت فعلاً تريد أن تستهدف الطائفة الشيعية الكريمة تكون هي قد فتحت الحرب على مصراعيها معها على كل المستويات، وهذا ليس من مصلحة الحكومة في البحرين وخاصة في هذه الأيام الصعبة نحن بحاجة إلى وحدة الصف وإلى التماسك وخاصة أمام ما يدور في فلسطين وفي المسجد الأقصى، من بابٍ أولى أن نوحّد صفنا وأن يكون هناك تضافر للجهود من أجل أن نقف جميعاً أمام هذا العدو الذي يعربد اليوم في فلسطين وخاصةً في المسجد الأقصى.

حديث المنامة: هل النظام في البحرين منتبه لما تقول؟

الشيخ محمد الموعد: أظن أن النظام لا يأبه لذلك لا من قريب ولا من بعيد، ليس فقط النظام في البحرين بل كثير من الدول العربية لا تنظر إلى فلسطين إلا نظرة عابرة..الورقة الطائفية حقيقةً اليوم أعتبرها ورقة خطيرة جداً خاصةً في هذه الأيام، المستفيد الوحيد هو العدو الصهيوني وهو الذي يلعب على النعرات، لذلك أنا أقول أن أي مشروع طائفي أو مذهبي في هذه المنطقة هو في خدمة هذا الكيان الصهيوني..إذا طرحنا سؤال ما الهدف من هذه الأعمال؟ نقول بوضوح أن الهدف هو المضايقة للطائفة الشيعية الكريمة لأن المطلب هو مطلب حق..وحتى هذه اللحظة لا أحد يستطيع أن يدين الحراك الشعبي في البحرين من خلال السلمية التي توجت هذا الحراك.

حديث المنامة: سماحة الشيخ همام حمودي، بيان وزارة الداخلية البحرينية اعتبر الوكالة الشرعية عن المرجع الكبير السيستاني عمل غير مشروع وأنه بحاجة إلى تصريح رسمي، ألا يشكل هذا العمل إهانة من الدولة البحرينية للمرجعية الكبرى في النجف الشريف؟

الشيخ همام حمودي: كانت الحكومة البحرينية حريصة على أن تكون قريبة وتكون واجهة المرجعية العليا في النجف، في لقاء مع وزير خارجية البحرين طلب مني ترتيب لقاء مع سماحة السيد السيستاني فقلت له حسّن علاقتك مع شعبك حتى يمكن لسماحة السيد أن يأخذ دوراً في هذا اللقاء وتقديم النصائح المناسبة لكم..الموقف الأخير من ممثل السيد السيستاني أمر مستغرب جداً ويثير الإستهجان في الوسط العراقي وموضع انتقاد شديد..سماحة السيد السيستاني كان له الدور في دفع الأمور نحو السلم في البحرين وإيجاد الحلول والتسويات لصالح الشعب في البحرين وبدون إراقة دماء، ولكن مثل هذه الإجراءات تكشف ان السلطات في البحرين أخذت حالة من التجاوز والغرور في التعامل مع مثل هذا الموقع وبهذه الطريقة وهذا يؤكد أن الحكومة البحرينية سائرة في طريق بعيد عن الحكمة وفيه تجاوز للعرف والمسلّمات والقيم التي ينبغي أن تحترمها.

حديث المنامة: سماحة الشيخ ، ومع ذلك مازال هناك موقف متصلب من الحكومة البحرينية فيما يتعلق بإبقاء الشيخ نجاتي الآن خارج موطنه منفيّاً قسراً، هل من موقف رسمي في المرحلة القادمة يمكن أن تقوم به الحكومة العراقية لإرجاع الشيخ إلى موطنه؟

الشيخ همام حمودي: نحن كحكومة عراقية رفضنا الترحيل القسري ورفضنا استقبال الشيخ باعتباره تسفير قسري وليس بإرادته، وأُبلغت الحكومة في البحرين أنّ العراق لن يستقبل سماحة الشيخ لأنّه لا يأتي برغبةٍ منه، الآن الداخل العراقي مشغول في الإنتخابات، ربما بعد الإنتخابات قد يكون هناك مساعٍ أكثر من أجل أن نصل إلى موقف مناسب.

حسين غبريس

الشيخ حسين غبريس

حديث المنامة: سؤال آخر، البعض يضع هذا الإستهداف ليس فقط فيما يتعلق بممثلية أو وكالة الشيخ حسين لمرجعية السيد السيستاني ولكن يتعدى ذلك إلى أن النظام يستهدف الوجود الشيعي في البحرين، العراق دولة لها وجودها في المنطقة، هل يمكن أن تقبل العراق بهذا الاستهداف؟

الشيخ همام حمودي: موضوع إشعال الفتنة الطائفية لم يسلم أحد منها وهي لعبة خطيرة سيئة ومريرة، ما مرّ به العراق انعكس على باقي المناطق، أنصح من يريد أن ينشر هذه الفتنة أن ينتبه جيداً لأنها ستكون مؤثرة حتماً حتى على أوضاعه وأوضاع الذين يدعمونه، نصيحتنا العراقية سنية وشيعية بأن لا يشعلوا الفتنة وإذا أشعلت لن تكون في صالح أحد وقد تفعل السلطة كما فعل صدام من أجل أن يحفظ نفسه ولكن النتيجة سوف تُحرق السلطة أيضاً.

حديث المنامة: شيخ حسين، اليوم يحاول النظام أن يذهب بالحرب إلى الأمام وأن يقف - كما أسلفت - وجهاً لوجه أمام الطائفة الشيعية، هل تعتقد أن الموضوع يمرّر بهذه السهولة ولا نجد مواقف من المرجعيات والقيادات الروحية من الدول إذا صح التعبير؟

الشيخ حسين غبريس: نحن اليوم أمام حدث آخر، أظن ان حكومة البحرين عندما لم يعد بين أيديها أساليب لمعالجة الوضع وظناً منها أن الأمور آخذة بالتحول بمعنى أن شعب البحرين سوف تخمد ثورته وتهمد حركته وبالتالي يتراجع إذا مورس عليه الضغط أكثر، فوجدت أن كل هذا الحراك يزداد تألقاً، وبالتالي السؤال الطبيعي والمنطقي ما يحصل في البحرين طيلة هذه الفترة والذي توِّج مؤخراً بإبعاد عالم من علماء البحرين بهذه الطريقة البشعة القاسية القسرية أين حقوق الإنسان؟

حديث المنامة: أنتم في تجمع علماء المسلمين لديكم اتصال بمنظمة التعاون الإسلامي؟

الشيخ حسين غبريس: المشكلة أن موضوع البحرين كأنه عربياً لُزِّم بشكل أو بآخر إلى بلدٍ مجاور وأعطي الحق بأن يفعل ما يشاء ولا يسأله أحد، لُزِّم إلى السعودية، نحن نسألهم هل من مصلحة السعودية تفجير الوضع على مستوى أن تكون المواجهة ضد طائفة أساسية في المنطقة، وهل هذه الطائفة هي لوحدها في البحرين؟ أليس هناك من الشيعة حتى في السعودية؟ في الكويت، في الإمارات، في قطر، في عمان، في كل المنطقة.

حديث المنامة: شيخ ميثم، حقوقياً القرار مخالف للقوانين، السؤال ما هو موقف المفوضية السامية من هذا الترحيل القسري الذي تجاوز المواثيق التي وقعت عليها حكومة البحرين؟

الشيخ ميثم السلمان: موقف المفوضية السامية لحقوق الإنسان في جنيف كان إيجابياً للغاية على مستوى المتابعة منذ أشهر وليس الآن فحسب، كانت هناك متابعة دائمة من المفوضية السامية لحقوق الإنسان لملف سماحة الشيخ حسين نجاتي وهناك بعض الإجراءات التي عادةً ما تقوم بها المفوضية وبعض الخطابات الرسمية التي ترسل إلى الدول الأعضاء في مجلس حقوق الإنسان وإلى الدول التي تمتلك عضوية رمزية أو حضور رمزي في المجلس، تُرسل إليهم بعض الإشعارات وبعض الإنذارات ولكن لا يعلن عنها في الإعلام.

حديث المنامة: سماحة الشيخ، هناك معلومة تقول بأن المفوضية من خلال وفدها في البحرين تواصلوا مع المعنيين في الحكومة البحرينية وتمّ وعدهم بإعادة الشيخ حسين نجاتي في المرحلة القادمة.

الشيخ ميثم السلمان: لا يوجد لدي تأكيد أو نفي لهذا الكلام ولكن ما أستطيع أن أؤكده هو أن المفوضية اعتبرت هذا الإجراء تعسفي وأتصور أنها أوضحت للجهات الرسمية هذا الموقف وأكبر دليل على ذلك البيان الرسمي الذي خرج من المقرر الخاص المعني بحرية الدين والمعتقد والذي أكد أن إبعاد الشيخ يُعدّ مصداقاً لاضطهاد الطائفة الشيعية في البحرين.

حديث المنامة: هل يمكن للمكون الشيعي في البحرين الآن أن يرفع دعوى قضائية ضد الحكومة البحرينية في محكمة العدل الدولية لاسيما أن هناك حديث الآن وبوضوح عن ما يسمى الإضطهاد ضد الطائفة الشيعية في البحرين؟

الشيخ ميثم السلمان: أتصور أن هذا ممكن ولكن من خلال ميكانزمات محددة ومن خلال اصطفافات دولية وهذا يتطلب من الجهات التي تسعى لرفع مثل هذه الدعوى تحريك هذه الإصطفافات والبناء عليها يحتاج إلى مواقف صريحة وواضحة من الدول المؤثرة على المستوى الإقليمي وعلى المستوى الدولي، الدول المؤثرة على المستوى الدولي ربما تدين مثل هذه التصرفات ولكن ما عهدناه منها أنها لا تأخذ موقف واضح وصريح تجاه الانتهاكات المنهجية التي ترتكب من قبل السلطة في البحرين.

حديث المنامة: لماذا لا يتصدى المرصد لهذا الأمر؟

الشيخ ميثم السلمان: بالنسبة إلى عمل المرصد فهو رصد الانتهاكات وتوثيقها ورفعها للجهات المعنية في الأمم المتحدة وفي المنظمات الدولية وأستطيع أن أقول أن عمل المرصد في الأشهر الماضية وتوثيقه لمجمل الانتهاكات منها هدم المساجد، حل المجلس الإسلامي العلمائي، استهداف آية الله الشيخ حسين نجاتي، كل هذه الانتهاكات الموثقة في سجلات الأمم المتحدة تستطيع منظمات المجتمع المدني والمنظمات الدولية استثمارها كأرضية لتحريك المحاكمات الدولية للسلطة في البحرين.

حديث المنامة: شيخ محمد، الكيان الغاصب يستخدم سياسة الإبعاد والنفي القسري للفلسطينيين، اليوم ذات الموقف يصدر من البحرين وهي دولة عربية وإسلامية، السؤال من الذي يُعلّم من؟

الشيخ محمد الموعد: قبل ذلك أنا أستغرب من أن هناك أكثر من 38 مسجد تم هدمها في البحرين وهذا أمر مستغرب من دولة إسلامية عربية، عدت بالذاكرة إلى بداية عام 1948 عندما قام العدو الصهيوني وجدنا ان هناك دول عربية اعترفت به بطريقة غير مباشرة من خلال التخلي عن الشعب الفلسطيني وعدم دعم الشعب الفلسطيني، أول ما قام به هذا العدو الصهيوني هو هدم أكثر من 700 مسجد وتدمير المقابر والمعالم الإسلامية وكأنه يريد من وراء ذلك التطهير العرقي، واليوم وجدنا أن هذا الكيان الصهيوني عاد ورفع شعار الدولة اليهودية ويطالب الفلسطينيين بالإعتراف بها، إذاً أنا أستغرب يعني هل الدول العربية أو الحكومة في البحرين تريد أن تتعلم من الكيان الصهيوني، نحن نربأ بحكومة البحرين أن ترضى على نفسها هذه التصرفات اللاإنسانية واللادينية وموضوع الإبعاد، من منّا ينسى أن أكثر من 400 مُبعد فلسطيني من العلماء والمثقفين عندما أُبعدوا إلى مرج الزهور، إذاً هذا ديدن العدو الصهيوني وهذا الأمر كذلك نحن نرفضه. أنا أناشد الدولة في البحرين أن تفوّت الفرصة في هذه الأيام وأن تعيد حساباتها من جديد وأن ترفض أن يكون عليها وصاية من هنا أو من هناك وأن تعود وتحاور الناس وتعطيهم حقوقهم وخاصةً الطائفة الشيعية الكريمة التي تمثّل في البحرين ما تمثّله، ثانياً أناشد الطائفة السنيّة في البحرين أن تعقد اجتماعات خاصة مع الفعاليات والعلماء الشيعة في البحرين وهذه مسألة مهمة جداً، نحن نقول للحكومة انتبهي هناك خطورة من الفتنة المذهبية وما تقومين به اليوم يشكل خطر كبير على المنطقة برمتها وهذا أمر لا يخدم المصلحة العربية ولا الحكومة في البحرين.

حديث المنامة: سيد جميل، سياسياً كيف تنظرون لقرار ترحيل الشيخ نجاتي خارج البحرين؟

جميل كاظم: أنا أتصور من ناحية سياسية بغض النظر عن الإضطهاد الطائفي والديني لمكون رئيسي في البحرين وما هو معروف ومعلن من استهداف مباشر لشعائر ومقدسات ومؤسسات وعلماء ورموز هذه الطائفة، بغض النظر عن البعد الطائفي هناك بعد سياسي يتعلق بموقف آية الله نجاتي فيما يتعلق بموقفه السياسي من الأحداث والتطوراتـ أعتقد أن النظام السياسي كان يراهن على وجود شخصيات خصوصاً في الطائفة الشيعية تنتصر لمواقفه وتقف معه وتغطيه في بعض المواقف، النظام لم يستطع أن يوظّف موقف الشيخ نجاتي الذي كان وسطياً ليس محسوباً على الموالاة ولا على المعارضة خصوصاً في الأحداث الأخيرة.

حديث المنامة: بعض المحللين السياسيين يرون أن ترحيل الشيخ هو عبارة عن ورقة سياسية ضمن سلة الأوراق التي يحتفظ بها النظام في المرحلة القادمة لإجبار الوفاق والجمعيات المتضامنة معها لتكون في الإنتخابات القادمة النيابية والبلدية؟

جميل كاظم: أنا أعتقد أن هذه المواقف وهذه الممارسات عادةً تبعث على التشتت عند الطرف المستهدف وليس اللين أمام موقف السلطة، أنا عبّرت عبر مواقع التواصل الإجتماعي أمس بأن النظام استعدى كل الطائفة الشيعية بدون استثناء ليس على مستوى البحرين فقط وإنما لاحظ الحاضنات الشيعية اليوم على مستوى العالم العربي اليوم كلها أصدرت بيانات إدانة.

حديث المنامة: شيخ حسين، أين تكمن خطورة بيان وزارة الداخلية؟

الشيخ حسين غبريس: كأنّ حكومة البحرين تقول لأهل البحرين الواحد تلو الآخر سيتم العمل والقيام ضده بنفس الأسلوب ونفس الطريقة، الآن عندنا 30 شخصاً على لائحة الإنتظار من الذين سُحبت جنسياتهم، انا باعتقادي إذا أرادت الحكومة في البحرين أن تحل مشكلتها فسترحّل الشعب البحريني كله حتى السنّة ليس لدى الحكومة غير هذا الأسلوب.

حديث المنامة: شيخ محمد، هل هذا القرار الذي صدر بترحيل سماحة الشيخ كان قراراً داخلياً أم هناك ضغوطات إقليمية؟

الشيخ محمد الموعد: أي عملية ترحيل لشخصية مرموقة كأمثال الشيخ حسين نجاتي وهو يمثل مرجعية كبرى بالطبع هذا الأمر لا يكون على مستوى دولة البحرين فقط لأن هذا القرار سيؤثر على العلاقات بشكل عام في المنطقة، وبالتالي هناك دول كبرى كإيران تستنكر هذا العمل الشنيع وحتى لا تكون سابقة وبالتالي أي إنسان يخالف الحكومة برأيه سيتم استبعاده، أنا أقول فيما يدور في منطقة الخليج بالذات القرار موحد وخاصة في البحرين أعتبر أن هناك وصاية من السعودية على الحكومة البحرينية لأن البحرين دولة لا تستطيع أن تقوم بشيء من دون السعودية، وأنا هنا أقترح أن يكون الكلام مع المملكة العربية السعودية بشكل مباشر وأظن إذا كانت هناك بعض التسويات في المنطقة وخاصة في هذه المرحلة هناك تحولات واضحة لا تخدم الدولة في البحرين لذلك ينبغي أن يكون هناك حسابات جديدة..أنا أناشد الحكومة في البحرين أن توقف موضوع الترحيل القسري بل بالعكس أن تسرع في إعادة الشيخ حسين وأن تحقق مطالب الشعب البحريني وهنا أنا أطالب باستفتاء شعبي في البحرين على الحقوق التي يطالب بها الشعب البحريني بشكل عام والطائفة الشعية بشكل خاص.

حديث المنامة: سيد جميل، البعض يقول سوف يبقى موضوع الشيخ حسين نجاتي مؤجلاً لحين حدوث تسوية سياسية حقيقية في البحرين، هل تتفق مع هذا القول؟

جميل كاظم: أنا أتصور أن النظام يحاول أن يراكم بعض الأرصدة أو بعض الأوراق للضغط على المعارضة في المرحلة القادمة للتسوية على المستوى الدولي وعلى المستوى الإقليمي فيما يتعلق بملفات سوف تُحسم في الأشهر القادمة ومنها الملف النووي الإيراني والملف السوري وملف استقرار الأوضاع في لبنان..أنا أعتقد أن النظام حتى لو أراد أن يراكم أو يعظّم من رصيده في قضية التفاوض والتسوية مع المعارضة لا يمكن أن يعاظم رصيده بهذه السياسة التي هي سياسة عمياء خرقاء بمعنى أنه لا يتدبر العواقب وهو غير قارئ جيد للوضع الداخلي وحتى الوضع الإقليمي والدولي، هناك تحولات كبرى في المنطقة.

حديث المنامة: شيخ حسين، ماذا تقول للنظام في البحرين لملك البحرين فيما يتعلق بالشيخ حسين نجاتي؟

الشيخ حسين غبريس: مهما فعلت ومهما كابرت على نفسك في موضوع ما يجري الشيخ نجاتي وكل من أُبعد قسراً وقهراً عن البحرين سيعود حكماً وحتماً، الآن قبل فوات الأوان أيها الحاكم في البحرين عد إلى رشدك عد إلى عقلك عد إلى الحكمة لا تتصرف من باب طائفي ومن باب غرائزي، لن تستمر طويلاً عد إلى واقعك وإجلس مع شعبك وأعطي الحق لأهلك.

حديث المنامة: شيخ محمد، ماذا تقول لملك البحرين فيما يتعلق بالشيخ حسين نجاتي؟

الشيخ محمد الموعد: أتوجه إلى ملك البحرين أن يعيد فوراً فضيلة الشيخ إلى وطنه وأن يرفع شعار وحدة الصف في البحرين شيعةً وسنةً تحت مظلةٍ واحدة ضد العدو الصهيوني وسوف يكون هو الرابح.

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus