قاسم ينتقد تأخر الإصلاح والتطهير الطائفي، والمحمود: لابأس بالتأخر 200 سنة، والتطهير ضرورة

2011-08-05 - 4:06 م

مرآة البحرين (خاص): اعتبر‭ ‬خطيب‭ ‬جامع‭ ‬الإمام‭ ‬الصادق‭ ‬بالدراز‭ ‬الشيخ‭ ‬عيسى‭ ‬قاسم‭ ‬أن‭ ‬الشعب‭ ‬قد‭ ‬نفذ‭ ‬صبره‭ ‬لأي‭ ‬تلكؤ‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬التحول‭ ‬السياسي،‭ ‬محملا‭ ‬مسئولية‭ ‬التأخير‭ "‬من‭ ‬ينادي‭ ‬بتعطيل‭ ‬الإصلاح‭ ‬لا‭ ‬من‭ ‬ينادي‭ ‬بتفعيله‭ ‬وتعجيله‭‬،‭ "‬فيما‭ ‬كان‭ ‬لافتا‭ ‬تقبل‭ ‬الشيخ‭ ‬عبد‭ ‬اللطيف‭ ‬المحمود‭ ‬ل‭ ‬200‭ ‬سنة‭ ‬جديدة‭ ‬بلا‭ ‬ديمقراطية‭ ‬حتى ‭ لا‬تقام‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬دولة‭ ‬دينية،‭ ‬داعيا‭ ‬الحكومة‭ ‬إلى‭ ‬مواصلة‭ ‬التطهير‭ ‬الطائفي‭ ‬في‭ ‬مؤسساتها‭.‬

وقال‭ ‬قاسم: "‬ما‭ ‬بقي‭ ‬عند‭ ‬هذا‭ ‬الشعب‭ ‬تحمل‭ ‬أن‭ ‬يتعطل‭ ‬الإصلاح‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬يستمر‭ ‬الفساد‭ ‬والإفساد‭ ‬والتردي‭ ‬والتدهور،‭ ‬وتعطل‭ ‬الأول‭ ‬واستمرار‭ ‬الثاني‭ ‬مشنقة‭ ‬للوطن‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬كارثية‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬الجميع‭ ‬ألا‭ ‬توقعه‭ ‬فيها‭"‬،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ "‬صار‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬في‭ ‬وعي‭ ‬الشعب‭ ‬وشعوره‭ ‬وإرادته‭ ‬أن‭ ‬يتغير‭ ‬الوضع،‭ ‬ويعم‭ ‬الإصلاح‭ ‬ويجد‭ ‬ويتجذر‭ ‬ويستمر،‭ ‬ويقوم‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬متين‭ ‬من‭ ‬إصلاح‭ ‬السياسة‭ ‬وارضية‭ ‬دستور‭ ‬عادل‭ ‬من‭ ‬وضع‭ ‬الشعب‭ ‬يعالج‭ ‬بقواعده‭ ‬الصريحة‭ ‬وبنوده‭ ‬الواضحة‭ ‬منبع‭ ‬الفساد‭ ‬وترشح‭ ‬هذه‭ ‬المشكلات‭".‬


من‭ ‬جهته‭ ‬حاول‭ ‬المحمود‭ ‬في‭ ‬إشارته‭ ‬لحديث‭ ‬مع‭ ‬صحفي‭ ‬أجنبي‭ ‬بخطبته‭ ‬أن‭ ‬يبرر‭ ‬سبب‭ ‬عدم‭ ‬القبول‭ ‬بالديمقراطية‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي‭ ‬بقوله‭ ‬أن‭"‬من‭ ‬مهمات‭ ‬الديمقراطية‭ ‬أن‭ ‬تبعد‭ ‬مواطني‭ ‬أي‭ ‬دولة‭ ‬عن‭ ‬الحروب‭ ‬الإثنية‭ ‬والدينية‭ ‬والطائفية،‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬ألا‭ ‬تفتح‭ ‬باب‭ ‬هذه‭ ‬الحروب‭ ‬ليعيش‭ ‬الجميع‭ ‬في‭ ‬أمن‭ ‬وأمان‭"‬،‭ ‬موضحا‭ ‬أنّ‭ "‬كل‭ ‬دولة‭ ‬لها‭ ‬بيئتها‭ ‬وأحوالها‭ ‬التي‭ ‬تدرجت‭ ‬فيها‭ ‬في‭ ‬تطبيق‭ ‬الديمقراطية‭" .‬


وسأل‭ ‬المحمود‭ ‬الصحفي‭ "‬كم‭ ‬سنة‭ ‬مضت‭ ‬عليكم‭ ‬وأنتم‭ ‬تطبقون‭ ‬الديمقراطية‭ ‬وتتدرجون‭ ‬فيها‭ ‬؟‭"‬،‭ ‬فأجابه‭: "‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مئتي‭ (‬200‭) ‬سنة‭ ‬حتى‭ ‬وصلنا‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬وصلنا‭ ‬إليه،‭ ‬ولا‭ ‬زلنا‭ ‬نصحح‭ ‬ونتدرج‭ "‬،‭ ‬ليرد‭ ‬عليه‭ ‬المحمود‭ " ‬هل‭ ‬تريدون‭ ‬منا‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭ ‬التي‭ ‬تثار‭ ‬فيها‭ ‬الطائفية‭ ‬المذهبية‭ ‬والدينية‭ ‬والقومية‭ ‬أن‭ ‬نطبق‭ ‬ما‭ ‬طبقتموه‭ ‬أنتم‭ ‬في‭ ‬أحوالكم‭ ‬اليوم؟‭"‬،‭ ‬و‭" ‬هل‭ ‬ترضون‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الديمقراطية‭ ‬وسيلة‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬الدولة‭ ‬الدينية‭ ‬التي‭ ‬أبعدتموها‭ ‬عن‭ ‬طريقكم؟‭".‬


الشيخ عيسى قاسم
ولفت‭ ‬قاسم‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ "‬اليأس‭ ‬من‭ ‬دعم‭ ‬القوى‭ ‬الاستكبارية‭ ‬لقوى‭ ‬التحرر‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬عن‭ ‬اليأس‭ ‬من‭ ‬استجابة‭ ‬الحكومات‭ ‬التابعة‭ ‬لها‭ ‬لكلمة‭ ‬الحق‭ ‬والعدل‭ ‬والمطالب‭ ‬المنصفة‭ ‬للشعوب‭ ‬إلا‭ ‬بما‭ ‬اقتضاه‭ ‬الاضطرار‭ ‬واستدعته‭ ‬الضرورة‭ ‬الخانقة،‭ ‬موضحا‭ ‬أنّ‭ " ‬مصلحة‭ ‬الأجنبي‭ ‬إنما‭ ‬تلتقي‭ ‬مع‭ ‬حكومات‭ ‬تبيع‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬بقائها‭ ‬ولو‭ ‬ليوم‭ ‬واحد‭ ‬في‭ ‬الحكم،‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تتلاقى‭ ‬وتتوافى‭ ‬مع‭ ‬توجه‭ ‬أي‭ ‬حركة‭ ‬تتشبث‭ ‬بحرية‭ ‬قرارها‭ ‬وعزة‭ ‬وطنها‭ ‬وأمتها‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬وجهة‭ ‬نظر‭ ‬كانت‭ ‬هذه‭ ‬الحركة‭ ‬ومن‭ ‬أي‭ ‬انتماء‭ ‬ـ‭ ‬ما‭ ‬دامت‭ ‬تصر‭ ‬على‭ ‬الاستقلال‭ ‬فالغرب‭ ‬ليس‭ ‬معها‭".‬


وتابع‭: " ‬وأما‭ ‬تصادم‭ ‬أولئك‭ ‬الطامعين‭ ‬الذين‭ ‬تحركهم‭ ‬روح‭ ‬الاستعمار‭ ‬والاستغلال‭ ‬والاستعباد‭ ‬والاستكبار‭ ‬مع‭ ‬الحركات‭ ‬الإسلامية‭ ‬الصادقة‭ ‬فأساسي‭ ‬ودائم،‭ ‬لما‭ ‬يعرفونه‭ ‬من‭ ‬عزة‭ ‬الإسلام‭ ‬وقوته‭ ‬وصلابته‭ ‬ومبدأيته‭ ‬ومقاومته‭ ‬وإخلاصه‭ ‬ونقائه‭ ‬وثوريته‭ ‬ونزاهته‭ ‬واعلائيته،‭ ‬الإسلام‭ ‬يعلوا‭ ‬ولا‭ ‬يعلى‭ ‬عليه،‭ ‬والاستعمار‭ ‬إنما‭ ‬يبحث‭ ‬عمن‭ ‬يعلوا‭ ‬عليه‭".‬


ودعا‭ ‬المحمود‭ ‬السلطة‭ ‬إلى‭ ‬ممارسة‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬التطهير‭ ‬الطائفي‭ ‬في‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬قائلا‭: "‬عندما‭ ‬نرى‭ ‬من‭ ‬أفسدوا‭ ‬في‭ ‬المؤسسات‭ ‬والأعمال‭ ‬يعودون‭ ‬إلى‭ ‬ذات‭ ‬أعمالهم؟‭ ‬عندما‭ ‬نرى‭ ‬من‭ ‬موّل‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬البحرين‭ ‬وأهلها‭ ‬لا‭ ‬زال‭ ‬مستمرا‭ ‬في‭ ‬عمله‭ ‬ومخططه‭ ‬للسيطرة‭ ‬على‭ ‬الأماكن‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬يعمل‭ ‬ويخطط‭ ‬فيها؟‭ ‬عندما‭ ‬نرى‭ ‬جماعات‭ ‬منهم‭ ‬تنتقم‭ ‬من‭ ‬الذين‭ ‬حموا‭ ‬البحرين‭ ‬وساعدوا‭ ‬على‭ ‬كشف‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬كانوا‭ ‬يفسدون‭ ‬ولا‭ ‬يصلحون‭"‬،‭ ‬متسائلا‭: "‬هل‭ ‬هي‭ ‬الحكمة‭ ‬أم‭ ‬الخوف؟‭ ‬إننا‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬سياسة‭ ‬الحزم‭ ‬وإلى‭ ‬الانتباه‭ ‬واليقظة‭ ‬خاصة‭ ‬وقد‭ ‬توعدنا‭ ‬بعضهم‭ ‬بأنهم‭ ‬سيعودون‭ ‬بعد‭ ‬سنين‭ ‬عددا،‭ ‬ونقلوا‭ ‬مكاتبهم‭ ‬إلى‭ ‬الخارج‭ ‬ليستمروا‭ ‬في‭ ‬حربهم‭ ‬على‭ ‬أهل‭ ‬البحرين‭ ‬،‭ ‬كفانا‭ ‬الله‭ ‬وكفى‭ ‬بلادنا‭ ‬شرهم‭" .‬


 
الشيخ عبد اللطيف المحمود
وبين‭ ‬المحمود‭: "‬نحن‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭ ‬وقد‭ ‬مررنا‭ ‬بفتنة‭ ‬أنقذنا‭ ‬الله‭ ‬من‭ ‬شرها‭ ‬لابد‭ ‬لنا‭ ‬وللمسؤولين‭ ‬منا‭ ‬كبرت‭ ‬مراتبهم‭ ‬أم‭ ‬صغرت‭ ‬أن‭ ‬نستشعر‭ ‬موارد‭ ‬الشر‭ ‬ونوافذ‭ ‬الفتن‭ ‬فنسدها‭ ‬ونردمها‭ "‬،‭ ‬متسائلا‭ "‬هل‭ ‬ستغنينا‭ ‬عن‭ ‬ذات‭ ‬المصير‭ ‬نصائح‭ ‬من‭ ‬أسميناهم‭ ‬الخبراء‭ ‬الأجانب‭ ‬خشية‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬وليس‭ ‬خشية‭ ‬من‭ ‬الله‭ ‬،‭ " ‬أتخشونهم؟‭ ‬فالله‭ ‬أحق‭ ‬أن‭ ‬لتخشوه‭ ‬إن‭ ‬كنتم‭ ‬مؤمنين‭ ".‬


إلى‭ ‬ذلك‭ ‬انتقد‭ ‬قاسم‭ ‬مواصلة‭ ‬التطهير‭ ‬الطائفي‭: " ‬وما‭ ‬بقي‭ ‬عند‭ ‬هذا‭ ‬الشعب‭ ‬تحمل‭ ‬أن‭ ‬يعاقب‭ ‬الألوف‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬الوطن‭ ‬بالتعطل‭ ‬والحرمان‭ ‬من‭ ‬الكسب‭ ‬الحلال‭ ‬وتحصيل‭ ‬اللقمة‭ ‬بشرف،‭ ‬وأن‭ ‬يجوع‭ ‬عشرات‭ ‬الألوف‭ ‬من‭ ‬نساء‭ ‬وأطفال‭ ‬وعجزة‭ ‬لمشاركة‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬أو‭ ‬اعتصام،‭ ‬وذلك‭ ‬ليحتل‭ ‬بعد‭ ‬فراغ‭ ‬مواقعهم‭ ‬في‭ ‬الوظائف‭ ‬والمراكز‭ ‬مستوردون‭ ‬من‭ ‬الخارج‭ ‬بأعلى‭ ‬الأجور‭ ‬من‭ ‬ثروة‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬المظلوم‭"‬،‭  ‬متابعا‭ "‬وما‭ ‬بقي‭ ‬عند‭ ‬هذا‭ ‬الشعب‭ ‬تحمل‭ ‬أن‭ ‬تفرغ‭ ‬كراسي‭ ‬الدراسة‭ ‬الجامعية‭ ‬من‭ ‬أبنائه‭ ‬وبناته‭ ‬ليخسروا‭ ‬مواهبهم‭ ‬الذهنية‭ ‬العالية،‭ ‬وتتشكل‭ ‬منهم‭ ‬طبقة‭ ‬متدنية‭ ‬الثقافة‭ ‬ضحلة‭ ‬المعرفة،‭ ‬ولا‭ ‬أن‭ ‬تُصادر‭ ‬حرية‭ ‬دينه،‭ ‬ويزاحم‭ ‬في‭ ‬مواقع‭ ‬عبادته،‭ ‬وينازع‭ ‬على‭ ‬أوقافه،‭ ‬ويعاقب‭ ‬على‭ ‬أداء‭ ‬شعائره،ويهزأ‭ ‬به‭ ‬ويندد،‭ ‬وتطاله‭ ‬ألسن‭ ‬السوء‭ ‬بالكلمة‭ ‬السخيفة‭".‬ 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus