رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين: اغتيال حرية التعبير في البحرين

2011-08-05 - 9:18 ص


المدون علي عبد الامام، حكم عليه غيابيا بالسجن 15 عاما!

جيم بوملحه*

ترجمة: مرآة البحرين 

إنه لأكثر من مؤثر أن تصادف صحفياً في المنفى، هرب لينقذ حياته تاركاً وراءه الأحبة، ليظهرفي بلد غريب تحت رحمة بيروقراطية إجراءات الهجرة الفظة. هذا هو ما حصل لمجموعة من الصحفيين البحرينيين الذين هربوا الى المملكة المتحدة، والذين سيبقون بدون أسماء. التقيتهم في لندن اليوم لأعرف اوضاع زملاء تركوهم وراءهم ولأعرف أخبار صراعهم للبقاء والاستقرار في المملكة المتحدة.
 
كان للصحفيين - حتى 15مارس- وظائف مميزة ومستقبل مضمون. ولكن بعد الاضطرابات التي أشعلت البحرين، تم استهداف الصحفيين والمصورين والمدونين من قبل قوات الأمن. اثنان منهم، وهما الناشر كريم فخراوي والمدون زكريا العشيري، توفيا أثناء الاعتقال.

وكثيرون آخرون تم اعتقالهم، بعضهم تم تعذيبهم، وأكثر من95 صحفياً تم تسريحهم من أعمالهم. بعض المصورين والصحافيان (عباس المرشد وعبدالله العلوي) ما يزالون قيد الاعتقال، متهمون بتهم غريبة حسب "قانون العقوبات" الذي يجيز محاسبة المواطنين والصحفيين بتهم  مثل "تحريض العامة على كراهية النظام". والحالة الوحيدة التي وصلت إلى الصفحات الأولى في الصحافة العالمية كانت قصة الصحفية نزيهة سعيد - مراسلة فرانس 24- التي ضربت بوحشية وعذبت أثناء التحقيق.
 
الصحفيون الذين قابلتهم اليوم كانوا يعانون من صدمة شديدة مما حدث لهم، وفي نفس الوقت خائفون على عوائلهم التي تركوها خلفهم وقلقون على مستقبلهم. في هذه اللحظة هم مشغولون بالحصول على اللجوء السياسي، وهو ليس أمرا سهلاً في بريطانيا اليوم.  لقد وجدوا أنفسهم في بيئة غريبة، مفرقون في أنحاء المملكة المتحدة وعليهم إعالة أنفسهم. مما يشكر له هو أن نقابة الصحفيين البريطانية NUG في المملكة المتحدة تحاول أن تقوي وضعهم القانوني وتقدم لهم النصح وتعرفهم بالصحفيين المتواجدين في المناطق التي يسكنونها حالياً.
 
قالت السلطات البحرينية في ردها على هذه الشكاوى إنها "محض خيال" وأنه لم يتم استهداف أحد. كان من المخجل أن العضو في اتحادنا - جمعية الصحفيين البحرينية - ساندت الحكومة عندما بررت لهم تسريح الصحفيين "لأنهم تغيبوا عن العمل لأكثر من عشرة أيام متتالية" وأنهم طبقوا قانون البلد ليس أكثر.
 
وفي محاولاتها اليائسة لتحويل الانتقاد عنها، قامت السلطات برفع قضية قضائية ضد روبرت فسك- الصحفي في الاندبندنت اللندنية - مدعية وجود مغالطات في تقاريره عن الأحداث. بالرغم من الاحتجاج الذي قدمه عضو الاتحاد في البحرين، قام الاتحاد الدولي للصحفيين بتقديم الدعم الكامل للصحفيين المُضطهدين.
 
قررت رئاسة الاتحاد كذلك عدم تجديد الاتفاق مع جمعية الصحفيين البحرينية لاستضافة فعالية "المبادرة الأخلاقية" التي تقام في المنطقة. تم كذلك تغيير فعالية مهمة "لتدريب المدربين على السلامة" كان مقرراً لها أن تقام في البحرين وتم نقلها إلى الرباط. ما زالت هناك فرصة للجمعية، ويجب علينا مواصلة محاولاتنا لإقناع الجمعية بالوقوف إلى جانب الصحفيين. على كل حال، يبقى هذا العمل مرهوناً بيد المكيال المزدوج للحكومات الغربية التي تصفق للثورات في مصر وتونس بينما تغلق عينيها عن القمع العنيف في البحرين.

الكثير من منظمات حرية الصحافة تتبع وهي مغمضة العينين نهج حكوماتها، وستكون تحيتها لربيع العرب خاوية إذا لم تساند هؤلاء الصحفيين البحرينيين الشجعان.   

*رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين، وعضو نقابة الصحفيين البريطانيين
 6يوليو2011  
اضغط هنا لمشاهدة المقالة الأصلية         

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus