مرآة البحرين تكشف خبايا مؤامرة استهداف الرياضيين

2011-07-20 - 2:40 م


من مسيرة الرياضيين الوطنية.. ويظهر سيد عدنان


مرآة البحرين (خاص):
كلما مضت الأيام، تتضح الصورة أكثر فأكثر عن بشاعة أساليب السلطة في التعامل مع شعبها، وتتساقط الأقنعة من على الوجوه التي كانت تعمل ليل نهار على تزوير الحقيقة بهدف توجيه الرأي العام المحلي والدولي لتصديق الرواية الرسمية التي تقول "إن ما يحدث في البحرين هو محاولة للانقلاب على النظام من قبل جماعات متآمرة مع دول أجنبية". تمكنت"مرآة البحرين" في خضم سعيها لنقل الحقيقة من أن تكشف عن جزء كبير من خبايا "المؤامرة" التي استهدفت الرياضيين المنضمين إلى قافلة الشعب المطالب بالحرية والمساواة والعدالة.

 الشيخ فواز بن محمد آل خليفة
هذه المؤامرة التي قادها رئيس هيئة شؤون الإعلام فواز بن محمد والعقيد بوزارة الداخلية خليفة بن أحمد ومدير القناة الرياضية عبدالعزيز الأشراف بالاشتراك، مع الصحافيين فيصل الشيخ وماجد سلطان وعبدالله بونوفل.

تفاصيل المؤامرة
الإعلام، كان الوسيلة التي اتخذت منها السلطات غطاء يبرر مجازره وتجاوزه حدود القانون والأعراف الدولية، لذلك كان المراقبون يدركون تماماً أن التصعيد من جانب تلفزيون البحرين ضد أي قطاع يعني بالضرورة أن هناك ثمة ما يحاك في الغرف المظلمة، ولعل الحملة المركزة على مسيرة الرياضيين جاءت لتكشف عن هذه الحقيقة، فقد ركزت القناة الرياضية بشكل مفرط عبر برنامج "سوالف رياضية" الذي يقدمه المذيع فايز السادة على هذه المسيرة التي انطلقت من معقل الاحتجاجات الشعبية بدوار اللؤلؤة بعد ثلاثة أيام تقريبا من "الضربة الوحشية المباغتة" التي قامت بها قوات الأمن لجموع المعتصمين في دوار اللؤلؤة.

وللعلم فإن مسيرة الرياضيين خرجت بعد تصريح ولي العهد الذي شدد فيه على شرعية الاعتصام والتعبير عن
 العقيد خليفة بن أحمد
الرأي في الدوار، فتداعت إثر ذلك جموع من القطاع الرياضي لتلبية دعوة أطلقتها شخصيات لم تكشف عن نفسها للانخراط في مسيرة للرياضيين تندد بالضربة الأمنية الغادرة في الساعات الأولى من فجر 17 فبراير الماضي والتي راح ضحيتها 4 شهداء، وهو ما اعتبر افتتاحية لانطلاق مسيرات مشابهة لبقية القطاعات، كالمهندسين والمعلمين والأطباء وغيرها من المهن والقطاعات.

المسيرات طافت دوار اللؤلؤة بين جموح المحتجين الغاضبين على غدر السلطات بالمعتصمين النائمين، وكانت الأمور تسير على هذا النحو بشكل طبيعي، إلا أن دخول القوات السعودية والإماراتية إلى البحرين وإعلان حالة السلامة الوطنية في 15 مارس، جعل من الأمور مختلفة كلياً، فقد بث بعدها تلفزيون البحرين سمومه بشكل ممنهج لاستهداف المحتجين، فبدأت تحاك خيوط "المؤامرة الخبيثة" التي قادها فواز بن محمد بمعاونة خليفة بن أحمد وعبدالعزيز الأشراف للإيقاع بالرياضيين المشاركين في المسيرات خصوصاً وأن مصالحهم الشخصية تلاقت مع مصالح السلطة الراغبة في الانتقام من شعبها الثائر ضد الظلم والاضطهاد.



 
ماجد سلطان
أسلوب المؤامرة
أما أسلوب المؤامرة فكان يعتمد على طريقة تزويد القناة الرياضية بصور استخباراتية تظهر الرياضيين المشاركين في المسيرة، وبعدها الاستعانة بخدمات "أبواق السلطة" لتشويه الأهداف السامية التي تحرك بموجبها الرياضيين، فلم يكن هناك أفضل من الصحافيين فيصل الشيخ وماجد سلطان وعبدالله بونوفل، ليلعبوا هذا الدور كونهم منسجمين تماماً مع توجهات الحكومة في كل خطواتها السيئة والجيدة على حد سواء.

المؤامرة، اعتمدت على ثلاثة عناصر رئيسية، أولها رغبة فواز بن محمد في الانتقام من أعدائه وتدمير القطاع الرياضي الذي أُقصي عنه مكرها، بعدما كان رئيساً للمؤسسة العامة والشباب والرياضة، إثر خلافٍ طويل مع سلمان بن إبراهيم الذي تبوّأ بعد هذا الإقصاء منصب الأمين العام للمجلس الأعلى للشباب والرياضة، ونائب رئيس اللجنة الأولمبية إضافة إلى منصبه كرئيس لاتحاد الكرة، فيما نقل فواز إلى رئاسة هيئة شؤون الإعلام، وكان لافتا استغلال هذا الأخير منصبه الجديد حتى قبل انطلاق حركة الاحتجاجات في 14 فبراير، لشن حملات انتقاد واسعة تستهدف القطاع الرياضي وخصوصا اتحاد الكرة من أجل التأكيد على أن الرياضة دونه أصبحت هالكة.

العنصر الثاني في المؤامرة تمثل في الاستفادة من اهتمام العقيد خليفة بن أحمد بالشأن الرياضي، كونه عضوا سابقاً بنادي الرفاع، وبالتالي توجيه خدماته من خلال منصبه بوزارة الداخلية لتزويد القناة الرياضية بالمعلومات والصور الكافية، لتوريط أكبر قدرٍ ممكن من الرياضيين وزجهم بعد تهيئة الغطاء الإعلامي في السجون، وهو ما سيرفع من شأنه أمام أرباب عمله وأقربائه في الأسرة الحاكمة، نظير دوره في الحملة القمعية التي استهدفت أبناء الشعب ممن رفضوا العبودية.

واللافت هنا أن خليفة بن أحمد الذي يشرف على أمن المنطقة الجنوبية كان يمسك بملف الرياضيين، فهو استدعى رياضيين للتحقيق في مركز شرطة الرفاع وقد شاهدوا الصور ذاتها التي تم عرضها في التلفزيون، كما أن خليفة بن أحمد شارك في مداخلات عبر برنامج سوالف رياضية، أثناء تناوله قضية مشاركة الرياضيين في المسيرات والاحتجاجات، وقد تحدث على الهواء مباشرة بنبرة مليئة بالصرامة أكد من خلالها تصديه بقوة وحزم لكل من شارك في هذه المسيرات، وبالفعل لم يكذب الرجل، فقد حدث في مركز الرفاع ما تحدث عنه حرفيا، وقد حصلت مرآة البحرين على صورة كافية عن الطريقة التي تعامل بها مع الرياضيين أثناء اعتقالهم والتحقيق معهم سيتم عرضها لاحقا.

 
عبد العزيز الأشراف
تنسيق المؤامرة
العنصر الثالث، تمثل في التنسيق، وهو الدور الذي لعبه مدير القناة الرياضية عبدالعزيز الأشراف، حيث كان حلقة الوصل بين فواز بن محمد وخليفة بن أحمد، إضافة لاختياره ضيوف الأستوديو والشخصيات المطلوب تداخلها في البرنامج، إلى درجة أنه كان يبتز اللاعبين والإداريين في الأندية والاتحادات بعرض صورهم في حال عدم مشاركتهم في مداخلات على الهواء بهدف إحراجهم وتهديدهم بما قد ينتظرهم جراء ذلك، ولم يكن خافياً على أحد أن كل من تعرض صوره في تلفزيون البحرين، يسجن ويُقال من عمله، ويوقف عن مزاولة الرياضة.

أما العناصر المساعدة لسير هذه المؤامرة بالشكل المطلوب، فقد تكفل بها الصحافيون فيصل الشيخ وماجد سلطان وعبدالله بونوفل، إذ عملوا على تشويه صورة المشاركين في مسيرة الرياضيين، والأكثر من ذلك أنهم استخدموا الكثير من الكذب في اتهاماتهم للنجوم الرياضيين من أمثال علاء حبيل ومحمد سيد عدنان أثناء عرض صورهم وتداخلهم في البرنامج، واتهموهم بالمشاركة في احتجاجات كانت تسعى لإسقاط النظام، مبررين اتهاماتهم بالشعار الموضوع على المنصبة بدوار اللؤلؤة والذي لم يضعه المنظمون آنذاك بعد، لكن التلاعب بالصور الذي قام به عبدالعزيز الأشراف والربكة التي حدثت أثناء البرنامج ضيعت الحقيقة على المتابعين.

الأشراف يتحمل أيضاً، جرماً مضاعفاً في هذه المؤامرة، لأنه قام باستهداف الصحافي فيصل هيات بوضع صورته في مسيرة الإعلاميين مع صورة مسيرة الرياضيين، وإثر ذلك اقتيد الأخير إلى المعتقل ليقبع في السجن أكثر من ثلاثة أشهر، علما أن الأشراف لا يتمتع بعلاقة جيدة مع هيات، فقد دارت بينهما قضية في أروقة النيابة العامة، بسبب آراء صحافية كتبها هيات وذكرها على فضائيات خليجية كانت محملة بالنقد اللاذع للأشراف، أيام كان مديراً للمنتخب الوطني لكرة القدم.

أمرٌ آخر يؤكد حجم الجرم الذي اقترفه الأشراف في استهداف الرياضيين، فقد انتشر مؤخراً مسج عبر خدمة "البلاكبيري" يوجه فيه اللاعب محمد سيد عدنان دعوة نصها :"أبغيك توصل إلى عبدالعزيز الأشراف هالكلام قول ليه يقول لك محمد السيد عدنان مثل ما تغرب هو ويا ولده اللي اتحرم من شوفه اجداده الله يراويك في أعز ما عندك".
 
مفاجآت المؤامرة
مرآة البحرين اتصلت بشخص مقرب من سيد عدنان، لتستوضح مغزى هذا الرسالة، فأكد لنا أن (الأشراف) كان سبب هجرة سيد عدنان للعب في استراليا، وهو يخوض حاليا تجربة احترافية مع نادي بريسبان روار بطل الدولي الاسترالي، قبل أن يضيف بأن سيد عدنان ذهب شخصيا لطلب فرصة الاحتراف في استراليا خوفاً من استدعائه للتحقيق بسبب مشاركته في مسيرة الرياضيين والتي قامت القناة الرياضية بعرضها ومحاكمته على الهواء مباشرة من قبل ضيوف البرنامج، الشيخ وسلطان وبونوفل، حيث أحرجوا بادعاءاتهم اللاعب الدولي الذي قضى 6 مواسم احترافية في نادي الخور القطري، وأنهى عقده مؤخراً تحت ذريعة إصابة تعرض لها منتصف الموسم الماضي.
 
لكن أكبر المفاجآت التي حصلت عليها مرآة البحرين أثناء بحثها عن خفايا المؤامرة الخبيثة التي استهدفت الرياضيين، هي الشهادات التي أدلى بها كل من فيصل الشيخ وعبدالله بونوفل في إفادات مسجلة لدى وزارة الداخلية ضد عدد من الرياضيين المشاركين في الاحتجاجات، إذ كشف مصدر عن وجود معلومات مؤكدة باستدعاء الشيخ وبونوفل للإدلاء بشهاداتهم عن وجود رياضيين مشاركين فيما تسميه السلطات بالتجمهر غير المرخص والحض على كراهية النظام.              

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus