» تقارير
حد الجد وحد التفاهة: آيات القرمزي أم شاعر شتّام!
2011-07-14 - 8:46 ص
الاستقبال الشعبي لآيات القرمزي
مرآة البحرين (خاص): الفرق بين حد الجد وحد التفاهة، هو تماماً الفرق بين آيات القرمزي وشاعر شتّام وقف يهجو طائفة من البحرينيين في أمسية بالبسيتين. ماذا قالت، وقال؟ لم تعد سراً قصيدة آيات. ليست قصيدة عظيمة كما أنها ليست أعجاز آيات. لم تدّعِ هي أو أحد ذلك. قصيدة بالغة البساطة، كتبت بلغة الناس العادية. حوار "دايالوغ"، ليس كمثل ذاك الدائرة جلساته اليوم على مقربة من "الفاتح" في "عيسى الثقافي"، حيث من لا يملكون يحاورون أنفسهم، إنما "دايالوغ" يتناوب على المحاجّة فيه رمزان للقوة المطلقة.
وإذا حصل أن كان أحدهما إبليس، وكان الآخر "الحاكم" أو "رئيس الوزراء"، فذلك من قبيل التأشير على منشأ العصب الضار، واجب الإصلاح من العطل. لم تجامل أحداً، جلية وواضحة، كانت. أعادت آيات الطرق على أصل الداء عبر تتبع بدايات منشئه. وقد وجدته هناك في الزاوية المهملة التي يتم المداورة عليها خشيةً: حاكم ومحكوم ونقطة!
كانت تستطيع أن تلغو كما تلغو تقارير ديوان الرقابة أو أي من الكتبة التافهين. تشير إلى أصل كل خلل "ذيلي" صغير، وتنسى "رأس الحية".
لكنها لم تفعل ذلك، جريئة كانت، مغامرة، وقد عوقبت لذلك. وفي "الدايالوغ" هذا الذي امتد طولاً على مقاطع خمسة، ارتصفت كل أحلام الناس البسطاء وآلامهم: خديعة الحكم لهم "علّمتني يا عضيدي شلون اتنكر إليهم"، التجنيس الذي يناصفهم الثروة المحدودة أصلاً "بعدي ما جنّست باقي ربعي وأهلي ونساهم"، وحدة مكونات المجتمع البحريني "سنة شيعة اخوان ما في تفرقة الله رعاهم"، وقصة شعب يكافح بسلميته ضد الظلم "نحن شعبٌ يهدم الظلم بسلمٍ من أساسه".
في المقابل، تبلغ التفاهة المنتهى مع شاعر "مغوار" ، حظه من البلاغة يكمن في رصف الكم الأكبر من البذاءات. صغيراً بدا، بل ضئيلاً، وهو يستبسل بمخيال الجنرال "الفاتح" استباحة طائفة من البحرينيين بالشتم والوضاعات "يا شيعة البحرين يا عصافير يا اهل الحمير وكل الزرايب". وإذ كان قد تناوب هناك في قصيدة آيات، صوتان داخليان يديران معاً حوارية من منهما أشد فتكاً بالناس من الآخر، إبليس أم الحاكم، سينطفيء ها هنا لدى شاعر حفلة "نحن الأمة" كل أثر لحوار. لنكون وجهاً لوجه أمام صوت أحادي مشبع بالكراهية والعنف الحيواني: "تعزير بن سلمان" و"تكسير بن قاسم ضلع ضلع ولو كنت شايب".
لا مقارنة بين آيات وشاعر شتام. وإذا صدف أن ارتقى كل منهما منصة فلأجل أن نعرف أين يقع حد الجد "إذا جدّ" وأين تقع التفاهة "إذا هزلت". ذلك أنه بضدها تعرف الأشياء!