المشير.. ذكرى الوحش في بريطانيا الخضراء

2011-07-14 - 8:05 ص

المشير في إحدى باحات كلية سانت هيرست العسكرية


مرآة البحرين (خاص): أسوة بمن سبقوه، وكما تقف شجرة الزينة يقف الحاكم العسكري للبحرين المشير الركن القائد العام لقوة دفاع البحرين خليفة بن أحمد آل خليفة على الأراضي البريطانية ليلتقط صورة تذكارية أثناء دراسته العلوم العسكرية في كلية سانت هيرست العسكرية بالمملكة المتحدة. لا بندقية بيده، ولا أغصان او أوراق شجر تغطي خوذته كما تظهر صور الأخرين من المنتمين للأسرة الحاكمة.

القاسم المشترك بين مجموعة صور الخريجين من سانت هيرست العسكرية هو أنها كانت في أحراش الغابات البريطانية ما خلا المشير الركن بالطبع، ولعل بيئة الصحراء وعقلية التصحر وحدها من كانت العائق في أن يرى المشير كامل التراب البريطاني الأخضر فضاء أنيقاً لالتقاط صورته التذكارية.

اختار فتى الصحراء - الذي اراد أن يختم حياته العسكرية بمجزرة في أبناء بلده – أفقر وأكثر الأراضي البريطانية تعاسة لالتقاط صورته، ولأن خياراته الخاطئة استمرت معه لاحقاً، اختار المشير الخائب أبناء بلده ليستعرض على رجالهم العزل ونساءهم وأطفالهم رجولته وفنون القتال التي ضمرت حد الإخصاء حين غزا صدام حسين الكويت وحين كانت صواريخه تقصف البحرين وما جاورها. في ذلك التوقيت بالذات لم نسمع عن المشير، ولم نرَ له تصريحاً، ولم يخرج أحد ليتلو علينا البيان الأول!

لماذا اختار المشير هذه الخلفية الفارغة، البائسة؟ هل ثمة ما يستحق التصوير خلف وقوفه الكلاسيكي المضغوط؟ لا شيء. هي البلادة وسوء التقدير أولاً وأخيراً، وهي قبل ذلك، طبيعة الفراغ والعجز والبلادة والمهارة الخاصة في صناعة الذكريات الموحشة والمتوحشة، هناك حيث يرى المشير مكاناً آمنا للحياة أو لالتقاط صور الذكرى، حيث يستريح المشير، وحيث سينتهي! 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus