رويترز: اجتماعات بين مسؤلين سعوديين وقطريين أخرست "الجزيرة" عن الربيع البحريني!

2011-07-13 - 12:32 م

 



أندرو هاموند (رويترز):

 

عملت المملكة العربية السعودية  على الحد من تداعيات الحركات المطالبة بالديمقراطية في العالم العربي  لكنها تنتظر لترى كيف ستتطور الأحداث في أماكن مثل سوريا واليمن  خشية أن يكون هناك مبالغة في تقدير المواقف. وعملت الأسرة السعودية الحاكمة بعد أن رأت هذا العام الانهيار  المفاجئ للحكام في مصر وتونس على تنسيق تحركات دول الخليج العربية  لمنع وصول الاضطرابات إلى منطقة الخليج.

وفي مارس/ آذار الماضي أرسلت قوات سعودية وإماراتية وكويتية إلى  البحرين للمساعدة في إخماد احتجاجات هددت بإجبار الأسرة الحاكمة في البحرين على تنفيذ تغييرات ديمقراطية. وقدمت دول الخليج أموالا لسلطنة عمان وللبحرين لزيادة الإنفاق لتحسين الأوضاع الاجتماعية في البلدين. وخففت قناة الجزيرة القطرية نبرة تغطيتها الانتقادية للأوضاع الخليجية بعد اجتماعات بين مسؤولين سعوديين وقطريين.

وكانت الرياض المحرك الرئيسي لاقتراح مجلس التعاون الخليجي لتوثيق العلاقات مع الأردن والمغرب في محاولة على ما يبدو لتعزيز الأسر  الحاكمة الأخرى في العالم العربي. وقال مسؤول سعودي إن الأردن حصل  على 400 مليون دولار الشهر الماضي. كذلك قامت الرياض بوساطة في مارس/ آذار وأبريل/ نيسان الماضيين  للتوصل إلى اتفاق للسلام في اليمن - وهو دولة مختلفة من حيث الحجم والتركيب الاجتماعي عن بقية دول مجلس التعاون الخليجي- اقترح تنحي الرئيس علي عبد الله صالح خلال شهر من تشكيل حكومة.

لكن بعد فورة التدخلات هذه هدأت الدبلوماسية السعودية إلى حد  كبير لاسيما على جبهتي اليمن وسوريا حيث يوجد للرياض مصالح كبيرة.  والتزمت الرياض الصمت إزاء ما يحدث في ليبيا وهو مصدر قلق أبعد  بالنسبة لها. ويشير محللون ودبلوماسيون إلى خلافات بين كبار الأمراء والمسؤولين  السعوديين حول ما إذا كان يتعين على السعودية اتخاذ مقعد خلفي أو  التدخل بقوة أكبر لمنع التغييرات الديمقراطية أو لدعمها في بعض  الحالات.

وقال تركي الرشيد وهو كاتب سعودي يدير المنتدى الإلكتروني الموسوم "السعودية تحت المجهر" إن "أفكار زعماء المملكة بشأن كيفية التعامل مع الحركات نفدت في ظل الخلافات الداخلية وفي ضوء لامبالاة كبار الأمراء  الذين يدلون بتصريحات مختلفة". وقال الرشيد لقد هدأوا لأنهم جربوا شيئا وفشل.


البحرين لا  تزال تغلي

الورقة الوحيدة الآن هي دفع المليارات للأمريكيين مقابل  ما يحصلون عليه من سلاح في إشارة إلى تقارير أفادت أن مشتريات السلاح  من الولايات المتحدة سترتفع إلى 90 مليار دولار من 60 مليار دولار. وبدأت اسرة آل خليفة الحاكمة حوارا وطنيا في البحرين لكن  الاحتجاجات استمرت في الأحياء التي تسكنها الأغلبية الشيعية في البلاد التي هيمنت على الحركة الاحتجاجية. واشتعلت المظاهرات من جديد في  سلطنة عمان الأسبوع الماضي. وشهدت السعودية عددا صغيرا من الاحتجاجات في المناطق الشيعية في  منطقتها الشرقية. وساعدت التحذيرات الحكومية الصارمة والوعود  بالانفاق الاجتماعي الضخم في الحد من انطلاق الحركة الاحتجاجية على  الأراضي السعودية.

وقال الرشيد لا توجد سياسة سعودية واحدة. كل قضية تعالج من  وجهة نظر مختلفة وكلهم (كبار الأمراء) طاعنون في السن ومرضى. وكثيرا ما قال دبلوماسيون في الرياض إن المبادرات السياسية  السعودية غالبا ما تكون ميتة خلال عطلة الصيف الطويلة.

وأشار معلق سعودي لم يرغب في أن يذكر اسمه إلى وجود انقسام فيما يتعلق بكيفية المضي قدما بشأن اليمن. فالأمير نايف بن عبد العزيز  وزير الداخلية يؤيد صالح بينما الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي  العهد ووزير الدفاع يفضل بدائل من العشائر التي تمولها المملكة. ومع هذا غادر الأمير سلطان وهو في الثمانينات من العمر المملكة  الشهر الماضي للعلاج في نيويورك كذلك سافر الأمير نايف وهو في  السبعينات إلى الخارج للراحة والاستجمام.

ويقضي صالح فترة نقاهة في مستشفى بالرياض منذ أوائل يونيو/ حزيران الماضي عندما أصيب بحروق خطيرة في محاولة لاغتياله على ما يبدو. وانفجرت قنبلة في مسجد بمجمع قصر الرئاسة بينما كان يؤدي هو ومسؤولون يمنيون صلاة الجمعة.


يفضلون الرئيس اليمني

لكن الرياض لم تبذل جهدا واضحا لفرض مبادرة مجلس التعاون  الخليجي التي يقول دبلوماسيون عرب وغربيون إنها اقتراحا سعوديا من  البداية. وقال غانم نسيبة وهو محلل في "بوليتيكال كابيتال" في لندن "إن  الأسرة السعودية الحاكمة كانت تفضل في البداية بقاء الرئيس اليمني في  السلطة لكن هذا التفضيل تراجع لصالح دعم الشيخ حميد الأحمر (44  عاما) وهو رجل أعمال له صلات وثيقة مع المسؤولين الأمريكيين.

والحل الأمثل للسعودية هو بقاء نظام الحكم العائلي الذي يتبعه صالح والذي تجري موازنته بقوى عشائرية مدعومة من السعودية. وهذا تحديدا هو ما يريد تجنبه النشطاء المؤيدون للديمقراطية الذين خرجوا  إلى شوارع صنعاء في يناير كانون الثاني.

 ولكن القتال اندلع في مايو أيار الماضي بين رجال صادق الأحمر زعيم اتحاد قبائل حاشد والقوات الحكومية الموالية لصالح الذي يرأس  جيشه وجهازه الأمني رجال من عائلته الأوسع. وأربك هذا القتال محاولات  سعودية لإحداث تغيير شكلي في هذه المرحلة.

وقال نسيبة إن "الرياض التي تستضيف صالح تدرس في الوقت الحالي الخيارات المتاحة لديها بشأن من يستطيع أن يكون الرجل القوي الأكثر  تأثيرا بين رجال العشائر التي مولتها السعودية على مدى 33 عاما من  حكم صالح". ولكنه تابع قائلا إنه "حتى الشخصيات العشائرية المقربة من الرياض أبدت استياءها من التقاعس السعودي".

وقال "ينظرون إلى رد الفعل السعودي منذ البداية". وتابع "في البداية كانوا (السعوديون) يؤيدون صالح ثم نقلوا صالح إلى الرياض لكنهم ما زالوا يسمحون له أن يكون رأس النظام الحالي رغم أنه لا يحكم بشخصه".

السعوديون لا يريدون الإطاحة بالأسد


العلاقات السعودية مع سوريا متوترة منذ اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري عام 2005 الذي يحمل الجنسية السعودية وكان وسيطا للسياسة السعودية في لبنان حيث تتمتع إيران بنفوذ من  خلال حزب الله الشيعي.

وتتهم الرياض الرئيس السوري بشار الأسد بمساعدة إيران على توسيع نفوذها في البلدان العربية وخصوصا بالتحالف مع حزب الله. ولكن بينما تركز قناة الجزيرة القطرية وقناة العربية السعودية بشدة على جهود دمشق لسحق الاحتجاجات لم تظهر مبادرات دبلوماسية لحل الصراع في الوقت الذي تزعمت فيه فرنسا وتركيا  والولايات المتحدة رد الفعل الدولي على الاضطرابات في سوريا. ويقول بعض السعوديين إن هذا ليس بسبب أن المجموعة الحاكمة التي  تضم العاهل السعودي الملك عبد الله والأمير نايف والأمير سلطان وعددا قليلا من كبار الأمراء لا يريدون أن يروا الإطاحة بالأسد. وقال المعلق السعودي الذي طلب عدم الكشف عن هويته بالنسبة  لليبيا وسوريا فإنني واثق من أن "الحكومة تريد أن ترى سقوط هذين الزعيمين ولكن حين يحين وقتهما وبدون التدخل|.

وأضاف من الطبيعي أن ترى السعودية، ولكونها مملكة، أي تغير  مفاجئ في السلطة يحدث في الشرق الأوسط الآن خطرا قد يكون معديا في لحظة  ما.


13يوليو/ تموز  2001


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus