فايننشال تايمز: الاستقطاب الطائفي يهدد الربيع العربي

2011-07-12 - 1:58 م

المحمود وسلمان في لقاء سبق الهجوم الأخير على الدوار (أرشيف)


رولا خلف - فايننشال تايمز:
ترجمة: مرآة البحرين


السياسي السني البارز عبد اللطيف المحمود لايجد شيئاً غير طبيعي في واقع أن الشيعة يمثلون الأغلبية في البلاد ونادراً مايتم توظيفهم في الأجهزة الأمنية. فولاؤهم مشكوك فيه، ويقول أيضا إنه "بعد انتفاضة هذا العام يجب الثقة بهم أقل من ذلك".

للأسف، أصبح هذا الخطاب أكثر وضوحا في البحرين في ظل الاستقطاب الطائفي الذي ينذر بالخطر بعد انتفاضة الشيعة التي قام النظام السني بسحقها، بمساعدة حلفاء من السنة من منطقة الخليج.

وفي حين تواجه البحرين ضغوطاً دولية مستمرة للسير في الديمقراطية ووضع حد للتمييز ضد الشيعة، فإن مثل هذه الأصوات كصوت المحمود الذي يترأس ائتلافاً من الأحزاب السنية، سوف يقوم بمقاومة ذلك.

ولكن  بعيداً عن البحرين، تظهر كثافة الشبهات العرقية والدينية كأكبر خطر يواجه الربيع العربي. إن اصطدام الثورات الشعبية مع التوترات العرقية والدينية يسيئ إلى قضية الحريات التي يتبناها الشباب مما يجعلها لعبة في أيدي الحكومات.

لنأخذ سوريا على سبيل المثال، حيث قام نظام الأقلية العلوية لبشار الأسد باتهام الإسلاميين المتشددين السنة بقيادة التحدي ضد النظام، وبالتالي حاول توطيد دعم الأقليات. وساهم الخوف من حرب أهلية على النمط العراقي في سوريا في صمت عربي والحرج عن أعمال العنف التي قد يرتكبها النظام. وكثير من المسؤولين الغربيين يترددون أيضاً في احتضان الانتفاضة في سوريا، ويصرون على أن المجتمع في سوريا متعدد ومعقد جدا من الناحية العرقية، ما يجعل من الصعب إيجاد نظام مستقر بعد الأسد.

حتى في مصر ما بعد الثورة، وجدنا ارتفاعاً في حدة التوترات الدينية على السطح بعد وقت قصير من الإطاحة بنظام حسني مبارك، كما اندلعت  أيضاً اشتباكات بين السلفيين والمسيحيين.

لقد أفسدت آفة الطائفية الشرق الأوسط طويلاً، دمرت لبنان في حرب أهلية لمدة 15 عاما بين أحزاب مسيحية ومسلمة مابين 1970 و 198، ودمرت العراق في أعقاب الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003.

منذ اندلاع الصراع الأهلي في العراق، الذي حرض المجموعات السنية المتطرفه ضد الطائفة الشيعية المتمكنة، توسعت الهوة بين الطائفتين إلى خارج حدود البلاد، وتمت تغذيتها بالتنافس السياسي بين إيران المتنامية النفوذ والقوى السنية في المنطقة، بقيادة المملكة العربية السعودية.

اليوم، في ظل المشاعر المناهضة للشيعة في البحرين يبدو أن هناك حالة من عدم الثقة الدينية عميقة الجذور، وتتفاقم بسبب الأزمة الإيرانية العربية. العائلة المالكة في المنامة ومؤيدوها في الرياض يرون أن طهران كانت وراء انتفاضة الشيعة، وهو ادعاء  تم نفيه من قبل المسؤولين الغربيين الذين يشيرون إلى أن إيران تحاول استغلال التمرد ولكن ليس لديها يد في إشعاله.

المحمود يقول إن "الشيعة في البحرين يتبعون مراجع دينية خارج البلاد" في إشارة إى علماء الدين الشيعة "المراجع" في النجف في العراق ومدينة قم الإيرانية. ويصر على أن السلطات الدينية تعمل كمرشدين روحيين وسياسين على حد سواء. ويضيف "الاستقطاب الطائفي يجعل الناس يفكرون مرتين في الديمقراطية" موضحاً "الديمقراطية بحاجة إلى جو طبيعي حيث الدين لايتدخل في السياسة".

وعند الإشارة له بأنه، أي المحمود، هو أيضا رجل دين متورط بشدة في السياسة، صمت قليلا ثم قال "إنني شيخ وسياسي أيضاً".

ووفقا لأمين عام جمعية الوفاق الشيعية الشيخ علي سلمان، فإن بعض البحرينين يقلدون آية الله علي خامنئي الإيراني في مسائل الإرشاد الديني، ولكن العديد منهم يقلدون العراقي آية الله علي السيستاني، حيث يعبر السيستاني عن النهج الأهدأ في الإسلام الشيعي الذي يؤمن بالبقاء بعيدا عن السياسة.

ولأن كلا من الأحزاب السنية والشيعية هي أحزاب إسلامية، فإن علي سلمان هو أيضا شيخ. يقول "إن السياسيين السنة يقومون بتقديم أعذار لتبرير التمييز". يضيف "القضية بين السنة و الشيعة في البحرين ليست جديدة ولكن من الذي فاقمها؟ إنها الحكومة التي تقوم بوضع غير البحرينين من السنة في قوات الأمن، وتمنحهم المناصب والوظائف السفراء في الحكومة".

ويعتبر سلمان أن  التعذر بالولاء إلى مراجع دينية خارجية بأنها "كذبه"، ويقول "الأحزاب الشيعية تطالب بنظام ملكي دستوري، وليس دولة إسلامية".

11  يوليو/ تموز 2011


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus