المعارضة تخرق "بدهيات" الخطاب السياسي وحيرة في الموالاة!

2011-07-12 - 12:59 م

 




 

مرآة البحرين (خاص): نجحت المعارضة في إحداث خرق في سقف الخطاب السياسي في خصوص الموقف من "الحكومة المنتخبة". لم يكن الحكم، ومن ورائه فريق الموالاة، يتصور، حتى في الحلم، أن تواصل المعارضة طرق هذا الموضوع بقوة بعد سحق دوار اللؤلؤة مركز الحركة الاحتجاية إلى 14 فبراير/ شباط، ودخول قوات درع الجزيرة.
   
فلتسقط الحكومة
ملصق لمسيرة المعارضة في 14 مارس 2011


كان المنتظر هو، ولعل هناك من أخذته نشوة اللحظة وتوقع ذلك فعلاً، هو الظفر باستسلام كامل من المعارضة مع رؤية الدبابات الخليجية تتقدم في الشوارع رافعة علامات النصر، وتشارك مع من شارك من المفارز العسكرية في محاصرة مستشفى السلمانية وبقية الساحات الأخرى التي شكلت مواقع للنشاط الاحتجاجي.
حتى أن البعض في الفريق الموالي راح ساخراً مع رؤية أمين عام "الوفاق" الشيخ علي سلمان يكرر في أول مهرجان نظمته جمعيته في سار بعد رفع قانون السلامة الوطنية "مطلب الحكومة المنتخبة".


غير أن هذا الموقف الذي كان يستعاد في "حفلات الزار"  البذيئة، كطرفة أو "نكتة" للتندر، قد غدا فجأة هو الموقف الجدي اليوم.

فحين أراد عادل علي عبدالله مستشار تجمع الوحدة الوطنية "الاستراتيجي"، والمتأثر بأهاجي المنجم نوسترداموس وأحاجيه، أن يزف لجمهور "الفاتح" المتحمس  الخبر "القنبلة" الذي "سيكون مفاجئاً للملف السياسي" -  حسب تعبير "المستشار"! - لم يكن الخبر سوى رؤية التجمع في "قضية تشكيل الحكومة".

وحين أرادت جمعيتا الأصالة والمنبر أن تضيفا على مرئياتهما، فيما يدعى "حوار" التوافق الوطني، "نكهة" إصلاحية تواكب ما غدا "يشم" من تحت الطاولة أن الحكم يسير في اتجاهه، لم تجدا غير التعبيرات المستلة من قاموس المعارضة: "تشكيل الحكومة وفقاً للإرادة الشعبية"، الملف ذاته الذي سوقت له المعارضة ووضعته على رأس أجندتها، رافضة شطبه من خطابها تحت برغم الضربة الأمنية الساحقة.

لكن الصحيح، أن هذه "الصحوة" بإزاء موضوع "تشكيل الحكومة وفقاً للإرادة الشعبية"، الذي لم يكن حتى وقت قريب مدرجاً حتى على مستوى عشرة الأجندة الأولى في خطاب الموالاة، لم تأت بقصد اللقاء مع المعارضة في أحد "مفارق" العملية السياسية. إنما استشعار منها ب"الفرق" بين أمس واليوم، وأن الموجة الآتية كبيرة بل عاتية.

نصب اللؤلؤة غداة تجمع كرانة
 

وهي التقطت، إن لم يكن بتوجيه من الحكم، وهذه أحسن الأحوال، فبالتسريبات التي تصلها من خلال أجنحة مختلفة في داخله، وهذا أسوأ شيء يمكن أن تقابل به بعد وقفتها معه! التقطت مغازي الكلمات التي يبثها بوضوح القيادي في "الوفاق" خليل المرزوق في الفضائيات فيما خص "الحكومة المنتخبة".
 
مطالبنا وطنية... حكومة منتخبة
ملصق الدعوة لتجمع كرانة في 8 يوليو 2011


كما التقطت أيضاً ما يصلها عن مسار الضغط الغربي الذي يقوده الأميركان والأروربيون الذين باتت لديهم قناعة أن أي استقرار في البحرين لم يعد ممكناً ما لم يصار إلى إدخال تعديلات على آليات تشكيل الحكومة، تضع بعين الاعتبار رأي الإرادة الشعبية، ممثلة في البرلمان تحديداً.

وهذا يفسر مسارعة فريق الموالاة، بأجنحتها المختلفة، إلى الدخول على خط "تشكيل الحكومة" وادعاء امتلاك أطروحات بهذا الصدد. إلا أن جميع ما طرح حتى الآن، خصوصاً ما جاء في بعض أدبيات تجمع الوحدة الوطنية، قد تميز بالإرباك وعدم إدراك لمتغيرات اللحظة.

بدورها، بدت "الوفاق"، ومن ورائها الجمعيات الست المعارضة، واثقة من إحداث "خرق" جدي في مساعيها بهذا الصدد. وهي عادت أمس، من بعد ضمانها تثبيت قضية "تشكيل الحكومة" كمفردة عادية في الخطاب السياسي، ينبغي التعامل معها من دون توجس أو خشية، كي تطرح رؤيتها المتكاملة بهذا الشأن.

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus