حصاد الاعتقالات والمداهمات 2013: وراء كل إعلان عن فعالية كبرى، اعتقالات كبرى، ومطاردون يتخطفهم الموت

2014-01-28 - 11:31 م

مرآة البحرين (حصاد الساحات): لا تتوقف حملات الاعتقال والمداهمات التي تشنها السلطة على الناشطين طوال العام، لكنها تصل ذروتها، كلما اقترب موعد حدث أو فعالية احتجاجية كبرى تخشاها السلطة. يستعِر النظام في حملة استباقية من أجل لجم الحراك قبل موعده، وعادة ما يرفقها بالإعلان عن حوادث تفجيرات مفتعلة، أو ضبط مستودعات أسلحة وخلايا إرهابية، كل ذلك من أجل قلب طاولة الرأي العام العالمي لصالحه.

في 2013 بلغت الاعتقالات ذروتها في شهر أبريل؛ حيث الموعد السنوي لإقامة سباق الفورملا 1، كما استَعَرت أيضًا في شهري يوليو- أغسطس مباشرة، بعد تحديد موعد فعالية تمرد في 14 أغسطس، الموافق لتاريخ استقلال البحرينالمغمغم عليه من قبل السلطة، وكان استعارها الأخير في ديسمبر؛ حيث الإعلان عن فعاليات احتجاجية في ذكرى عيد جلوس الملك، الموافق 16-17 ديسمبر. 

أما حالات الاعتقال والانتهاك فتلك قصص أخرى، بعضها مضحك مبك لفرط غرابتها. في هذا التقرير سنعرض نماذج فقط، لحالات من الاعتقال والانتهاك والتعذيب التي مرت في العام 2013.

اعتقالات قبل/ خلال سباق الفورملا

في شهر أبريل وحده، شملت الاعتقالات، حسب دائرة الرصد بجمعية الوفاق، 300 مواطن، أكثر من 200 منهم من الأطفال، و4 نساء، و59 حالة إصابة، إضافة إلى 135 حالة مداهمة، و105 حالة عقاب جماعي في مختلف المناطق، وأكثر من 50 حالة تعذيب. 

جاء ذلك إثر الإعلان عن حزمة من الفعاليات الميدانية والمسيرات الاحتجاجية، تزامنًا مع سباق الفورملا 1، واستغلال وجود الإعلام العالمي لتغطية الحدث والمشاركين والمهتمين من كل مكان في العالم. 

وفيما بلغت الاعتقالات ذروتها، تم الإعلان عن محاولة القيام بتفجير إرهابي في حلبة سباق البحرين، اتهمت فيها كل من ريحانة الموسوي ونفيسة العصفور وعباس العصفور، وكانت الموسوي والعصفور قد ذهبتا إلى الحلبة، في 19 أبريل، لممارسة حقهما السلمي في الاحتجاج، قبل أن يتم اعتقالهما وتلفيق التهمة لهما، ثم نسبت لهما تهمة المشاركة في خلية إرهابية سميت فيما بعد بخلية 14 فبراير. 

اعتقالات قبل/ خلال فعالية تمرد

كان شهرا يوليو وأغسطس من أسخن الشهور في العام 2013، فمنذ الأول من يوليو تم الإعلان عن فعالية تمرد التي خصص لها يوم 14 أغسطس، باعتباره يوم استقلال البحرين. ومنذ ذلك الحين شهدت البحرين موجة هستيرية من التهديدات والاعتقالات والمداهمات والاستعدادات الأمنية لشل الحركة قبل موعدها، وصل الأمر إلى عقد جلسة طارئة للمجلس الوطني، كان هدفها الأول إطلاق يد السلطة في القمع.

بلغت حصيلة الاعتقال في شهر يوليو وحده، حسب دائرة الرصد في جمعية الوفاق: اعتقال 208 مواطنين بينهم امرأة واحدة و19 طفلاً، وإصابة 170 مواطنًا بإصابات متفرقة نتيجة العنف الرسمي، ومداهمة 648 منزلاً إلى جانب 774 مسيرة وحالة احتجاج مناطقية، و401 حالة عقاب جماعي.

وفي شهر أغسطس بلغت الحصيلة 203 اعتقالات، و482 مداهمة للمنازل، و992 تظاهرة واحتجاجًا.

وفي هذه الفترة وقبل موعد الفعالية، أعلنت وزارة الداخلية عن عدد من حوادث التفجيرات في كل من الرفاع (17 يوليو)، والسيف والبديع، كما فُرض،  في17 أغسطس، حصار على الدير وسماهيج وعذر الداخلية: «انفجار» أصيب فيه شرطة. وكان كل إعلان عن انفجار تتبعه حملة مداهمات واعتقالات واسعة، بتهمة التفجير، وتصريح من الداخلية أن المتهمين "شكلوا تنظيمًا بغرض ارتكاب أعمال إرهابية".

فورمولا

اعتقالات قبل/ خلال عيد الجلوس

في شهر ديسمبر، يحتفل الملك بعيد جلوسه (16-17 ديسمبر)، بالإضافة إلى حوار المنامة الذي يعقد سنويًا في الفترة (6-8 ديسمبر)، ويجتمع فيه عشرات المسؤولين الرسميين، ورجال الأعمال، والشخصيات الدولية، والاقتصاديين، والسياسيين، تكون في العادة فرصة مناسبة للمعارضة بكل فصائلها للنزول إلى الميادين بفعالياتها الاحتجاجية، وبالطبع يقابلها النزول بالقمع وحملات الاعتقال.

بلغت حصيلة الاعتقالات في شهر ديسمبر، حسب دائرة الرصد في جمعية الوفاق، 183 اعتقالاً بينهم 31 طفلاً، و17 حالة تعذيب لمواطنين و745 احتجاجًا شهدتها مناطق وقرى البحرين، قوبل حوالي 400 منها بقمع قوات النظام.

استمرار منهجية المداهمة والاختطاف والتعذيب

رغم توصيات لجنة تقصي الحقائق، لا تزال المداهمات والاختطافات هي طريقة النظام في الوصول إلى المستهدفين، ولا يزال التعذيب الوحشي هو الوجبة الأولى التي يتلقاها المعتقل فور القبض عليه، دون أي مراعاة لوضعه الإنساني أو الصحي. فيما يلي نماذج لما تقدم:

*صادق الحايكي: مصاب بمرض "السكلر" الحاد، اعتقلته المخابرات والمرتزقة من منزله في البلاد القديم وثلاثة شبان آخرين في 2 أبريل، تعرض لتعذيب وحشي أدى إلى تدهور حالته الصحية ونقص حاد في دمه، وأمر مدير الأطباء في مستشفى القلعة بنقله إلى مستشفى السلمانية لتلقي العلاج، إلا أن الضابط سلطان الغتم رفض ذلك.

*عمار مكي محمد العالي: اعتقل في 11 ابريل على خلفية تعبيره عن رأيه على "تويتر"، وحرم من العلاج المناسب، ومنع من تسلم أجهزة طبية أوصى بها تقرير طبي بسبب معاناته أثناء نومه وانقطاع نفسه وعدم تمكنه من التنفس.

*حيدر كاظم: داهمت منزله قوات مدنية فجرًا بتاريخ 10 مايو، كسرت الباب الخارجي لمنزله، وتفاجأ بدخولهم إلى غرفة النوم. كانت زوجته بملابس النوم، وصودر هاتفه النقال وجهاز الكمبيوتر الخاص به، حيدر يعاني من مرض في الكلى.

*جعفر ومحمد المقداد (14 عامًا): اعتقلا مع أطفالٍ آخرين، إثر مداهمة قوات الأمن، فجر 6 سبتمبر، بركة سباحة  كانوا فيها بمنطقة عذاري.

*إبراهيم نعيم مرهون: اعتقل يوم 16 نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي من منزل عمته في السنابس، ضرب ضربًا مبرحًا أمام أهله، واقتيد إلى جهة مجهولة. داهمت قوات الأمن منزل والده نعيم مرهون لأكثر من 15 مرة في أوقات متأخرة من الليل بحثًا عن أخيه أحمد، المطلوب للأجهزة الأمنية.

ملاحقة المطلوبين والمهددين بالتصفية

مقولة صار يرددها البحرينيون في وصف حال الشباب البحريني: "من لم يكن معتقلاً فهو مطلوب"، ومعظم المطلوبين تم تهديدهم بالتصفية من قبل منتسبين للداخلية، سواء بشكل مباشر أو عبر الأهالي، وتعرضوا إلى أبشع أنواع التعذيب فور اعتقالهم.

*حادث مروري غامض راح ضحيته الشهيد محمود العرادي (المطارد منذ عامين) ومرافق له قرب دوار النويدرات. فيديو تم نشره للحادث بعدها بأيام، أثار شكوكًا بشأن تورط الأمن البحريني بمقتل شابين في حادث مروري غامض.

*المهدد بالتصفية رضا الغسرة"25 عامًا": تعرض لمحاولة اغتيال فاشلة أدت لإصابته في كتفه بينما أصيب مرافقه "عقيل عبدالمحسن" إصابات خطيرة في الوجه. اعتقل رضا في مايو إثر عملية مخابراتية، وسمع صراخه، وانتشرت صور تعذيبه لحظة اعتقاله، مما استدعى نداءات حقوقية لإنقاذ حياته. وجهت له تهمة حيازة سلاح ناري، ويواجه أحكامًا تصل إلى "41 عامًا".

*المهدد بالتصفية حسن الحدّاني" 25 عامًا": مطارد لمدة عامين، داهمت القوات الأمنية منزله 16 مرة. اعتقل فجر السادس من شهر أبريل/ نيسان، ويواجه عددًا كبيرًا من التهم وصلت إلى حد قول محاميه لوالديه: "لا نستطيع تتبع جميع قضايا حسن فهي لا تنتهي".

*أحمد نعيم أحمد عيسى مرهون  "21 عامًا": مطارد، داهمت الشرطة منزله نحول ثلاث مرات، دون أن تعثر عليه، استدعت وزارة الداخلية والده وهددته إن لم يسلم ابنه نفسه فهو يتحمل مسؤولية ما قد يحصل له، و إذا وجدوه في الشارع سيدهس أو يقتل.

*المهدد بالتصفية حسن عبدعلي الخزاز (45 سنة): اختطف من مطعمه الذي يديره في قريته سفالة بسترة، عبر كمين محكم ومقصود نصبته عناصر مدنية وعسكرية راجلة مدعومة بأعداد كبيرة من المركبات العسكرية والمدنية. كان مطاردًا لأكثر من عامين قبل اعتقاله، متهم بقضايا كيدية، وتلقى تهديدات بالتصفية الجسدية من قبل كبار ضباط جهاز "الأمن الوطني".

*محمد ميرزا "22 عامًا": قبع في سجن الحوض الجاف 9 شهور دون عرضه على القضاء، يجدد له في كل مرة الحبس 45 يومًا. أمر القاضي بإخلاء سبيله أكثر من مرة لكن الضابط بمركز سماهيج يمنع تنفيذ الإخلاء بحجج يتم تلفيقها في كل مرة.

اطفال 2

أغرب الاستدعاءات والاعتقالات

المضحك المبكي في الاعتقالات والاستدعاءات، هي تلك التي يتم فيها إرسال إحضارية استدعاء لمعتقل، أو مداهمة بيت شهيد بحثًا عنه، أو توجيه تهمة لأحد المعتقلين أقل ما يقال عنها أنها سخيفة.

*في شهر نوفمبر، أعلنت وزارة الداخلية البحرينية القبض على 6 أشخاص اتهمتهم بالمشاركة في طابور عسكري بالمنامة خلال العزاء في ليلة الثامن من محرم.

*وفي  مايو/ أيار، اعتقل محمود عباس حسن المنسي (25 سنة) بتهمة الإضرار بجدار منزل أحد أفراد الأسرة الحاكمة، عبدالرحمن بن محمد راشد آل خليفة، في منطقة الجفير. اتهم معه أخوه محمد "20 عامًا” وهو يعاني من تخلف عقلي.

*وفي أكتوبر، اعتقل الحاج مهدي منصور، بعد رفضه إزالة صورة ابنه المعتقل صالح والمعلّقة على الجدار الخارجي لمنزله.

*وفي اغسطس، اعتقل علي حسن أحمد عيسى"45 عامًا": مختل عقليًا ويعاني من الصرع. صدر قرار بحبسه شهرًا بتهمة التسول. أمرت المحكمة بالإفراج عنه ورفض مركز النعيم إطلاق سراحه، غيّر القاضي حكمه إلى شهرين ونقل لسجن جو.

*وفي نوفمبر، تفاجأت عائلة المعتقل خليل إبراهيم جعفر مكي (15 عامًا)، بشرطة مركز الحورة تطلب منهم تسليم ابنهم خليل، وإلا سيتم اعقال والده مكانه. أصر الضابط على العائلة «تسليم خليل" رغم  أنه يقضي حكمه بسجن جو.

*وفي يوليو، داهمت ميليشيات مدنية نظامية منزل الشهيد فاضل العبيدي (استشهد في مارس 2012)، وتم تطويق المنزل بالكامل بحثًا عنه!

*وفي يوليو، اعتقل علي القصاب بتهمة بالتجمهر والشغب، حكم بالسجن ستة أشهر، وحين تمت مواجهة الأمن بأنه كان في قبضتهم خلال تلك التواريخ التي يدّعونها، قاموا بتغيير التواريخ، لتستخدم في تثبيت التهم الملفقة ضده! 

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus