آخر رموز الحقبة الجميلة: علي بحر مات وهو يحلم ببلد "ما ينقسم نصين"

2011-07-04 - 7:23 ص



مرآة البحرين (خاص): يوحّد الحزن البحرينيين في فقدانهم رمزاً فنيا يذكرهم رحيله بكل ما كان يجمعهم ويشعرهم بالانتماء إلى الوطن. يحضر أسطورة الغناء البحرينية الفنان علي بحر من خلال جنازته شاهداً على ماضٍ مجيد، لم يكن يفهم الناس فيه الوطن فهمين.

حملت ذكريات الشباب الجميلة والمصدومة لفقد هذا النجم، مشاعر عديدة اكتشفوا للتو أنها غابت عن مجتمعنا بفعل مشاريع التفتيت والفتنة التي عملت عليها السلطة وانجرف فيها من انجرف. تذكر الجميع كيف كان يسليهم هذا الصوت العذب  وكيف كانوا يفخرون جميعاً بأنه بحريني، كما تذكروا ترنمهم بأنغامه التي لامست وجدانهم، وجمعتهم على حبه في يوم.

تتميز الألحان التي غناها بحر بأسلوبها الفريد الذي يعطي نكهة الماضي لكن بأداء جديد، وهي ترسم بلهجتها الدارجة صورة للبحريني البسيط المتسامح الذي يحب ويعشق ويلتصق بهذه الأرض.

زاد حب الناس للفنان ذي الشعبية الواسعة، ترفعه على التقسيمات المصطنعة للبحرينيين، كما جلبت له بساطته وتواضعه الشديدان مشاعر جارفة من كل الناس. أسس علي بحر "بوب مارلي الخليج" كما يلقّب، واحدة من أقدم الفرق الموسيقية المشهورة، هي فرقة "الأخوة" البحرينية، وقد جعلت من صداه يتعدى الحدود، ليكون مطرب الخليج الشاب المتألق. كان رمزا من رموز التغيير في الموسيقى الخليجية والعربية، ولاقت أغانيه إعجاباً ورواجاً واسعاً، في بلدان الخليج، خاصة في عمان والإمارات العربية.
وكعادة المبدعين في البحرين، لم يحصل علي بحر على أي تكريم وتقدير خاص من الدولة لفنه الذي ميز البحرين أكثر من 30 عاماً، وانقطع عن الغناء فترة من الزمن لظروفه الصعبة، ثم أصيب بالجلطة الدماغية عام 2006، وأرسل للعلاج بالخارج.

تحولت أغنيته "بلد عيني" التي تمجد وحدة الشعب البحريني الى إحدى الأغنيات التي تتردد بكثرة خلال حركة 14 فبراير/ شباط، وقد استخدمت كثيرا في "الكليبات" التي كانت تنتج خلال هذه الفترة من أجل التركيز على الوحدة الوطنية مستخدمة صورا من الأحداث. 

رحل علي بحر، وبقي صوته يبعث الحب والتسامح في البلد الذي قال عنه "مثل العشق ما ينقسم نصين" على ما تقول كلمات إحدى أغانيه.

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus