النص الكامل لخطبة الشيخ علي سلمان يوم الجمعة: معاناة شعبنا الحديثة بدأت سنة 1783
2013-12-29 - 2:01 م
مرآة البحرين: فيما يلي النص الكامل لخطاب أمين عام الوفاق الشيخ علي سلمان في مسجد الإمام الصادق يوم الجمعة 27 ديسمبر/ كانون الأول 2013، والذي حول بموجبه إلى النيابة العامة أمس:
بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم صل وسلم على محمد وآله الطيبين الطاهرين، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نقف في هذا اليوم مع تقييم سريع لسنة 2013م، لتسليط الضوء فيما يتعلق بالثورة التي انطلقت في 14 فبراير.
سنمر بالجوانب الرئيسية، الجانب الاعلامي، الجانب الحقوقي، الجانب السياسي، الجانب الاقليمي فيما يتعلق بهذه الثورة.
الجانب الاعلامي: وهو على مستويين/
المستوى المحلي: بقيت مساحة الاعلام المسموح به رسمياً يتمثل في جريدة وحيدة خاضعة إلى مقاييس ومعايير ضاغطة تحاول أن تتأقلم معها وتبرز وجهة نظرهاً وفقاً لهذه الضغوطات، عدا هذه الجريدة يبقى لدينا اعلام رسمي واعلام شبه رسمي ملحق.
يبقى الاعلام النظيف أقوى تأثيراً من الاعلام الرسمي وشبه الرسمي البعيد عن المصداقية.
مستويات تأثير الاعلام الداخلي هو محدود جداً، لا يقترب من الصفر لكنه محدود جداً.
قبل الأحداث وأثنائها إلى الآن لم يعطي هذا الجانب أي درجة من المصداقية لنفسه، حتى في الخبر فضلاً عن التحليل والمقال، ولذا تلاشى من ذهنية القارئ والمستمع فكرة التلقي من أجل الوقوف على الحقيقة من المعلومة فضلاً عن التأثر.
الأنظمة عندما تختار مخالفة الواقع بإستمرار هي تفقد مصداقيتها وقدرتها على التأثير، وأنت تلجأ إلى المغالطة والكذب حتى تأثر، ولكن مع الوقت تفقد قدرتك على التأثير بالمطلق.
نحن الآن كمرحلة ثورة، ليست لدينا مشكلة مع الاعلام الرسمي، نحن مرتاحون من أدائه، لأنه اعلام لا يضيف ولا يستطيع أن يغير شيء، على المستوى الداخلي تماما ليس له تأثير سلبي على ذهنية المشاركين في الثورة والمطالبين بالديمقراطية، بالعكس هو يرسخ قناعة الناس، عندما يتهم الناس كذباً، وعندما يزور الحقائق التي يلمسها الناس، كل هذا يصب في تأكيد أن خيار الناس في المطالبة بالاصلاح الجذري هو خيار صحيح.
بالرغم من ذلك لا زلت -وليس بجانب التأثير الحقيقي بمعنى تغيير المواقف- لازلت أدعو إلى عدم التفاعل بالقراءة والمتابعة إلى أغلب هذا الاعلام، ولو قلت كل هذا الاعلام أيضاً فليس هذا مشكلة.
السبب الأساسي في ذلك هو المضايقة، والازعاج النفسي الذي يسببه هذا الاعلام، عندما ترون فيه شتائم لكم، شتائم لطائفة، شتائم للشعب، شتائم للرموز، شتائم للمذهب، الآن ليس هناك امكانية لإيقاف هذه الشتائم، فعندما يقرأها الشخص تشحنه، وأنتم لستم بحاجة للشحن أكثر مما هو موجود، لا يُخاف على الناس من هذا الاعلام بحيث أن فيه شيء يؤثر على قناعتها، نتمنى لو كان ذلك! لا يوجد! ولذا من باب أن الانسان يريح نفسه بأن يبتعد أن سماع الأمور الهابطة، صدقوني لن تفقدوا أي معلومة، لن تفقدوا أي شيء من الحقيقة، هناك بدائل إعلامية للوقوف على الحقائق من دون أن ينقص من لديك شيء عندما تهمل هذا الاعلام، لا أشترك في أي صحيفة، لا أسمع أي محطة، ليس هناك حاجة. أنا مسؤول أن أتابع كل كبيرة وصغيرة، ولكنني لا أحتاج أن أفتح هذه الصحف، وأستطيع أن أصل إلى حقائق الأمور، خطأها وصوابها، جيدها وسلبيها، من غير أن أتعب نفسي وأعود إلى هذه الصحف، وهذا أدعو إليه وأكرره، حتى لا تؤذون أنفسكم، لن تفقدوا أي شيء فلا تؤذوا أنفسكم.
في المجال الالكتروني لا زال الصراع قائماً، والمنافسة حامية، والنظام يحرز تقدماً من خلال فاعلية المواقع الالكترونية وتنشيطها، الفكرة أن النظام يملك امكانيات أنتم لا تملكونها من خلال التوظيف، من الممكن أن يوظف واحد عشرة أو مئة، راجعوا تصريحات وزارة الاعلام، التصريحات الأخرى، لكن أنتم تملكون القضية العادلة، وهنا في هذا المجال لا تملكون امكانية التوظيف ولكن كل واحد يملك ساعة أو ساعتين للدخول على المواقع الالكترونية وأن يكون فاعلاً فيها، يعني اذا أردنا أن نبرز خبر، هو عنده مواقع مدفوعة الأجر، واليوم هذا الاعلام أكثر فاعلية من الصحافة والمحطة الاذاعية والتلفزيونية، ونحن لابد أن نستمر في الرقي في تصعيد القدرة الاعلامية ما دامت هي موجودة عندنا، واليوم هي في تلفوناتنا الخاصة، مطلوب من لدينا موقع الكتروني، حساب تويتر، حساب فيس بوك، مطلوب منا حساب انستغرام، مطلوب منا تفاعل، تويت، ريتويت، كتابة مقال، ترجمة مقال، طرح مقال، هذه فرصة لنكسب أكثر فأكثر.
الجهد المبذول في هذا بشكل تطوعي جيد وجيد، ولكن هناك فرصة أكثر وعلينا أن نذهب ونستثمرها.
على المستوى العالمي هناك زاويتين:
الزاوية الأولى: الكتابات في الصحافة الأمريكية والأوروبية والبريطانية بالتحديد كأهم صحافة مقروءة في البحرين وتتعاطى مع الشأن العربي والبحريني بالخصوص، استمرت الصحافة الأمركيية والبريطانية وكبريات الصحف تغطي البحرين بشكل منصف للثورة، يعني أكثر من 90% من التغطيات وهي تغطيات مستمرة خلاصته أن هناك نظام مستبد يقمع شعب مطالب بالديمقراطية، هذا شيء ايجابي.
الآن القضية البحرينية لمواقف سياسية لم تحظى بالتغطية الاعلامية اليومية في الفضائيات، هذا موضوع مرتبط بالمواقف السياسية، وبحجم ما يحدث في الاقليم من تداعيات، بكل تأكيد أن جانب الأخبار يبحث عن الدم أكثر، نحن جالسون هنا وفي بيروت هناك تفجير قبل دقائق وسوف يستحوذ هذا الخبر على أي خبر آخر، وبالمناسبة هذا انفجار أي كان مصدره هو مدان وفقاً لفلسفتنا، نحن ندين أي عمل عنيف ضد الخصوم من أجل تصفية الحسابات السياسية بطريقة عنيفة، كان في لبنان، كان في مصر أو البحرين، من أي جهة ضد أي جهة، ونحن منسجمون تماماً مع هذا المعيار.
الصورة الاجمالية عندما نشاهد الاعلام العالمي، بأن هناك شعب يطالب بالديمقراطية والحرية والحقوق الاساسية وهو محق في مطالبه، وينظر له بإحترام متصاعد لما يجري في البحرين ولشعب البحرين من قبل القارئ العالمي، في قبال ذلك نظام يقمع هذه التطلعات لأنه ينتمي إلى صيغة سياسية غير ديمقراطية مستبدة، هذه الصورة هي التي تترسخ سنة بعد سنة، وسنة 2013 هي ما عليه في الاعلام العالمي.
في الجانب الحقوقي، استمرت البحرين كواحدة من أسوأ دول العالم في مجال حقوق الإنسان في سنة 2013م، يكفي أن الناس عندما تتحدث عن جانب الحقوق من اللازم أن تأتي البحرين، ثالث، رابع دولة تأتي البحرين، هذه هي الانجازات الرسمية!!
وتحافظ البحرين في كلمة المفوض السامي لحقوق الإنسان، والذي هو أهم شخص يتحدث عن حقوق الإنسان، وأهم شخص يتحدث عن حقوق الإنسان في الاجتماع العام لمجلس حقوق الإنسان، أن تكون البحرين حاضرة في هذا الخطاب في فقرة مهمة جداً. ليس هناك دولة ليس فيها نوع من الانتهاكات، يعني هل من الممكن أن تذكر 200 دولة؟ لا..
فالبحرين تحافظ على مكانها 3 سنوات بمساحة توازي أي دولة أخرى وتتقدم، وتأتي مربوطة الأزمة الانسانية والحقوقية الهائلة في سوريا، تأتي البحرين. بالاضافة إلى التقارير التي صدرت من جهات متعددة، منها بيان 47 دولة والتقارير التي لا تقف بشكل شبه يومي من المنظمات العالمية الحقوقية، والتي نقدم لها الشكر لمتابعتها لشأن البحرين الحقوقي.
فالبحرين في وجهة نظر المجتمع الدولي -هذا التعبير قريب عما صدر عن منظمة العفو الدولية فيما يتعلق بالأطفال في تاريخ 16 ديسمبر بأنها دولة مارقة- هو عبر عن أنها دولة لا تلتزم بتعهداتها في مجال حقوق الانسان، ولكن البحرين تقرب من عنوان الدولة المارقة لعدم التزامها بمعايير حقوق الانسان، وهذا وصم معروف، وعلى هذا الاساس يتعاطى معها المجتمع الدولي.
هنا لا نحتاج إلى كثير من العناء في الجانب الاعلامي والجانب الحقوقي والجانب السياسي أيصاَ في فكرة الرد على النظام، النظام يتكلم ويثرثر، وأحياناً تأتي فكرة أو نقاش، اذن لماذا لا تردون؟ حاولوا أن تردوا على كل صغيرة وكبيرة، ليس هناك حاجة إلى نوع من هذا السلوك الذي يرد على كل تصريح، السبب أن هذه التصريحات هي خارج اطار الزمن، ولا تحتاج إلى عناء، أنت تحتاج إلى الرد إذا كانت هناك فكرة حقيقية مطروحة، اذا كان هناك تحدي مطروح، لكن أنت لا تحتاج أن ترد عندما يخرج رئيس وزراء عمره 43 سنة غير منتخب يتكلم عن الديمقراطية، أنت ترد على ماذا؟ ماهي حاجتك للرد؟ لست بحاجة للرد. صدام حسين يخرج ويتكلم عن الديمقراطية والانتخابات في العراق، هو المرشح الوحيد ويفوز بـ 100%، ذلك يضع صندوق انتخاب، انا صندوق انتخاب لا يوجد عندي، أحتاج أرد على ماذا؟ هل هناك أحد بحاجة للرد ويقول بأن نظام صدام حسين نظام ديكتاتوري وغير ديمقراطي، ليس هناك حاجة.. اذا كان هناك أحد يطرح شيء للنقاش له مصداقية، ليس له مصداقية ولكن من الممكن مناقشته.. فأنت تحتاج له، ولكن بسبب هذا التهافت، مضطر أن يتكلم أحياناً بعنوان ديمقراطية، الآن هناك مسؤول يقول نحن تراخينا في الرد لأننا بالغنا في الديمقراطية.. ماذا ديمقراطية؟؟ ما هذا الكلام؟ ترد على ماذا؟.. منظمات، ودول، والأمة، والدنيا كلها مقلوبة أنكم نظام استبدادي لابد أن تسمعوا لشعبكم، ويخرج مسؤول يتكلم بهذه الطريقة!!
هناك تهافت، خطاب أشبه بالهزلي، وأنت لا تستطيع أن تجاريه، وترد، ليس لك حاجة أن ترد على هزل، اشبه بالنكات.. لهذه الأسباب فشلت حملات العلاقات العامة في تغييب الصورة الحقيقية عن البحرين وبقيت الصورة ثابتة بأن نظام البحرين نظام قمعي يقمع تطلعات بديهية مشروعة إلى هذا الشعب، مساواة، حرية، احترام معايير عالمية.. هذه خلاصة الجانب الاعلامي والحقوقي، وستستمر هذه الصورة ولا يمكن تغييرها من خلال شراء المزيد من الذمم ودفع المزيد من المال، فشلت وستفشل.. هناك متغيرات انسانية عالمية على مستوى وسائل الاعلام، وعلى مستوى المصالح، ففشلت وستفشل، وهذا ليس معناه أن نتراخى، لابد أن نعطي كل ما نستطيع على الجانب الاعلامي وعلى الجانب الحقوقي، من توثيق الأمور ومن نشرها وارسالها إلى الجهات المعنية.
الجانب السياسي: سنة 2013 كان من أبرز ظهور للقضية البحرينية سياسياً، خطاب الرئيس أوباما في الجمعية العامة للأمم المتحدة، كمؤشر على وجود السياسية في البحرين من أهم خطاب يطلق في الأمم المتحدة هو خطاب الرئيس الأمريكي.
بالاضافة للخطاب الدائم آخره الخطاب الفرنسي، البحرين بحاجة لحل سياسي ينتج من عملية حوارية جادة -اشارة إلى عدم جدية الحوار الحالي- تلبي تطلعات جميع شعب البحرين، بحيث ان الشيعة والمعارضة لا يعيشون مسحوقين ويعيشون الاضطهاد، بحيث أن يتحول البلد من بلد يدار من قبل قبيلة إلى بلد يدار من قبل شعبه، هذا معنى التصريحات التي تتردد بإستمرار في أي خطاب سياسي دولي لتتكرس بهذا حقيقة المشهد في البحرين بالجانب السياسي، أن البحرين ليس بالامكان الاستمرار بحكمها بشكل مطلق واستفرادي، هذا معنى استمرار هذه التصريحات، هذه التصريحات لا تلبي طموحنا، وهي أقل ما يستحق نضال شعبنا، ولكنها في الجانب الآخر هي تقدم في الموقف الدولي بمعنى الحفاظ على هذه النبرة، وهناك تقدم بطيء نتلمسه من خلال لقاءاتنا مع السلك الدبلوماسي في داخل وخارج البحرين، أن البحرين تتكرس أكثر وأكثر... دعه يكون بعيداً عن مسألة الرسمية وعن مسألة التصريح صارت البحرين تتكرس أكثر فأكثر مثل الأنظمة الديكتاتورية والاستبدادية الأخرى التي عاشت في العالم وانقرضت، هكذا ينظر الكثير من المسؤولين السياسيين، بين كونه في المنصب وملتزم بسياسة معينة وبين كونه خارج المنصب، ونحن لدينا علاقات مع شخصيات كانوا في المنصب وبعد المنصب، تغيرت الحكومة وتم اقالته، يقول أعرف، عندما يكون في الخارج يقول أعرف، القمع، والديكتاتورية، والاستبداد..
في الموقف.. هذا الموقف الرسمي لحد الآن الدولي هو يتقدم باتجاه الشعور بالمطالب الشعبية والميل إلى مناصرتها ولكن يبقى الموقف المصلحي هو الحاكم على هذا التصريح والقرار، وهناك نزاع غير محسوم ولكنه في الجدل المستمر، أن هناك دائماً في مكانات القرار بأننا إلى متى سوف نراوح في البحرين بعيداً عن قناعاتنا الانسانية وبعيداً عن ضميرنا، وإلى متى سنستمر في هذه الحالة من التردد في أن نكون مع الموقف الصحيح من التاريخ، هذا موجود في كل مكانات القرار وهو يترسخ أكثر وأكثر، وتبقى تأثير المصالح تأثير قوي ومؤثر ولكن هناك تقدم بسيط وهذا يعتمد على صمود هذا الشعب، كما أن الأمور تحدث بالتراكم في مجالات مختلفة، كذلك في الأمر السياسي، استمرارنا وسلميتنا، هذين الاثنين مركبين مع بعضهم البعض، استمرارنا وسلميتنا ترك آثار ضاغطة على المجتمع الدولي بإتجاه انصاف هذا الشعب، كل الشعوب ناضلت، ليس هناك شعوب ناضلت بفترات محدودة، الآن أقول ايرلندا، جنوب افريقيا، كل الناس الذين تحولوا إلى الديمقراطية، كلها معاناة في معاناة، ونحن معاناتنا ساتحدث عنها في الأخير كم ستمتد.
أشار إلى هذا المعنى تقرير البرلمان البريطاني الذي أشرنا إليه كواحد من أهم التقارير السياسية التي صدرت عن البحرين لتشخص هذه المعاني، النظام هو سبب الأزمة، النظام غير جاد في الاصلاح، لا يلبي متطلبات حقوق الانسان، ولا ولا ولا .. هذا مؤشر العالم كله تجاه النظام، نحرز تقدم ولكن صعب وبطيء.
الجانب الشعبي: يأتي في الأخير، ولكنه العمود الفقري والجانب الأساسي..
لقد فشل النظام على مدى 3 سنوات وفي سنة 2013م في قمع ارادتنا نحو الحرية والكرامة والديمقراطية والانسانية.. فشل.. لم يستطع أن يوقف تطلعاتنا، طموحنا، حركتنا، ارادتنا، تواجدنا في الساحات.. صعد من اساليب القمع، صعد من الاعتقالات، صعد من المحاكمات، صعد من الفصل -الآن يجري فصل أكثر من الفترات التي مرينا فيها بطرق مختلفة- صعد من التمييز وتكريس التمييز، صعد من التجنيس، من كل أدوات القمع، زاد التعذيب في 2013 عن 2012.
في المقابل فشل في تحقيق ما ينتج من هذا التصعيد أن نتراجع وننكفئ، وسيفشل في 2014 اذا استمرت هذه المعركة من أجل الكرامة والحرية والديمقراطية، في مقابل هذا الفشل هناك نجاح شعبي بالرغم من المعاناة، الشعب موجود في الشارع والساحات يومياً بطرق مختلفة، ليس لدينا اعتصام دائم، ولكن لدينا مسيرات سلمية ليلية، لدينا حراك اعلامي، لدينا وقفات، نشاط حقوقي، تجمعات كبرى مرة في الاسبوع على الأقل، وهذا تعبير عن ثورة هذا الشعب، وحركة هذا الشعب، ومطالبة هذا الشعب.
الدعوة للاستمرار في الثورة بمختلف وسائلها السلمية، اعتماداً على المعايير والمواثيق الدولية في حرية التجمع والاعتصام السلمي، هذه دعوة وعلينا جميعاً التفاعل معها، والمشاركة بكل الوسائل المتاحة لكل فرد منا في مظاهر الثورة.
سأشير هنا إلى معنى مرتبط بالحراك الشعبي، مأزق النظام في فقدان الشرعية، اليوم ليس هناك عنوان للشرعية سوى العنوان الشعبي المعبر عنه بصناديق الاقتراع الحرة تقوم على فكرة المساواة بين المواطنين، أي نظام يفقد هذا العنوان هو يفقد الشرعية الشعبية، وهذا الفقد يشكل للنظام مشكلة كبرى في داخله وفي التعاطي مع الآخرين، أنت عندما تكون زعيم غير منتخب عندما تذهب للآخرين ليس لك وجه، وعندما تكون غير منتخب ولكن ليس هناك رفض ضدك تغطى الأمور، تكون غير منتخب وهناك رفض ضدك فليس لك وجه.. انظر أي واحد عمل خطأ، طفل فعل خطأ ويدخل المنزل ووجه فيه شيء، هكذا هو النظام وهو يلتقي بالعالم.
النظام غير قادر على مواجهة أي مؤتمر صحفي حر، لا داخل البحرين ولا خارجها، ويعاني معاناة شديدة في الخروج للعالم، لأن العالم لا يرحب بإستقباله، هناك دبلوماسية بطبيعة الحال، النظام السوري موجود في الأمم المتحدة رغم الموقف العالمي، ولكن هناك معاناة..
هذا المأزق لا حل له إلا بالرجوع لصناديق الانتخاب الحقيقية التي تفرز سلطة تشريعية وتنفيذية وبالتالي تساهم في افراز السلطة القضائية.. هذا هو الحل، محاولة الحل بالقمع والكذب والمؤسسات الشكلية لم ينجح ولن ينجح، وسبب أنه لا ينجح هو تقدم العالم، والسبب الآخر يعتمد علينا، نحن لابد أن نقول أن هذه المؤسسات وهمية، ونقدم الحقيقة للعالم من خلال حراكنا، وبالتالي تفشل مساعي النظام.
لنوسع هذا المأزق والأزمة، ولنوسع دائرة مقاطعة النظام الاستبدادي بمختلف الوسائل السلمية، دعه يفهم أنه نظام لا يلاقي قبول شعبي في كل شيء، في كل مظهر من المظاهر، صغير كبير.. الذي مضطر لأمور عمل وما شابه ذلك يسير في حدود اضطراره، وهذا جزء من تكريس مقاومة مدنية سلمية ترفض شرعنة الاستبداد واعتباره عملية طبيعية، وتساهم في المطالبة والحركة نحو التغيير، أنا لا أشارك في بهرجة افتتاح، رقصة، ولا في أي شيء شكلي، انتخاب شكلية أو غيره، إلى أن يعود النظام بأكمله إلى احترامنا كشعب مصدر للسلطات هنا يبدأ التفاعل، الآن هناك حالة من المقاطعة، لتأكيد أن النظام يفتقد الشرعية الشعبية.. غصب؟؟ لا نعترف.. دع العالم يفهم أن نقاط التفتيش وسيارات الأمن هي الموجودة في الشوارع، ليس هناك رضا..
كقوى سياسية سنعمل ما نستطيع، وسنراجع حساباتنا وأخطائنا.. وكأفراد نتحمل مسوؤلية، وكل الأطراف تتحمل المسؤولية، في أن يكونون أجزاء فاعلة.. لا نستسلم لطول المدة ونسترخي، هذا كلام لا يجوز.. من عانى معاناتكم لا يجوز أن يسترخي أبداً.. لا وطنياً ولا شرعياً ولا انسانياً.. لا يجوز أن نسترخي..
الاستمرار والمحافظة على الاطار السلمي، هذه واحدة من أهم نجاحنا أن ردات الفعل على عنف الدولة هي ردات فعل محدودة.. لابد من العمل على تقليص ردات الفعل العنيفة، واستمرار تطوير ردات الفعل والفعل السلمي.. هذا خيار 2013، خيار 2012، خيار 2011، وهو خيار 2014، هذه معركة يمكن كسبها، معركة فيها امكانية كبيرة للكسب وتعتمد على مخزون شعبي هائل، القمع لا يستطيع أن يسكت شعب متحرك، الآن ضاعفوا عدد المعتقلين وأوصلوهم 3 آلاف، لا نريد معتقل آخر، ولكن لدينا استعداد أن يكون في السجن 10 آلاف ونحن منهم، و20 ألف لكن لن نتنازل.. اسلوب المقاومة السلمية لا يخاف من الاعتقال، لا يتوقف لأن هناك اعتقال وهناك مضايقة..
هنا أدعو دائماً -وأنا كوفاق هناك مراجعة قاسية يومية ومع كل حدث ومع كل أمر وعلى ضوئها تتخذ خطوات، يثبت برنامج ويختفي برنامج ويخرج برنامج جديد على ضوء هذه المراجعة- العنف ليس فيه نتائج ايجابية، العنف ردة فعل لأن النظام يقمع، لو لم يكن النظام يقمع لما صدرت أي ردات فعل عنيفة، نحن نفهم أسبابه، ولكن هذا جزء من التحدي، كيف نمارس ما يحقق مصلحتنا أكثر مما يعبر عن انفعالنا.. العنف يكلف من ناحية الجرح والاعتقالات وكذا، لذا أدعوا إلى الاستمرار والانحياز التام إلى الأساليب السلمية والتفكير المستمر في تطويرها وزيادتها.
المشهد الاقليمي: ارباك الثورات في تونس ومصر ولحد الآن في اليمن وليبيا، كانت آثارها سلبية على مجمل الوطن العربي ومن ضمنه البحرين، مع شديد الأسف لم تستقر الثورات العربية لتنتج أنظمة ديمقراطية مستقرة، مما زهد مزيد من الشعوب وخف من حماسها في الاندفاع نحو تغيير الأنظمة الاستبدادية ونجحت الثورات المضادة لاعاقة التقدم الديقمراطي، لم تستطع أن تقضي عليه ولكن أعاقته، والذي كان سيخدم كل الشعوب العربية في تحولات ديمقراطية أكثر سهولة.
استمرار الأزمة السورية مستحوذة على الاهتمام العالمي والاعلامي والسياسي العالمي، بالنسبة لنا لم يخدمنا هذا الموضوع، حتى لو خرجت في مسيرة فيها 100 ألف فهي لا تأخذ طريقها، اذا كان هناك قصف في سوريا، معركة هنا، معركة هناك، تأخذ سوريا 4 أخبار.
فإستمرار هذه الأزمة بهذه الطريقة أثر على حظوظنا في التغطية السياسية والاعلامية، عندما نأتي لتقييمات باردة، نقول الادارة الفلانية تقول الملف السوري، الملف البحريني موجود ولكن تحت، الملف السوري مستحوذ على المكان فوق الطاولة.
انفراج العلاقات الايرانية الغربية شكل منعطف ايجابي، وأعتقد أن هذا المنعطف سيعمل في سنة 2014 بقوة، من الممكن أن ينعكس على كل الملفات، لا نعرف ، ولكن من المرجح أن يكون ذلك، وانعكاسه على البحرين نعتقد أنه انعكاس ايجابي لأنه يوفر أرضية الحل السياسي العادل.
دولياً هناك تقدم بطيئ نحو الانتقال من حالة التفرج، المراوحة، الخطاب الدبلوماسي، إلى مرحلة اتخاذ خطوات، قرار.. تشديد لهجة تجاه النظام في البحرين، نحن في مرحلة بين المجاملة وبين الانتقال، ليس لدينا تصور أن المجتمع الدولي يتراجع أكثر ويدعم النظام الاستبدادي، هذه ليست الصورة، ولكن من المحتمل أن نتقدم نحو الانتقال من حالة المداهنة إلى خطاب أكثر وضوح وإلى فعل.. ببركة نضال ودماء الشهداء وآهات الناس هو هذا..
سنة 2014، وقفة مختصرة:
معاناة شعبنا الحديثة تبدأ سنة 1783، وتشتد وتصاعدت هذه المعاناة في سنة 1971 بعد الاستقلال، ودخلنا مرحلة أزمة شديدة في 14 فبراير 2011م من تصعيد المعاناة لهذا الشعب، هذا تاريخ معاناتنا.
جوهر هذه المعاناة يتمثل في تهميش هذا الشعب والاستفراد بالقرار السياسي والمالي مما نتج فقدان للحرية والكرامة ومصادر الرزق، وانتشار الفقر وتردي الخدمات الطبيعية التي يستحقها المواطن البحريني بما يتوفر له من مقومات، البحرين طول عمرها كانت غنية، الله حبانا بما يجعل شعبنا شعب مرفه، قبل النفط، بالزراعة والبحر والغوص الناس تعيش في البحرين، وهي أغنى من دول المنطقة تقريباً عدا المنطقة الشرقية، بقية المناطق كانت فقيرة، قبل اكتشاف النفط، الصحراء ليس فيها شيء، لا تستطيع أن تأكل من الصحراء، فالناس تهاجر منها، البحرين الناس تستوطن فيها، فقط الهجرات التي ارتبطت بالقمع، نحن لدينا هجرات مرتبطة بالقمع، عندما يزداد القمع الناس تهاجر، وإلا كان دائماً هناك مأكل يكفي الناس، وهناك ثروة تكفي الناس، بعد ذلك الله رزقنا بالنفط منذ 32 وكان بإمكاننا أن نعيش مرفهين من غير مساعدة أحد، نعيش مرفهين ليس فقط منذ سنة 1932 إلى الآن، ولكن حتى الأجيال القادمة بما أدخرناه لها من موارد حباها الله في هذه الأرض، وصنعنا من بدائل اقتصادية، ليس فلسفة ولا غيره، ماهو الذي أنقذ الشعب الكويتي في الغزو؟ لديه مليارات يستثمرها في الغرب دخلها أكثر من النفط، يستطيع أن يصرف منها ويواجه النظام العراقي، نحن لو جمعنا الفوائض واستثمرناها سيكون دخلها أكثر من النفط، لو أوجدنا بدائل حقيقية في المستوى الصناعي بما يتناسب معنا، في المستوى البحري، في المستوى الزراعي، لن نحتاج إلى القول بأن لدينا مشكلة اقتصادية، ولا نحتاج هذا الدين العام، ولا توجد ازمة اسكان.. هذه نتائج هذه المشكلة..
في 2014 لا تراجع قيد أنملة، بل تقدم بإستمرار، لتكن سنة 2014 سنة استمرار النضال الشعبي السلمي بكل الصور، كل الأفراد يتحملون المسؤولية، كلنا نتحمل المسؤولية، كلٌ بحسبه.. الجماعات كلها مسؤولة أن تستمر، تتعاون، المجموعات الشعبية الثورية مسؤولة أن تتعاون، أن تتكاتف، أن تتكامل، من أجل استرداد حقوقنا المشروعة.
نهدف من وراء ذلك إلى جعل البحرين وطن مستقر، وطن انساني، وطن ديمقراطي، وطن يحتضن أبناءه جميعاً، من أجل أن نبني مستقبلنا جميعاً، هذا هو هدف ثورتنا وهدف نضالنا..
عقدة تنفرز في مكانات مختلفة، مسجد الأمير محمد البربغي، يعود تاريخه إلى أكثر من 400 سنة يشكل عقدة، لأن أنا عمري 230 وهذا عمره 400.. هذه المشكلة تضاف إلى أن هذا ليس فقط عمره هكذا إنما مكانه على الشارع العام، ولدينا استراتيجية أننا نريد ان نخفي كل المظاهر التي تتعلق بالشيعة في هذا البلد قدر الامكان إلى داخل المناطق، لا نعطيهم.. لماذا لا نعطيهم جامع الحاج حسن في السيف؟ لا نريدهم.. هل في هذا البلد شيعة!!! نريد أن نقول لا يوجد شيعة في المظاهر، لماذا لا نعطيهم مأتم في مدينة حمد؟ لماذا مساجدهم لا تكون على الشارع الرئيسي في مدينة حمد ونعطيهم في الداخل؟ كلما جائوا بأرض على الشارع قالوا هذه لا، لماذا كل المكانات نضع فيها جامع محترم لاخواننا السنة ونحن ليس عندنا مشكلة في ذلك، ولكن هي عقلية مريضة..
فهذا المسجد أصبح في الشارع الرئيسي ويقول أنني هنا قبل أن تأتون أنتم، هذه مشكلة كبيرة.. ولابد أن ننقله للداخل,, ونبني محله أي شيء آخر حتى لا تراه الناس المارة.. ما هذه العقلية؟؟؟ هذه هي خلاصة الموضوع..
لا يمكن يا جماعة اقتلاع التاريخ، الناس لديها ذاكرة، ولم يعد بالامكان تزوير التاريخ.. نحن هنا لدينا علماء شيعة من القرن الأول يحبون أهل البيت، صعصة بن صوحان يحب أهل البيت، بالتعبير شيعي، واستمرت آثارنا موجودة، الأمير زيد من أبنائه، سيد هاشم، الشيخ ميثم، هذه المنطقة لديها محبة لأهل البيت، تشيع لأهل البيت من صدر الاسلام إلى الآن ولم ينقطع، كل حجر هنا في البحرين يشير إلى ذلك. أخذت الحجر من مسجد الخميس وخبأته، أو محيته.. كل شيء يؤشر إلى ذلك..
كم وقفوا أمام ضريح الإمام الحسين؟ من قبل كان له قبة أو لم يكن له قبة؟... لا يزول، تستطيع أن تمحي القبة.. ولكن القبة بطبيعتها لأنها حق وعدل، شيء انساني، شيء مرتبط بالله، تعود وتبنى وتصبح أعلى.. نحن في البحرين ذات هذا الشيء، لا يمكن محونا، نحن أهل البحرين.. نحن جزء من أهل البحرين لا يمكن أن نمحى لمجرد هدم مسجد، ولا يمكن محونا ببناء شارع..
هذه نكتة أكثر مما هي شيء آخر.. كنا سنبني لدى تقاطع مدينة عيسى بالقرب من منطقة السهلة اشترينا أرض للوفاق سنبنيها، العقليات المريضة ضجت، كسف تبني الوفاق أرض هنا، وهذا تقاطع، والقادم من السعودية يرى مبناهم، الطالعين، الداخلين، قالوا بأن أمام أرضكم هنا أرض مملوكة.. رغم أنها أرض خدمات كانت، ومن قام بالمخطط كنا مشترين الأرض من عنده، ولكن الضجة على أنه كيف يصبح لدى الوفاق مبنى هنا؟
هذه أيام - يمكن شوي اتأخرنا في هذا الكلام- ولكن لمزيد من الاهتمام، أبنائي وبناتي التلاميذ، وأولياء الأمور، إلى الجانب التعليمي والامتحانات التي تعيشونها، ابذلوا الكثير من جهودكم جهدكم تركيزكم.. الأسر أيضاً تعمل على ذلك.. \اللهم اجعل هذا البلد آمناً، وارزق أهله من الثمرات.
- 2024-12-23علي حاجي: انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان في سجن جو المركزي بعد فض الاحتجاجات
- 2024-12-21“سلام” تطالب بالتدخل العاجل لوقف الانتهاكات المتفاقمة في سجن جو المركزي بعد الأحداث الأخيرة
- 2024-12-18ندوة "حقوق الإنسان تحت التهديد": البحرين لم تغيّر منهجها في القمع بل ابتكرت أساليب جديدة للتحايل على المنظمات الدولية والإعلام العالمي
- 2024-12-14السيد عبدالله الغريفي: ما حدث في سوريا فتح شهية الكيان الصهيوني للتوسع والتمدد
- 2024-12-13المرشد يوقع "صعصعة محارب عابر للزمن" في لندن: نحن في حرب هويات