ذنبك يا علاء: سائق إسعاف سابق استعدت ذاكرتك!

2011-06-26 - 10:07 ص


المسعف (والرياضي) علاء حبيل يؤدي واجبه... يعاقب لاحقا

مرآة البحرين (خاص):
يتساءل الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) ببراءة شديدة عن أسباب سجن اللاعبين الدوليين محمد وعلاء حبيل لمدة سنتين على خلفية مشاركتهما في الاحتجاجات المطالبة بحرية شعب يقطن على جزيرة يختلط الماء الذي يحيطها بالظلم والفساد! الاتحاد الدولي طالب نظيره البحريني قبل عدة أيام بتفسيرات عن هذه الخطوة التي تعتبر تدخلاً حكومي في شؤون الكرة، وهو أمر يعرض الدول لعقوبات تصل حد الإيقاف. لكن هذا السيناريو قد يكون مستبعدا في حال اعتمد الفيفا الرواية الرسمية التي تقول إن علاء وشقيقه الأصغر شاركا في حركة انقلابية على النظام وأن القاضي نظر لهما على أساس انتمائهما للسلك العسكري وليس الرياضي.

الفيفا أصدر بيانا بهذا الشأن تضمن جملة غامضة: "ليست لدينا أي معلومات رسمية حول هذا الشأن في هذه اللحظة"، وهنا يمكن الإقرار بأنه طلب معلومات رسمية، ما يعني حصوله على الرواية الحكومية التي سيبعثها له الاتحاد المحلي المتواطيء حتى النخاع مع النظام. فليس بخافي على أحد أن رئيس الاتحاد سلمان بن إبراهيم ينتمي إلى العائلة المالكة كبقية أقرباءه المسيطرين على الاتحادات الرياضية بالتزكية علنا وبالترهيب خفية.

رغم ذلك، يتوقع المراقبون أن يكون تحرك النشطاء الحقوقيين هو الفيصل في هذه المسألة معولين على الانتصار المعنوي الذي حققه العاملون في مجال حقوق الإنسان بعد إلغاء إقامة سباق الفورمولا وان في البحرين بسبب الانتهاكات التي ارتكبتها السلطات بحق المحتجين.
 
والآن، لا شك وأن معركة جديدة تنتظر المنظمات الحقوقية، ففي حال نجاحها في إيصال معلومات موثقة للاتحاد الدولي تفند مزاعم الرواية الرسمية التي تدين علاء وشقيقه محمد من دون وجه حق، فإن الشعب البحريني قد يكون مقبلا على انتصار معنوي جديد يضيق الخناق على النظام الجائر الذي وضع قطاعات الشعب المناهضة لسياسة الاستبداد في "خلاط كبير" لسحقهم بذريعة "قلب النظام بالقوة".

ومهما كانت الادعاءات والأكاذيب التي يتوقع أن يسوقها اتحاد الكرة في معرض رده على استفسارات الفيفا، فإنه لن يتمكن من إخفاء الحقيقة التي تفيد بأن الهداف علاء حبيل بالتحديد لم يرتكب جرماً سوى أنه خلع الحذاء الذهبي الذي حصل عليه في نهائيات أمم آسيا عام 2004 ووقف إلى جانب شعبه. ومن حسن حظ علاء أنه يمتلك ذاكرة في مجال التطبيب اكتسبها من عمله السابق كسائق سيارة إسعاف في وزارة الصحة، فهرع لإنقاذ الجرحى والمصابين من الرصاص الذي أطلقه رجال الأمن على أجساد المتظاهرين السلميين، فكان مصيره كمصير زملاءه السابقين في الأطقم الطبية الذين يواجهون محاكمات عسكرية لأنهم مارسوا مهنتهم بإنسانية... فهل الإنسانية جريمة يا فيفا؟!

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus