» تقارير
قاسم: "الحوار طريق وليس هدفا والحكومة تغلق الطريق". الطرف الرئيس مطرود، فاضحك أنت في حفلة الحوار
2011-06-24 - 2:57 م
اعتبر قاسم ما تمارسه السلطة تهميشا للشارع وتيئيسا له وصولاً إلى طرده اختياراً.
مرآة البحرين (خاص): وجه عالم الدين الشيعي البارز الشيخ عيسى قاسم في خطبة الجمعة بجامع الصادق في الدراز، نقداً حاداً للأحكام التي صدرت بحق 21 ناشطاً سياسياً بينهم قادة في المعارضة، وأدان قاسم هذه الأحكام بشدة، وطالب النظام في البحرين بإبطالها، لخسة مقدماتها حسب تعبيره.
ووصفت وكالة الأسوشيتد بريس خطاب قاسم بآخر مؤشر على احتمال رفض المعارضة في البحرين وغالبيتها من الشيعة لدعوات الحوار، وجاء في التقرير أن هذه الدعوات استقبلت بفتور من قادة المعارضة الذين طالبوا بالتراجع عن الحملة الأمنية ووقف المحاكمات السياسية. فيما قال موقع الجزيرة الأخباري أن قاسم اعتبر الأحكام السياسية التي صدرت أخيراً سداً يحول دون المشاركة في الحوار الذي دعا إليه الملك.
وقال قاسم "كلنا ألم وتأثر وشعور كئيب بأحكام السجن لنخبة من أبناء الوطن فيهم علماء أجلاء ورموز سياسية مرموقة". ووصف الأحكام بأنها إساءة للحرية والوطن والجماهير، وحذّر من أن يكون لذلك تأثير سيء على الشارع الذي تلقاها رسالة مؤذية لضميره، مستفزة لمشاعره وقرأها ضربة موجعة وموجهة له في الصميم، ولفت النظر إلى رد الفعل العفوي السريع للحادث.
وربط قاسم بين الأحكام السياسية ودعوات الحوار، واستغرب الدعوة إلى الحوار وتوالي الأحكام المشددة على أبناء الشعب ونخبه ورموزه في نفس الوقت، وتجاوب المصلون مع الخطاب بهتافات تطالب بالإفراج عن السجناء.
اضحك أنت في حفلة الحوار
وتحدث قاسم مطولاً عن جدل الحوار، وقال إن شارع المعارضة المكتوي بالأزمة هو أول طرف معني بدعوة الحوار، وليس هناك أحوج ولا أحرص منه على إيجاد حل للأزمة، فهم أهل الضحايا، وهم من تمتلئ بهم السجون وتسد عليهم أبواب المعيشة ويحرمون لقمة العيش الشريفة وهم من يفتقد الأمن، في حين يهمشون فيه، كأنهم لاحقة من اللواحق الصغيرة، ونقطة في الهامش.
وقال إن هذا حوار يعلن عن نفسه بأنه فاشل، وأنه من الصعب التوفيق بين ما يجري على الأرض ودعوة الحوار، فكيف يكون هناك حوار، مع استمرار القتل والسجن والتحقيق والفصل من الأعمال والسب والشتم والاتهام والتحقير العلني والإعلام المعادي.
وقال قاسم إن الحوار، رغم أنه غير مشروط، إلا أنه يشترط على الطرف الرئيس بأن يدخله وهو يتلقى الضربات الموجعة، وكل الإهانة والتحقير والتهميش، وسيل الاتهامات الظالمة، وألوان التعديات، عليه أن يتلقى كل ذلك برحابة صدر، وبوجه بش، وابتسامة عريضة، حتى لا تتعكر أجواء الحوار.
وأشار إلى مقدمات الحوار في بلدان أخرى، معبراً عنها بالتمهيدات الإيجابية وقدر من التداركات والتصحيح والإصلاح. وطالب قاسم بوقف فوري للانتهاكات والتعديات على حقوق الإنسان وإنصاف المتضررين منها، وقال إن من أراد سيادة أجواء السلم لا يصر على لغة الحرب؟
الطرف الرئيس مطرود من الحوار
ووصف قاسم المسئولين بأنهم يضعون العصا في عجلة الحوار قبل أن يتحرك، واتهمهم بتفصيل الحوار على مقاساتهم. واعتبر ما يفعلونه تهميشا للشارع وتيئيسا له وصولاً إلى طرده اختياراً.
وقال إن الشارع الذي بح صوته وهو ينادي للحوار الجاد، لا يرد دعوة الحوار في أصلها، ولا يستخف بها أو يدير لها ظهره، لكنه يدرك أن الحوار طريق، وليس هدفا وقيمته تكمن في قدرته على تحقيق هذا الهدف.
نعم ولا بدون تحد
وبعث قاسم بإشارات إيجابية للسلطة، وقال إن الشارع سيجيب بنعم لإصلاح جدي، يحفظه دستور عادل يوافق عليه الشعب وينهي تهميشه ويعترف به مصدراً للسلطات.
ورفع لاءات صارخة، قال إنها تأتي دون تحد أو مغالاة، فلا لتهديد الأمن من أي طرف، ولا لتهديد الوحدة الوطنية، ولا للإعلام المستهتر الفاحش البذيء المثير للفتنة، و لاء كبيرة للطائفية.
الحمر يتهم خطاب قاسم بنقص المصداقية
ويأتي خطاب الشيخ عيسى قاسم بعد رفض جمعية الوفاق تقديم مرئياتها السياسية للحوار، وامتناعها عن إبداء رأي رسمي بشأن المشاركة فيه، وتهتم أطراف محلية ودولية بما يرد في خطبته السياسية كل أسبوع، لما له من تأثير على الساحة، ونقلت عدة وكالات ومواقع إخبارية جانباً من خطبته.
وفي أول رد فعل من الجانب الرسمي، رفض نبيل الحمر المستشار الإعلامي لملك البلاد ما جاء في خطبة قاسم من وصفه للحوار بالفاشل، وقال عبر حسابه الخاص في تويتر "أن هناك من قرر أن الحوار الوطني فاشل قبل أن يبدأ ودون أن يشارك فيه" معتبراً ما قدمه قاسم "أعذار وأحكام مسبقة تنقصها مصداقية التوجة للعمل الوطني المخلص" ويتوقع أن يثير ذلك ردود فعل من جانب الوفاق وجماهيرها.