"ندى الوادي" لمجلة "هندية": الإعلام الحكومي آلة لنشر الكراهية والأكاذيب

2013-10-31 - 10:29 ص

مرآة البحرين: رأت الصحافية البحرينية ندى الوادي أن القصة الحقيقة عما يجري في البحرين لا تنقل للخارج، واصفة الإعلام الحكومي بأنه آلة لنشر الكراهية والأكاذيب، جاء ذلك في لقاء أجرته معها مجلة (فرونت لاين) الهندية.

وأوضحت الوادي أن الصحافيين المستقلين في البحرين يتعرضون للهجوم، والمدونون والمصورون الصحفيون يسجنون، في حين تسيطر الحكومة على وسائل الإعلام.

وأشارت المجلة إلى أن وضع الصحفيين البحرينين والنشطاء والمدافعين عن حقوق الإنسان لم يكن سهلا منذ حملة القمع التي شنها النظام ضد المحتجين "فقد توفي عدد من الصحفيين والناشطين والمدونين بعد تعرضهم للتعذيب في السجن. وحتى اليوم ، لم تتم محاسبة أي من المسؤولين، مما يلقي الضوء على مسألة الإفلات من العقاب في البحرين"

وقالت إن العديد من النشطاء والسياسيين والمواطنين العاديين قرروا مغادرة البلاد بعد تلقيهم التهديدات، أو بعد استهدافهم من قبل السلطات، مشيرة إلى أن أحد التطورات الأخيرة كان سجن خليل المرزوق أحد قادة الوفاق بتهمة "الدعوة إلى الإرهاب" "هذه الأفعال تظهر أنه لا أمل من الحوار الجاري مع الحكومة، خاصة وأن حزب المرزوق كان واحدًا من المجموعات المعارضة القليلة التي كانت تدعو للتظاهرات السلمية وكان قد انخرط في الحوار مع الحكومة رغم تعرضه للانتقادات".

وأشارت المجلة إلى أن ندى الوادي كانت مراسلة لصحيفة الوسط وأحد الصحفيين الذين تحدثوا بصراحة عن الأحداث التي حصلت في شوارع المنامة والقرى المحيطة بها، وقد احتجزت لمدة 10 ساعات في نيسان/أبريل عندما برزت صورتها وهي في احتجاج للصحفيين في دوار اللؤلؤة.

وقالت إنها أثناء الحملة تحدثت بشجاعة حول ما كان يحدث في بلدها، بما في ذلك اعتقال الصحفيين، وحين غادرت ندى الوادي البلاد، أسست رابطة الصحافة البحرينية كوسيلة لإيصال القصص التي يحكيها الصحفيون بحرية. وهي تعيش الآن في العاصمة واشنطن.

وتحدثت ندى الوادي في لقائها مع المجلة عن الحركة السياسية الطويلة الأمد التي ما زالت تطالب بالحقوق السياسية الحقيقية للشعب منذ الخمسينات. وقالت إن الشعب في البحرين تفاعل مع موجة الربيع العربي، فانضم مئات الآلاف من المواطنين إلى الاحتجاجات التي نظمتها مجموعات قليلة.

ورأت الوادي أنه حتى وإن لم يكن هناك ربيع عربي، فإن الناس كانوا سينظمون احتجاجات في البحرين، ولكن المشاركة كان يمكن ألا تكون بهذا المستوى من الضخامة.

وقالت إن عام 2011 كان عامُا شديدُا على الحكومات في العالم العربي، والبحرين لم تكن استثناءً. فقد قررت الحكومة البحرينية استخدام القوة والعنف ضد المتظاهرين. ولكنها لاحقًا أدركت أن هذا كان خطأ كبيرًا. فاستخدام القوة قد خلق تعاطفُا تجاه المتظاهرين وانضمام المزيد من الناس إليهم.
وأضافت أن تأثير انهيار الأنظمة في المنطقة كان مخيفًا جدًا بالنسبة للحكومة البحرينية، فقد أدى ذلك إلى استخدام القوة المفرطة لاحتواء الحركة من البداية قبل أن تنتشر. ولكن النتائج العكسية لهذه السياسة قد شوهدت على مدى العامين الماضيين في البحرين، وبغض النظر عن المعاملة القاسية تجاه النشطاء، فقد نمت الحركة بشكل أقوى.

وذكرت المجلة أن ندى كانت خلال فترة تخييم المتظاهرين في دوار اللؤلؤة، تذهب إلى هناك كل يوم تقريبًا لإجراء مقابلات مع الناس وكتابة قصصهم. الجو خلال تلك الفترة [ شباط/فبراير وآذار/مارس 2011] كان شيئا يشبه الاحتفال. كان الناس يلتقون مع بعضهم البعض ويتباحثون قصص بعضهم البعض. وكانوا يعقدون الحوارات السياسية والمناقشات كل ليلة. وكانت تُنظم المسيرات كل يوم.

ونقلت أنه كان هناك قسم فني للعمل الإبداعي والفنانين. وكان الحشد يضم النساء والأطفال وكبار السن. فقد كان ذلك كحفل لطرح أفكار وأحلام الكثير من الناس. ومع ذلك، فإن الصور اليومية التي كانت تبثها وسائل الإعلام المحلية عكس الواقع تماًما. ففي الوقت الذي كان يهتف فيه الناس بالوحدة بين السنة والشيعة، كان تلفزيون البحرين يتحدث عن عنف وطائفية المحتجين. وكانت وسائل الإعلام الحكومية قد لفقت العديد من القصص، والكثير من الشائعات انتشرت منذ المراحل المبكرة جدًا للحركة لتأطير ذلك بإطار طائفي. بشكل أساسي، كان الإعلام الحكومي يتصرف كآلة كراهية لنشر الأكاذيب من أجل نشر الخوف بين الناس من هذا التجمع الضخم في دوار اللؤلؤة حتى لا ينضموا اليه.

وقالت إن السبب في استخدام الورقة الطائفية التي تضع المتظاهرين بإطار العمالة لإيران كان واضحا منذ اليوم الأول. فقد كانت محاولة لتقسيم الجمهور وترهيبه من الانضمام إلى الحركة. ولا يزال النظام في البحرين يسرد هذه الرواية حتى بعد ظهور الكثير من الأدلة التي تثبت أن الحركة في البحرين كانت من قبل مواطنيها الأصليين ولا وجود لتورط إيراني في ذلك. وقد ثبت هذا في تقرير اللجنة المستقلة لتقصي الحقائق الذي يعرف ب" تقرير بسيوني".

ورأت ندى أن النظام سيواصل هذا الخطاب، خصوصا مع ازدياد الطائفية في المنطقة. فهي البطاقة الوحيدة المتبقية لمواجهة التغيير الذي يجب أن يحدث في وقت قريب، خصوصا و أن الناس في البحرين، وفي المنطقة، أثبتوا أنهم لم يعودوا يتسامحون مع الاستبداد.

النص الأصلي


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus