علي عبد الجليل: رياضي يستهدف بسبب شهادة أخيه ونشاط أبيه
2013-10-09 - 10:12 م
مرآة البحرين (خاص): مسلسل استهداف عوائل الشهداء والنشطاء الحقوقيين لا زال قائماً. موازين العدل عند النظام البحريني مختصة بخدمة الظالم وإدانة المظلوم. في البحرين أنت الضحية والمدان في آن واحد، لذا باتت عائلة كل شهيد وكل ناشط تترقب دورها في انتقام النظام منها.
عائلة الناشط الحقوقي عبدالجليل التي لم تكد تلملم جراحاتها بحادثة استشهاد ابنها محمد في 11 سبتمبر الماضي، ها هي اليوم تعيش الفقد مضاعفا بعد اعتقال ابنها الأكبر علي!
زوار الفجر
تفاجأ الناشط عبدالجليل يوسف رئيس لجنة الرصد والتوثيق والمتابعة في الجمعية البحرينية لحقوق الإنسان باقتحام قوات الأمن منزله في تمام الساعة 2:30 فجر الاثنين الماضي، واعتقال ابنه الأكبر مدرس التربية الرياضية علي" 26 عاما" دون إبراز مذكرة قبض، وذكر بأن حوالي ثماني سيارات دفع رباعي وباص أحاطت بمنزله، حيث قامت قوات أمنية ملثمة مدججة بالسلاح وبلباس مدني باقتحام المنزل بعد أن كسرت بوابته، ودخلت عنوة إلى داخل منزله فرقة منهم، أما الفرقة الثانية فتسلقت المنزل ودخلت من الشرفة العلوية للمنزل.
مباشرة، توجهت القوات الأمنية لغرفة علي بينما كان نائما، واقتادته معها بعد أن قامت بتصويره في غرفته ومصادرة هواتفه النقالة، وعندما اعترض عليهم لوجود أشياء خاصة به، طلبوا منه تسليم بطاقته الشخصية لكي يرجعوا هواتفه، لكن شيئا منها لم يرجع. أما أخوانه فلم يسلموا من تعدى القوات أثناء اعتقاله فتم رش مادة حارقة عليهم أثناء اعتقال أخيهم.
رحلة البحث عن علي
الأم التي لم يكد يمضي على شهادة ابنها الأول شهر، لزمتهم صارخة فقد الثاني: إلى أين ستأخذون ابني؟ فطلبوا منها اللحاق بهم، وبالفعل لم تتوان الأم اللحاق بهم وبسرعة البديهة قامت بتسجيل رقم إحدى سيارات الشرطة، وبدأت رحلة البحث عن علي.
قصدت الأسرة في بادئ الأمر مركز شرطة المعارض منذ لحظة اعتقال علي، لكن المركز نفى وجوده، بعدها توجهوا إلى مبنى التحقيقات الجنائية، وهناك لم يجدوا جوابا شافيا، بل طلبوا منهم المغادرة إذ لا يجيز لهم القانون الذهاب للتحقيقات وعليهم اللجوء إلى المركز التابع لمنطقتهم، وفي أثناء وقوفهم شاهدت والدة علي السيارة نفسها والتي قامت بتسجيل رقمها من أمام منزلها وعلى الفور توجهت للشرطي الذي كان بداخلها وبلهفة الأم الموجوعة سألته: أنت كنت مع المجموعة التي اعتقلت ابني، أين هو الآن؟ أخبرني عن ابني، لكن الشرطي صاحب اللهجة اليمنية امتنع عن إجابتها، وعادت العائلة أدراجها إلى مركز شرطة المعارض مرة أخرى، ولم يختلف الحال عن السابق بل أن الشرطة سألتهم إن كان من اعتقل علي هم أفراد الشرطة فعلا أم جماعة أخرى وهنا زاد قلق العائلة على مصير ابنها الذي بات مجهولا.
انتظار المجهول
مرت ساعات طويلة وأسرة (علي) لا تعرف شيئا عنه، عاشت خلالها والدته هلع وخوف شديد فهي للتو فقدت (محمدا) ولن تقوى على المزيد من الفقد والألم، جاءها اتصال من علي في منتصف ليل الثلاثاء 8 أكتوبر يخبرها بأنه بخير، لكن الأم لم تشعر بذلك فصوته الخافت يخفي وراءه ما تخافه وتخشاه، وفي ظهر اليوم نفسه اتصل مرة ثانية ليخبرهم أنه موجود في سجن الحوض الجاف.
الناشط عبدالجليل ينقل عن ابنه أنه خلال اليومين الماضيين تعرض لتعذيب شديد وأجبر على الوقوف طوال فترة وجوده بالتحقيق ومنع عنه الماء والطعام طيلة وجوده هناك، وقد وجهت له عدة تهم نكرها جميعا، ومع هذا سيتم توقيفه ستين يوما على ذمة التحقيق.
وأبدى الناشط عبدالجليل استغرابه من اعتقال علي البعيد جدا عن السياسة ، فميوله رياضية بحتة لا علاقة لها بالأنشطة الحقوقية والسياسية
حال عائلة شهيد ومعتقل
أما والدة (علي) فتنقل حادثة جرت أمامها أثناء اعتقال ابنها أثارت استغرابها عندما شاهدت رجل الأمن يأخذ قطعة من ملابس علي "فانيلة" مطالبا علي بحملها، وعندما سألت الأم عن السبب لم يجيبوها.
وتبقى عائلة الشهيد (محمد) والمعتقل (علي) تنتظر مصير ابنها (علي) الذي بات مجهولا في ظل الاستهداف المباشر للعائلة، كما لعلي طلبة ينتظرونه أيضا بعد أن حرموا من معلمهم، أما الأم فعيناها شاخصة للسماء وكلها قلق على مصير ابنها الثاني.