قاسم: لا أمثل الشعب ولن أمثل الشعب، وكل ما على الأرض يقول لك لا إصلاح

2011-06-11 - 6:35 ص


‪ ‬
مرآة البحرين (خاص): سمحت السلطات اليوم للمصلين بالوصول إلى جامع الصادق بالدراز للصلاة خلف الشيخ عيسى قاسم، وخلت الشوارع المؤدية للدراز من نقاط التفتيش، في حين تجمعت أكثر من 20 سيارة شرطة في حديقة ساحل أبو صبح، قريباً من الجامع، ثم أخلت المكان بعد انتهاء الصلاة.

وكان عدد من أئمة الجماعة قد عطلوا صلواتهم ودعوا الناس للالتحاق بجمعة الدراز، احتجاجاً على منع المصلين من الوصول إلى الجامع في الأسابيع الماضية، ورداً على خطاب التحريض المتنامي ضد قاسم من قبل الصحف المحلية المحسوبة على السلطة.

وكانت صحيفة الوطن (اعتبرها تقرير البندر من ثمار مخطط النظام في التقسيم الطائفي) قد صعّدت في الأسبوع الماضي من تهجمها على رجل الدين الشيعي الأبرز في البحرين، ونقل تقرير نشرته الصحيفة يوم الاثنين الماضي عن فعاليات قات إنها طالبت بمنع قاسم من الخطابة، بعد سعيه لضرب الاقتصاد الوطني بالتحريض والتصعيد حسب قولهم، متهمة إياه بنشر  الفتنة والتفرقة والطائفية، وشق عصا الطاعة، مصادراً حرية الأفراد والشعب.

ووصف أحمد الدوسري (جمعية الحوار الوطني) المجلس العلمائي بأنه دولة داخل دولة، وأكد أن تجمع الوحدة الوطنية لن يرضى بوجود مجلس "علمائي" غير مرخص يدعو إلى شق الوحدة الوطنية، وطالب بإحالة قاسم وأعضاء المجلس إلى المحاكمة، لجهة وقوفهم خلف الأحداث الأخيرة، التي كادت تؤدي لحرب أهلية وتسببت بشق كبير في المجتمع حسب قوله، وقال إن قاسم ينادي بمقاطعة الحوار، ويطالب بحكم الشارع وهذه فوضى وليس نظاماً،‪ ‬وهو لا يزال ينادي بولاية الفقيه.

وحضرت جموع غفيرة صلاة الجمعة في الدراز هذا اليوم، وقاطع قاسم أكثر من مرة  شعارات التأييد المتعالية من المصلين الذين هتفوا باسمه مراراً. وعاد في خطبته مجدداً إلى قضية التمثيل الشعبي في الحوار، وأكد على أن "الشعب في شخصيته الاعتبارية لا يمثله شعب غيره ولا عضوٌ من أعضائه شخصاً كان أو مؤسسة إلا أن يقيم هو نفسه وبإرادته الحرة من يمثله، وليس لأحدٍ أن يفرض نفسه عليه وينطق باسمه ويعطي الرأي عنه في أي مسألة تهمه خارج إرادته ومن غير اختياره"‪
‬وأوضح معقباً على ما أثارته بعض الأقلام في الصحف الحكومية: "ثم أنه لا أدري كيف يقال عمن أنكر على أي تمثيلٍ للشعب والنطق باسمه من غير تخويل منه، أنه يريد فرض نفسه على الشعب ومصادرة رأيه ونصب شخصه ولياً عليه؟!" متهما هذه الصحف أنها أنشئت للمغالطات وقلب الحقائق، والنيل من كل مواطن تستحسن السياسة النيل منه وتستهدفه‪.
‬وأكد قاسم أنه شخصياً ليس في وارد تمثيل الشعب اليوم أو غداً في أي لونٍ من المفاوضات في هذه الظروف أو غيرها ولو بتخويل من الشعب نفسه، "فضلاً عن أن أفرض نفسي عليه"، وذكر بأن رأيه كان ومازال أن "تتولى الجمعيات السياسية هذا الأمر تمهيداً لعرض نتائجه على من له الحق في التعبير عن رأيه، ومن يقول عنه الميثاق وتقول عنه السلطة بأنه مصدر السلطات وهو الشعب كل الشعب، لا عيسى وحده ولا غيره".

وحمل قاسم على السلطات استهدافها مواكب العزاء، واتهمها بأنها تقوم بذلك رفضاً للوجود الشيعي، وأنها تريد الهيمنة الجبربية على المذهب الشيعي بفرض وجهة نظر معينة على ممارسة الشعائر، وقال إن هذه الهيمنة ينكرها العالم كله، وكل المؤسسات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان، هيمنة لا يمكن حسب طبيعتها الاستفزازية أن تسمح بأي استقرار سياسي في أي بلد تمارس فيه‪.

‬وتحدّث قاسم مطوّلا عن المحاكمات التي يتعرض لها الأطباء والمعلمون وغيرهم، وقال إن هذه المحاكمات لم تفرق بين صغير وكبير، ولا بين رجل وامرأة، واستنكر على الإعلام اعتباره الأمر عادياً، في حين يتهم الكثير من الطبقات العلمية والاجتماعية المتقدمة في المجتمع على أنهم متآمرون وجناة. وقال إن المحاكمات منذ سنين وإلى الآن اعتمدت وسيلة واحدة في الإدانة، هي وسيلة الاعتراف في الظلام، ودعا للقبول بلجان التحقيق المحايدة، التي تطالب بها منظمات حقوقية خارجية.

وفي رده على دعوات الإصلاح، قال إن الناس لا تجد توافقاً بين واقع المحاكمات، واستمرار الفصل من الوظائف والجامعات، وكبت الحريات، ومواجهة المجالس الحسينية والمواكب العزائية بالتنكيل، ومطاردة صلوات الجماعة والجمعة، والانتشار الأمني في المناطق المختلفة ونقاط التفتيش، وبين أمل الإصلاح، فكل ما على الأرض يقول لك لا إصلاح، ويدعم ذلك إعلام لا يبرح يثير مشاعر الكبار والصغار ويستفزها‪.‬ وسخر من دعوة الناس للصمت وتأييد السياسة القائمة بكل ما فيها لأن ليس فيها إلا ما هو حقٌ وعدلٌ وإنصافٌ وتقدم!!
 
 

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus