خمسة معلِّمين في خمس حكايات

2011-06-01 - 1:27 م




مرآة البحرين (خاص):خمسة معلمين تجمعهم مهنة واحدة، وعلم له خمسة أسنان ( علم البحرين)، وحكايات مختلفة. كيف يرون حياتهم وأنفسهم مهنتهم، في وطن تحكمه أسنان قانون الطوارئ ( قانون السلامة الوطنية )؟


الحكاية الأولى

     كونه إداريّاً جعله غير محبوب أو قريب من النفوس. لم يجد نفسه في أيّ من برامج الحركة. لم يتواجد في الدّوار أصلاً. ساهمَ بحماس في تنفيذ سياسات الوزارة الغليظة. يتجنّب، من فوْره، الحديث في أيّ شأن من شؤون البلد السّياسية. الصّورة النّمطيّة عنه أنّه غير راضٍ عمّا يجري. لكنّه مع منْ؟ غير معروف. فجأة، وفي نهاية الدّوام الرّسمي، هجمت قوّات مدجّجة بالسّلاح، وتوجّهت مباشرة إلى مكتبه واقتادته إلى جهةٍ مجهولة. حُقّق معه لساعاتٍ، ثم أعيد إلى مكانه. كان من الموقّعين على عريضةٍ مهنيّة تؤيّد مطالب الحركة. لم يكن ذلك فحسب، فراتبه مُجمّد منذ شهر فبراير. ز. ع.


الحكاية الثانية

     متشائمٌ جداً. يصْعبُ عليه سماع أخبار الانتهاكات، وقد أُصيب بصدمةٍ نفسيّة عندما تناقلَ النّاسُ أنباءَ الاعتداء الجنسي على النّساء. يتابعُ علاجاً نفسيّاً خاصاً بسبب ذلك. لديه اهتمام بالسّياسة، لكنه يُحجِم عن المشاركة في أيّ نشاط، والاستثناء الوحيد كان اعتصام دوّار اللؤلؤة. يقضي وقته في عالم السّينما، وبرغم كونه عانساً فإنه لا يفكّر جدّياً في الزّواج، فهو لا يريد أن يُورّث أبناءه كارثة الوجود في هذه البلاد.ش. ع.


الحكاية الثالثة

     من أولئك الذين يردّدون طوال اليوم عبارة: "الله يستر". يُكنى بأبي إيمان، ومعروف بانتمائه الولائي وعقيدته الصّلبة. الأحداثُ الجارية جعلته يتمسّك أكثر بإيمانياته، لكنه أكْثرَ في المقابل من ترديد عبارته المعروفة. مع الوقت، جعل يُفكّر عميقاً في إيمانه، ويُكثِر من طرْح أسئلة الأسباب والغايات. عندما بلغت الأحداثُ أوْجها؛ شوهد حاملاً العديد من الكتب. انكبّ على قراءة كتب "المهدي المنتظر". كلّ شيء سيقع مذكورٌ في هذه الكُتب. يقرأ على زملائه "النصوص"، ثم يشرعُ في تحديد مصاديقها. عندما وقعت أحداث "درعا" السّوريّة؛ انتعشت مهدويّاته في المدرسة. "انظروا.. مذكورة بالاسم تماماً". ع. م.


الحكاية الرابعة
  
     واثقٌ من أنّ النصر آت. لكنه غير قادر على إقناع منْ حوله بذلك. لأنّه لا يستطيع التّعامل مع التكنولوجيا الحديثة، ولا يملك الوقت لمتابعة الفضائيّات بسبب كونه "ملاّ"؛ فإنّ يومه في العمل يبدأ بالتوجّه مباشرة إلى معلّم شاب، شغوفٍ بمتابعة الجديد. يأخذ منه كلّ أخبار ليوم السّابق، ثم يتجوّل في المدرسة لنقل الأخبار، وإثباتها وتأكيدها وإضافة تفاصيل من خياله. كلّ خبر هو دليلُ انتصارنا الآتي. أيّ خبر. عندما يغيب مصدرُ أخباره، الشّاب، يصابُ بالكآبة، ويكاد يقول إننا مهزمون لا محالة.ح. ع.


 الحكاية الخامسة

     يصفه بعض زملائه بأنّه "خزّان المصائب". في أوّل الأحداث أصيب بسلاح "الشوزن" وشوّه وجهه الوضّاء. عندما استقرّ المعتصمون في الدّوار سقطَ عليه عمودٌ حديدي كان معلّقا في الخيمة التي يُشرف عليها. سالت دماؤه بغزارة. بعد الهجوم الأخير على الدّوار بقيَ مفقوداً ليومين. ثم تبيّن أنه كان مغميّاً عليه في بيتٍ تحوّل إلى غرفة عمليات طارئة. يقول إنّ دماء البحرين كلّها تجمّعت في ذلك البيت. لاحقاً، اعتُقل في نقطة تفتيش، ثم أُفرج عنه، ليُعتقل ابن عمه وأخته الممرّضة، فتتوفى والدته جرّاء الصدمة. برغم ذلك، ظلّ متشدّداً في موقفه السّياسي، ومؤكداً على وجوب "رحيلهم". ح. م.
 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus