من قتل حسين عبدالله؟

حسين عبد الله
حسين عبد الله

2013-06-30 - 10:03 ص

مارك أوين جونز، مدونة مارك أوين جونز

ترجمة: مرآة البحرين

أمس لقي حسين عبد الله "القائد الميداني " لحركة ائتلاف شباب 14 فبراير حتفه في انفجار وقع في منزل عائلته. نشرت الصور المروعة لجثته المتفحمة على الإنترنت، وبرزت ثلاث نظريات تفسر سبب موته. وهي على النحو التالي: 1 – قتل في حادث مأساوي عندما انفجر ضاغط تكييف الهواء أو أسطوانة غاز في ورشته الواقعة في منزله (كان حسين يعمل في إصلاح المكيفات الهوائية ) 2 - اغتيل من قبل البلطجية / حمقى وزارة الداخلية 3 – توفي وهو يصنع قنبلة.

النظرية الثانية أيدها ائتلاف 14 فبراير، الذي يزعم أن حسين قتل في عملية قامت بها أجهزة استخبارات الدولة. ولاحقا أعلنوا حسين شهيدًا. النظرية الثالثة صادرة عن وزارة الداخلية، التي أصدرت بيانا مقتضبا يقول إن حسين توفي وهو يصنع قنبلة محلية الصنع على سطح منزله في قرية سار. بيان وزارة الداخلية على النحو التالي:

أعلن المدير العام لشرطة المحافظة الشمالية وفاة رجل يبلغ من العمر 35 عامًا له سوابق جنائية متأثرًا بحروق خطيرة جراء انفجار وقع مساء الثلاثاء / / وقال المدير العام أن التحقيقات الأولية أظهرت أن الرجل كان يصنع قنبلة على سطح منزل عائلته في سار عندما انفجرت / / وعثرت الشرطة على خمس قنابل أخرى محلية الصنع فيمكان الحادث، واحدة منها كانت جاهزة للاستخدام. تم استدعاء الخبراء المتخصصين بالعبوات وتم نزع فتيل الجهاز ومصادرة بعض أجهزة التفجير والأسلاك والبطاريات والهواتف المحمولة المستخدمة في صنع القنابل، بالإضافة إلى كاميرا وكمبيوتر محمول.

يمكننا أن نرى من البيان، أن وزارة الداخلية سارعت لتشويه سمعة الضحية،  من خلال ذكر أن له "سوابق جنائية". وفي الوقت الذي يكشف فيه بيان وزارة الداخلية كل بصمات محاولاتهم المعتادة لتشويه سمعة حركة 14 فبراير، فإنه من غير الواضح كيف علمت حركة 14 فبراير أنها كانت محاولة اغتيال من قبل النظام. إذا كان التفسير الأول هو الصحيح (أن حسين توفي في حادث مأساوي)، فإن كل من حركة 14 فبراير ووزارة الداخلية يحاولان بوضوح استغلال الحادث لأسباب سياسية. بالمناسبة، على الرغم من أنه أفيد بأن عائلة حسين نفت رواية كل من وزارة الداخلية و14 فبراير للأحداث، فإن شقيق حسين ظهر في فيديو يقول إنه يعتقد أنها كانت محاولة اغتيال.

ونظرًا إلى أن وفاة حسين تأتي في الوقت الذي كان فيه النظام يبذل جهودًا متضافرة لتشويه سمعة ائتلاف 14 فبراير، فإن الاتهام بإنه كانيصنع قنبلة عندما مات ببساطة تكمل السرد الأخير الرامي إلىتشويه سمعة الحركة. في الواقع، هذا السرد الذي يشيطن الحركة الاحتجاجية في البحرين ذهب إلى مستوى جديد في 12 حزيران/يونيو2013، عندما بثت قناة البحرين عرضًا لعدد من "المنظمات الإرهابية" في البحرين، بما في ذلك ائتلاف 14 فبراير. وادعت القناةأن بعض أعضاء 14 فبراير اعترفوا بتورطهم في عدد من الأعمال الخطيرة والجنائية، وذكرت أيضا أن "العنف هو نهج هذه المنظمة، على الرغم من ادعائهم بالتزام السلمية" (انظر الفيديو على 07.47 ). ادعت القناة أيضا أن المنظمة التي يرأسها هادي المدرسي، رجل دين شيعي عراقي منفي كان اتهم أيضا بإثارة الاضطرابات في البحرين خلال الثمانينات.

على الرغم من أن استراتيجية النظام واضحة – لتشويه سمعة الحركات الإصلاحية بأي ثمن، فإنه ليس من الواضح تماما ما الذي تبغيه حركة 14 فبراير. إذا كان حسين قد مات نتيجة انفجار مأساوي،فلماذا لا تقول ذلك وببساطة تلفت الانتباه إلى حقيقة أن وزارة الداخلية تلفق قصة صنع القنبلة. وإذا كان يصنع قنبلة، فلماذا نكون صريحين جدا؟ على كل حال، حركة 14 فبراير تؤيد علنا استخدام العنف في سياقات معينة ( في الدفاع عن النفس وليس ضد المدنيين).وإذا تم اغتياله، ثم ما هي الأدلة على ذلك؟ (تحديث: الموقع التالي FreedomPrayers@ أرشدني الى مقال على http://www.feb14media.com  يدعي أن قوات الأمن اقتحمت ورشة حسين قبل وقوع الحادث، ورفضت السماح لأي شخص بالاقتراب منه لبعض الوقت. في هذا الوقت زرعت قنبلة ونصبت الكاميرات بحيث تنفجر القنبلة وهو بالقرب منها – واصنع من ذلك ما تشاء). ومن الممكن أيضا أن لا وزارة الداخلية ولا ائتلاف 14 فبراير يعرف ما حدث، وببساطة يستغلون الوضع.

تاريخيًا ، مثل هذه الحوادث لا تخلو من سابقة. ففي عام 1973، ورد أن عضوًا في الجبهة الشعبية لتحرير الخليج العربي توفي بعد أنافجرت به قنبلة وهو يصنعها. وعلى الرغم من أن بعض الناس يعتقد أنها نظمت من قبل أجهزة الاستخبارات البريطانية، فإنه يبقى من غير الواضح ما حدث. وبالمثل، أفيد أنه في عام 1996 قتل سلمان علي التيتون وزوجته وطفله عندما فجرت وزارة الداخلية منزلهم (شكرا لموقع @emoodz الذي جذب انتباهي إلى هذا). وادعت وزارة الداخلية أن اسطوانة الغاز في المنزل انفجرت. في الواقع، حقيقة أي من هذه الأحداث ستبقى معتمًا عليها إلى الأبد من خلال الحقائق غير الوافية أو المشاعر الحزبية.

لسوء الحظ، أي من التفسيرات الثلاثة التي وردت في حالة حسين لا تخلو من المصداقية. أقول للأسف لأن عنصر الشك يفيد النظام. لا يستطيع المرء أن يؤكد بدرجة ما من اليقين ما جرى من أحداث، وبالتالي قوة أي حجة تدعي بأن وزارة الداخلية طبخت القصة لا محالة سيتم تمييعها بإعطاء رواية وزارة الداخلية للأحداث حتى أبسط اعتراف. فعندما لا نستطيع أن نثبت بالدليل المؤكد، لا يمكننا أن نستبعد.

 

26 حزيران/يونيو 2013

رابط النص الأصلي

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus